تفسير القرآن

69 20 0
                                    

• كتاب : مختصر الكلام في الدفاع عن الإسلام
• الموضوع : تفسير القرآن

تقول الشبهة:

«رغم أن القرآن من عند الله فلماذا لم يتم تفسيره وتم ترك معانيه مبهمة؟ بل قام بتفسيره العلماء الحديثون والذين يشرحونه على هواهم من أجل تبييض صورة الإسلام»

قبل أن نتفلسف ونقول أي شيء فلنعرف أكثر عن علم تفسير القرآن...أو لنقل أن القرآن حسب التفسير مقسم إلى أربع كما قسمه ابن عباس رضي الله عنه:

- الأول : قسم يفهمه كل أحد فهو لا يحتاج إلى تفسير...فكثير من آيات القرآن الكريم لا تحتاج إلى تفسير العلماء...فالله تعالى أنزلها سهلة ميسورة يفهمها كل الناس

الأمر الآخر أنه يعرف بالتجربة...فلو أن مسلما يجيد قراءة القرآن وفتح المصحف من أي موضع فيقرأ عددا من الآيات بتركيز سيجد نفسه أنه يفهم غالب الآيات وأن بعض العبارات القرآنية أو أجزاء من الآيات هي التي تحتاج إلى تفسير وبيان

-القسم الثاني : مايفهم وفق قواعد اللغة العربية...فمن درس علوم العربية من النحو والصرف والمعاني والبيان والبديع وعرف دروب الأدب شعرا ونثرا وغيرهما كان أقدر على فهم جزء كبير من القرآن الكريم

وهذا النوع الذي يتحدث عنه ابن عباس رضي الله عنه- يمكن أن نقسمه قسمين:
• الأول : هو مايحتاج إلى متخصصين في اللغة العربية
• الثاني : أن كل من يدرك العربية حتى ولو كان من العوام باعتبار أننا جميعا ندرس اللغة العربية في المدارس والجامعات فهناك حصيلة من اللغة العربية تؤهل عوام المسلمين أن يفهموا قسطا من القرآن الكريم بناء على قواعد اللغة

- القسم الثالث : ما يعرفه العلماء الراسخون في العلم...وهذا الذي يحتاج إلى بيان وتفسير وتأويل ولا يجوز للإنسان أن يفهمه وفق هواه...وإنما يجب عليه أن يرجع إلى العلماء المتخصصين أو كان قادرا على قراءة كتب التفسير وفهمهما فما ينبغي أن يفهمه وحده...وهذا هو محور حديثنا اليوم وسنتفصل فيه أكثر

- القسم الرابع : ما لا يعلم تأويله إلا الله تعالى...ويضرب بذلك مثلا الحروف المقطعة...فإن الله تعالى تحدى العرب باعتبارهم أرباب اللغة وفقهاؤها وعلماءها وأدرى الناس بها وأعلم الناس بالمفردات العربية التي تتكون من حروف الهجاء...فيتحداهم الله تعالى في تخصصهم الذي يباهون الناس به وهو وجه التحدي...فإن التحدي الحقيقي أن تتحدى الخبراء في صنعتهم...وصنعة العرب الكلام...فيجيء القرآن ويقول لهم (ألم) (حم) (طس) (طسم) (كهيعص) ويسألهم تحديا عن معنى تلك الكلمات...فلا يستطيعون جوابا!

فكما رأينا فالنوع الأول والثاني ليس فيهما إشكال ولن تأتي وتناقشني في شرح مفردات تخص النحو او اللغة البسيطة أليس كذلك؟ وبالفعل القسم الأكبر من القرآن كذلك

أما النوع الرابع فهو أمر متروك لله تعالى وهو ليس موضوعنا لأنه من الغيبيات أليس كذلك؟

والنوع الثالث وهو الأكثر إشكالية والذي سيتمحور موضوعنا حوله فقد ظن الكفار أن تفسير القرآن وضع لأجل العرب...لكن السبب الحقيقي في تحرك العلماء لتفسير القرآن ونشر الكتب هو أن العجم والأجانب صاروا يدخلون الإسلام فوجب تفسيره لهم...أما العرب فلم يكن لهم حاجة بذلك لأنهم أساسا من أفصح الشعوب بالعربية آنذاك كما أنهم يحضرون حلقات التفسير عن النبي ﷺ وأتباعه فلم يكن لديهم إشكال بذلك الشأن

والذي يفكر أن المفسرين الحدثاء هم من أتوا بتفسيرات القرآن حسب هواهم فهذا خطأ كبير...كان هناك عشرة من الصحابة المعروفين في تفسير القرآن وهم كالتالي:
-أبو بكر الصديق
-عمر بن الخطاب
-عثمان بن عفان
-علي بن أبي طالب
-عبد الله بن مسعود
-عبد الله بن عباس
-أبي بن كعب
-زيد بن ثابت
-أبو موسى الأشعري
-عبد الله بن الزبير

بل وهناك غيرهم ظهروا تلك الأثناء وهذا رصيد متكامل من التفسير...وما فعله التابعون اللاحقون أنهم جمعوا التفسيرات من الصحابة وأتباعهم الذين هم بدوره أخذوها عن الرسول ﷺ ووضعوها في كتبهم وأضافوا عليها بعض الإضافات اجتهادا منهم مثل المعاني اللغوية أو الدينية وما شابه ذلك (لكن بعد بحث وجهد طويل في فهم اللغة والدين وليس حسب مزاج)

لذا فالادعاء الذي يقول أن علماء تفسير القرآن يفسرونه عشوائيا حسب مزاجهم ومن أجل إخفاء عيوب الدين وتحسينه فهو ادعاء باطل تماما

مراجع معتمدة في البحث : موقع إسلام أون لاين + موقع حول الرسول والصحابة والتابعون


بثينة علي

مُخْتَصَرُ الكَلَام فِي الدِّفَاعِ عنِ الإسْلَام!! (بِقَلَم : بُثَيْنَة عَلِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن