حول إعجاز القرآن والتطور

56 18 0
                                    

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : حول إعجاز القرآن والتطور

تحتوي شبهة اليوم  على عدة أسئلة:

«لو كان القرآن حقا فيه كل علوم الحياة فلماذا لم يساعد المسلمين في التطور الصناعي؟ ولو كانت الاكتشافات العلمية موجودة حقا في القرآن فلماذا لم يتحدث عنها العلماء المسلمون المعروفون بل تركوا الغرب ليتحدث عنها؟ والسؤال الأخير لماذا كلما اكتشف عالم غير مسلم اكتشافا علميا يصرخ المسلمون بأن هذا الشيء كان موجودا في القرآن قبل 1400 عام؟»

لنبدأ بالسؤال الاول الذي يقول : لو كان القرآن حقا فيه كل علوم الحياة فلماذا لم يساعد المسلمين في التطور الصناعي؟

الإجابة : نحن المسلمون قديما كنا نصنف تحت لواء الدولة العثمانية ونتبع الفكر الإسلامي الذي ينص على الحفاظ على الاستقرار...والأجانب لنقل أنهم يتبعون الفكر الليبيرالي...والفكر الليبيرالي ينص على أنه لا يهم الأفعال بقدر النتائج...أي أنهم لا يهتمون البتة لو سرقوا أو استعمروا أو نهبوا في سبيل التطور...وطبعا التطور الصناعي يحتاج إلى موارد أولية كالغاز والحديد والذهب والرصاص والبترول والفوسفور وغير ذلك...وطبعا هذه الموارد قليلة عندهم وهذا ما دفعهم للاستعمار من أجل نهب تلك الثروات وهذا ما يتجلي لنا من ظهور للحروب والاستعمار في فترة الثمانينات...وأبسط مثال على نهبهم أن برج إيفل بفرنسا صنع
من حديد الجزائر المنهوب...هذا ما ساعد الأجانب
في التطور الصناعي أما الدولة العثمانية فلأنها تخضع للحكم الإسلامي فممنوع عليها النهب والقتل والاستعمار وهذا حفاظا على الاستقرار الذي تعبت لتحقيقه...وهذا ما جعل الموارد عندها قليلة جدا ولا تكفي للانطلاق بثورة صناعية

••••••••••

السؤال الثاني : لو كانت الاكتشافات العلمية موجودة حقا في القرآن فلماذا لم يتحدث عنها العلماء المسلمون المعروفون بل تركوا الغرب ليتحدث عنها؟

الإجابة: الموضوع أسهل مما تتخيل ولا يحتاج حتى بحثا لتجيب عليه...من قال أن العلماء المسلمين لم يكونوا يعرفون بالإعجاز العلمي؟! بل كانوا يعرفون ويؤمنون بكل ما قاله القرآن ولكن يحتاجون لبرهان حسي لإقناع شخص لا يؤمن بالقرآن...ولنأخذ كمثال مراحل تكون الجنين والتي لخصها القرآن في عدة آيات كما يلي:

قال تعالى : ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾

تشرح هذه الآيات مراحل تكون الجنين في رحم أمه...فالنطفة تصبح علقة والعلقة هي التقاء للنطفة بالبويضة وتخثرهما ثم يعلقان في جدار الرحم...ثم تتحول العلقة لمضغة وهو يعني بذلك أنها تشبه قطعة اللحم الممضوغ...ثم تتحول المضغة لعظام وهذا دليل على أن العظام تخلق قبل اللحم حسب القرآن

فلو أخذنا المثال السابق واعتبرنا أن الطبيب المسلم "ابن سينا" يعرف هذا الاكتشاف العظيم بالفعل منذ عصر الدولة العثمانية ثم ذهب عند شخص غير مسلم وطرح عليه هذه الفكرة فهل سيقتنع الملحد بذلك؟ طبعا لا! بل سيقهقه من أعماقه ويقول "ما أدراك؟! هل فتحت بطن عشرين حاملا لتقوم ببحث يدعم هذا الادعاء؟"

والآن لنفترض أن ابن سينا كان موجودا في عصر التطور الصناعي ثم تناقش مع ملحد وطرح عليه نفس الكلام وهذه المرة أتاه بدليل حسي والذي هو صور بالأشعة المقطعية تثبت صحة كلامه فهل كان الملحد ليضحك أو ينكر؟ طبعا لا...الاكتشافات العلمية الموجودة في القرآن حتى لو كان المسلمون يعرفونها قديما فهي تبقى مجرد كلام دون أدلة

نحن مسلمون ونؤمن بأي شيء يقوله القرآن ونعتبره مرجعا مهما..ولكن الملحدين لا يعترفون بالقرآن قط ولن يقتنعوا بأي شيء خارج إطار المنطق والحواس

••••••••••

السؤال الثالث : لماذا كلما اكتشف عالم غير مسلم اكتشافا علميا يصرخ المسلمون بأن هذا الشيء كان موجودا في القرآن قبل 1400 عام؟

الجواب : سؤال جميل وإجابته ملخصة في آية قرآنية واحدة تقول ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ *فصلت 53*

الله تعالى قال "سنريهم" أي لا يتكلم عن المسلمين بل عن الكفار...وبأنهم سيكتشفون أن كل ما بالقرآن يتماشى مع الواقع وهذا يثبت أنه الدين الصحيح

فتخيلوا لو أن التطور العلمي كان على يد المسلمين وأنهم هم من اكتشفوا صحة الإعجاز العلمي...ألن يجعل هذا الكفار يتهمونهم أنهم اخترعوه لدعم صحة القرآن؟ وبالتالي يصبح ذلك الاكتشاف العلمي محل شك

لكن بالمقابل جعل الله الكفار في تطور علمي وكلما اكتشفوا شيئا يظهر لاحقا أن القرآن كان يعرفه قبل ذلك وهذا دليل على كونه كتابا معجزة



بثينة علي

مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن