ملوحة ماء البحر

33 20 0
                                    

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : ملوحة ماء البحر

تقول الشبهة:

«لماذا أعطانا الله مياه البحار والمحيطات لكي لا نعطش ثم جعلها مالحة للغاية بحيث لا نستطيع شربها؟»

على المسلم قبل أن يواجه شبهات كهذه ويبحث عنها أن يكون متيقنا من أن أي شيء في الحياة خلقه الله بأي حال فهو لحكمة كبيرة ودور عظيم في الحياة...وهذا ما أثبته العلم مرارا وتكرارا ورغم أن الكفار يؤمنون بالعلم لكنهم يصبحون صما بكما عميا حين يتوافق العلم الذي يعبدونه مع أي شيء في القرآن أو الدين

فعلينا أن نخرج عقلنا من القوقعة الصغيرة التي حجزناه فيها وننظر للأمر من زوايا مختلفة

والآن لنسأل أنفسنا...هل الله أعطانا المحيطات والبحار المالحة فقط كمصدر واحد للمياه ووضعنا أمامه وتركنا نلهث سادية منه وبخلا وتعذيبا لنا كما صورها الكافر في الأعلى؟

الإجابة لا...الله أعطانا مصادر عدة للماء العذب...هناك مثلا الآبار والأنهار والشلالات والبحيرات والنافورات والعيون العذبة...واو كل هذه المصادر ثم يأتي كافر ويلحد لأن ماء المحيط مالح! ألا يدل هذا على سطحية في نفس صاحبها؟

ثانيا الأمر مفصل في ما قاله الشيخ عبد الرحمان بن ناصر السعدي  في كتابه للتفسير ص 686...عند قوله تعالى ﴿وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ...﴾ *فاطر 12*

يقول الشيخ في فحوى الآية :  "وأن يكون البحر ملحاً أجاجاً لئلا يفسد الهواء بروائح ما يموت في البحر من الحيوانات...ولأنه ساكن لا يجري فملوحته تمنعه من التغير ....إلخ"

وهنا تتجلى لنا حكمة عظيمة من خلق البحر المالح...فنحن نعلم أن المياه الراكدة تفسد وتصبح رائحتها كريهة كالحمأ ولكن الله خلق الملوحة للحفاظ على رائحة البحر المنعشة...تماما مثلما تحتاج المصانع مواد ملحية حافظة لوضعها في المنتجات الغذائية كي لا تفسد

ولولا هذه الحكمة الربانية العظيمة لما استطاع أحد منا الاقتراب من ماء البحر بسبب رائحته الكريهة ولما استطاع السباحة فيه فهناك ملايير الكائنات ماتت فيه عبر التاريخ وأنتم تعرفون رائحة الجثث المتعفنة...لكن تلك الملوحة تساعد على تحلل الجثة بهدوء دون رائحة وتقتل الميكروبات الناتجة عنها والتي قد تسبب لنا الأمراض أثناء السباحة

ثالثا لعلكم لاحظتم أن البحر المالح مصدر مهم جدا للغذاء فهو غني بالكائنات البحرية المتنوعة بدون حدود وهناك حتى كائنات لا يتصورها عقلكم ولم يراها أحد بعد لأنها تعيش في أعماق المحيط ومن الصعب الوصول لها...وبحكمته تعالى فقد جعل لنا هذا المحيط بوسعه مصدرا لا نهائيا من الغذاء وكل الكائنات التي فيه لا يمكنها العيش في المياه العذبة بل تحتاج ملوحة البحر وخصائصه

وهذا دون أن نذكر أن أسماك الماء المالح أشهى وألذ من أسماك الماء العذب (◔‿◔) اسألوني أنا شخصيا فمرة اشترينا سمكة من النوع الذي يعيش في البحيرات ويععع (◔‿◔) ما يزال طعمه المقزز في فمي (◉‿◉) يحيا السردين والتونة والسمك البحري ولا شيء يظاهيهم جميعا

وأخيرا وهي أهم نقطة...الله أعطانا مياه البحر المالحة ولكنه سخر لنا العقل والعلم لنخترع آلات تصفي الماء ليصبح صالحا للشرب...فحين تذهب لبلد ما وترى نقصا في تزويد المواطنين بالمياه فخطأ من هو؟ أهو خطأ الله تعالى أم خطأ المسؤولين الذين لا يقومون بواجبهم في صنع مصانع لتصفية الماء وجعله صالحا للشرب؟

خلاصة الكلام...أي شيء خلقه الله فقد خلقه لحكمة...فبدل أن نستنكر ونسخر من حكمته علينا البحث والتفكر فيها ولن ندرك إلا ما يزيدنا تدبرا ودهشة لعظمة الخالق

بثينة علي

مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن