الفصل الخامس عشر

82 7 2
                                    

وقف امام النافذة بعد مغادرتها اخرج سيجاره وأشعلها يتطلع على المارة اسفل البناء لمحها وهى تقطع الطريق لتسير بمحاذات البحر كعادتها عائدة لمنزلها انتبهت جميع حواسه عندما رأى سيارة سوداء فارها تعترض طريقها وما هى الا دقيقتان ووجدها تستقل هذه السيارة انتفض مفزوعا وركض ليلحق بها خوفا من ان يصيبها مكروه استقل المصعد وفى ثوانا معدودة كان امام بوابة الشركة فوجد السيارة لا تزال تقف مكانها تنفس الصعداء عندما علم لمن تكون من رقمها فظل يراقبها من مكانه حتى ترجلت منها نور فأسرع الى سيارته ليلحق بها ثم أوقفها جوارها يأمرها بأن تستقلها نفذت أوامره على مضض بعد أصرار منه سألها:- من كان فى السيارة ؟
ردت ساخرة:- الست الوالدة
هز رأسه واكمل وصلت استجوابه لها متغاضين عن سخريتها :- وماذا تريد الست الوالدة منكِ؟
اجابته بلا مبالاة :- لا شيء جديد اكدت لي أشياء اعلمها عنك جيدا.
استاء من طريقتها فى الحديث فأوقف السيارة بعصبيه على حين غره كادت على اثارها ان ترتطم بالتابلو حزرها بنفاذ صبر:- نور اضبطي طريقتك في الحديث معي وأخبريني فيما تحدثتم.
اجابته بنفس حدته :- حذرتني منك قالت إني لست أكثر من فتاة تريد تملكها وتضمن حصتي في الشركة وعندما تجد بديلا ستطلقني مثل من سبقوني. 
أحمرت عيناه من شدت الغضب وامسك بهاتفه يجرى اتصالا أمرا الطرف الاخر بعد ان اجاب:- عطل السيارة وارسل موقعك بدون ان تخبر الهانم.
انهى الاتصال ثم قاد بسرعة جنونية اخافتها فترجته:- اوقف السيارة أرجوك اوقفها
صاحا عاتبها :- لما لم تسألي نفسك هل يوجد أم تشوه سمعت ابنها!!. لما لا تفكري هل يوجد أم تسافر من القاهرة إلى الإسكندرية ولا تفكر في رؤية ابنها ولو لخمس دقائق .
اجابته بنبره مهزوزة خائفة :- لا اعلم لكن كل ما قالته صحيح. 
ضرب مقود السيارة بعنف عدت مرات نافيا :- ليس صحيح. ليس صحيح. 
صاحت به:- فسر لي اذا إصرارك علي. لما أجبرتني على توقيع عقد زواج قبل أن تعرفني؟ 
اخذ نفسا عميق يقول:- اصمتي يانور
تمادت مصره على سماع الإجابة منه:- لن اصمت ولن اجعلك تستغلني مثل غيري
رمقها بنظرات مشتعلة صارخا فى وجهها يحزرها جعلها تنكمش على نفسها :- اصمتيييي أتقي شري الان. 
انتفضت ودمعت عيناها تقول بصوت منخفض :- اخفض سرعة السيارة
نظر لها ولا يزال على غضبه وجدها ترتعش تجاهد فى حبس دموعها فزفر يستغفر الله وأوقف السيارة ثم ترجل منها يأمرها:- ابقي مكانك.
أعطاها ظهره يتكئً على مقدمة السيارة يكتف ساعديه أمام صدره ويستنشق أنفاسه بعمق عله يهدأ. واستدار ينظر إليها بعد بضع دقائق وعاد لوضعه حتى هدأ. ثم ذهب إلى متجر قريب اشتري زجاجة ماء بارد وبعض العصائر. وأستقل السيارة واضعا الحقيبة على حجرها وقال:- اشربي. 
هزت رأسها ترفض فحزرها بنظره واحده فامتثلت بطاعة أخذ زجاجة الماء من يدها بعد ان انتهت ليشرب ثم عاد للقيادة من جديد وقال :- اشربي عصير.
مدت يدها له بعلبة فتحتها له فرفض.
كانت تتطلع عبر النافذة تمسح دموعها الصامتة كل برهه تحت مراقبته أراد ان يمازحها فمد يده لها بمنديل ورقى يقول:- تمسحي في ملابسك مثل الأطفال الصغار؟
التقطته من يده ولم تلتفت اليه.
صف سيارته امام كافتيريا على الطريق السريع وضع كفه اسفل ذقنها برقة لتستدير اليه وقال بلين:- نور دعينا نتفق عندما أكن غاضبا لا تعاندي معي لا اضمن ردت فعلي.
أخفضت بصرها هروبا من نظراته التى تخترق دواخلها بلا هوادة فأكمل:- سأترككِ لبعض الوقت انتظريني ولا تذهبي إلى أي مكان . فأومأت توافق
سحب الكرسي المقابل لها على نفس الطاولة وجالس امامها يهتف:- اتسأل هل اخذت نوال هانم المحترمة رأي زوجها قبل سفرها ام جاءت الى هنا دون علمه؟ 
أنزلت فنجان القهوة عن فمها وقالت بدهشة:- عمار !!
أجابها:- هل ظننتي أنها لن تخبرني! ليست كل النساء يكذبن مثلكِ وابنتك
حزرته تقول:- ألزم حدودك معي
ابتسم متهكما :- كان بودي لكن أنتِ دائما تتخطي حدودك معي !!
ردت عليه بغرور وثقة:- وجدتك سترتكب خطأ وتتزوج هذه الفتاة لذ تدخلت
نظر إليها بتحدي وقال:- كونكِ زوجة أبي لا يعطيكِ الحق ان تتدخلي في حياتي. أستطيع أن أتحمل عواقب اخطائي كما تحملت عواقب زواجي من ابنتك.
دافعت عن موقفها :- ما المميز فيها لتفضلها على ياسمين هى فتاة حقيرة عامر الكومي اعطاها قيمة بزواجه منها
لوح بسبابته فى وجهاها صارخا بحدة :- أحذرك من اهانتها مرة أخرى ومن حيث ما يميزها عن ابنتك فالفرق بينهما كما بين السماء والأرض. هى لم تلقي بنفسها في احضاني من اجل المال مثلما فعلت ابنتك. كما أنها لم تبحث فى دفاترها القديمة عن رجل ثري يدفع عنها ديونها ويضمن لها العيش فى رفاهية كما فعلتي مع ابي.
قالت:- غدا تطلقها بعد ان تمل منها كما فعلت مع نهي 
أبتسم بشر وقال:- طالما تعلمين ذلك لما قطعتي كل هذه المسافة لتحزريها مني وتبعديها عني ؟
اجابته بعناد:- جئت من أجل مصلحة حفيدي من حقه أن ينشأ مع ابويه
قهقه يقول:- هذا الكلام قوليه لأحمد بك فى ساعة صفا بينكم لكن انا لا 
حدق فى عينها بقوة وتابعا:- ابتعدي عن طريقي يا نوال هانم وإلا ستعلم ابنتك أن محمود السعدي ليس والدها لأنه كان لا يستطيع الانجاب.
اتسعت عيناها مندهشة من معرفته لذلك
فسخر يقول:- الفتاة تشبه والدتها
كانت على وشك الرد لكنه أشار في وجهها بصرامة لتلتزم الصمت يحزرها :- ولا كلمة اخرى. 
اتصل بنور يستدعيها وما ان اقتربت منهم حتى أمسك بيدها يقول وهو يشير إلى زوجة أبيه :- اعرفك ياحبيبتى. نوال هانم ابو العز زوجة ابي وحماتي سابقا.
حولت نظرها إليه ، فأومأ برأسه مؤكداً صحة ما فهمته ووضع ذراعه حول كتفها قربها اليه اكثر وقال:- أعرفكِ ياهانم هذه نور زوجتي. رفع يدها إلى فمه وقبلها وهو يفحص رد فعل زوجة ابيه بنظراته الثاقبة يعلم ما اعتراها من غضب وتبدل ملامحها الى سخط ثم أضاف:- زفافنا بعد أسبوعين أنت أول من علم ألن تباركينا؟
اندلع الغضب بداخلها فالتقطت حقيبتها قائلاً:- علي أن أذهب. 
قال ساخرًا:- هذا أفضل قبل ان ينتبه أحمد بك إلى غيابك.
بينما كان منشغلاً بإخراج حافظة نقوده لدفع حساب المطعم اقتربت نوال على أذن نور تهمس:- لا تفرحي كثيرا لن ادعكي تهنئ معه. 
استيقظت من شرودها فى كلمات نوال المهددة على يد عمار الموضوعة على كتفها يسألها:- اما زلتي منزعجه؟
اشارت فى أثارها تقول:- قالت....
قاطعها :- انسيها هي تحاول فعل المستحيل حتى ارجع ابنتها الى عصمتي.
أمسك بيدها ليغادر المطعم قائلاً:- تعالي لنتناول الغداء في مكان آخر.
شهقت نوال بجزع عندما فتحت باب غرفتها بعد عودتها من سفرها وجدت زوجها أحمد ابو العز ينتظرها سألته بارتباك :- احمد لما لست فى الشركة؟
رمقها بغضب يسألها:- لما ذهبتي الى الإسكندرية بدون علمي؟
اجابته بعد تفكير دام لدقيقتان:- كنت احاول أص............
نهض عن الاريكة وقاطع وصلت كذبها:- أنتِ لا تحاولي فعل شيء دورك انتهي
ضيقت عيناها تستفسر:- ماذا تقصد بدوري انتهي؟
أقترب منها يقول :- عمار تزوج من الفتاة التى اخترتها له وبرغبته
سالته ببلاه:- اخترتها له! وابنتي ياحمد أنت كنت مصر على عودة عمار لياسمين اكثر مني!!
أجابها بهدوء :- ابنتك أيضًا انتهى دورها. انا استفدت من خططك لصالح الوصول إلى هدفي زواج ابني قبل ان يمضي عمره
قالت بجهل :- لم افهم ؟
أكمل :- سمحت لك بالتخطيط وساعدتك حتى يزداد الضغط على ابني ويتزوج قبل أن يضيع عمره فى كره النساء بسبب ما فعلته ابنتك به. ولو كان لدى شك للحظة في عودة عمار إلى ياسمين لكنت طردتكما من حياتنا قبل أن يحدث ذلك.
صرخت:- كنت تكذب علينا وتخدعني بانك تقف بجانبي انا وابنتي
اجابها :- هل انتِ مجنونة ! أقف معكي ومع ابنتك الخائنة ضد ابني.
وبنصف ابتسامه على جانب فمه اكمل :- وبنسبة لما فعلته فهو لا يساوي شيئًا أمام ما فعلتي أنتِ
سالته بارتباك واضح عليها:- ماذا ..فعلت انا؟
أجابها :- ارسلتي ابنتك لتجعل ابني يقع في حبها وبعد زواجهما حان دوري استغليتي حبي القديم لكي الذي دفنته منذ أن تركتني وسعيتي للزواج من السعدي رجل الأعمال اتبعت قلبي وصدقتك وبعد زواجنا سددت كل ديونك منذ أن أفلس السعدي وتوفي الى الان.
تنهد واكمل بحزن بعد ان اعطاها ظهره:- حطمت اكثر امرأه احبتني وعاشت لي وحدي ومن اجلي لم تطالبني يوما ان ابادلها الحب تحملت قلت المال وانا فى مقتبل حياتي صبرت علي ودعمتني الى ان اصبحت ما انا علية الان . 
ردت عليه شامتة:- ان كنت سعيدًا معها ما كنت لأتمكن أنا أو أي انثي آخري فى التأثير عليك
رد عليها بحزن :- أنتِ على حق لم أقدر قيمة ما كان لي إلا بعد أن فقدته وأنتِ السبب.
سألته :- طالما انت نادم وتشعر بالذنب لما لم تطلقني الى الان؟
أجابها :- لأني علمت بخطتك وكان علي أن أراقبك وأضعك تحت عيني بدأ من نهى التي اغريتها بمالي ودفعتها في طريق عمار لتشتيت انتباهه وإبعاد أي فتاة تقترب منه. انتهاء بذهابك الى الإسكندرية اليوم وتهديدك لنور وتخويفها من قبول الزواج منه.
وصمت نفسها بالغبية :- انا غبية كيف لم اكتشفك او حتى اشك بك!
أبتسم بفخر يقول:- طلب عامر توظيف نور فى الشركة اعجبتني اردتها زوجة لابني درست كل شيء عنها واختبرتها اكثر من مرة الى ان تفاجئت بقرار عامر بالزواج بها صدمت فى بداية الامر وبعد وفاة عامر والوصية التي كتبها لها ازداد اصراري عليها اكثر لأحافظ على الشركة التي امضينا عمرنا في انشائها لذلك ارسلتها لفرع الشركة فى الاسكندرية ودون ان تعرف فعلت ما أريد والآن اختار كل منهما الآخر وتزوجا حسب رغبتهما. 
قالت بحقد وكره لنور:- تثق بفتاة من الشارع لا أصل لها وزواج عامر منها اعطاها سعر وقيمة؟ من هى لتقارنها بأبنة محمود السعدي ؟
قهقه قائلا:- بنت من الشارع معلوماتك محدودة جدا يا هانم . عمها صاحب الكلمة في قريته ولديهم أموال وأراضي لا تحسني حصرها .
صمت قليل واكمل بسخرية:- هناك أناس تداعي الحسب والنسب وهى فى الاصل رخيصة تبيع ابنائها من اجل المال
احتدت نبرة صوتها تقول :- لن أقف اشاهدها وانتظر ان تأخذ حفيدي أيضا كما خططت.
جزب ذراعها يعتصره بقوة يحزرها:- لن أسمح لكي بإيذائها او إيذاء احد ابنائي .
صك على اسنانه يهزها بقوة واكمل بحزن كامن بداخله:- ابنتي منذ أربع سنوات لم تدخل منزلي. وتذهب إلى منزل أخيها بدلاً من أن تأتي إلي بسببك. ولم تشعري بحزني يوما لأنكِ زوجة فاشلة جشعة هدفك الوحيد ان تحصلي على المال
دفعها بقوة اسقطها على الفراش والتقط حقيبتها اخرج منها جميع كروت الصرف ومفتاح السيارة وهاتفها المحمول 
نهضت سريعا وأمسكت بيده تصيح:- ماذا تفعل ؟
دفعها مرة اخرى واجابها قبل ان يترك الغرفة:- أمنعك من أي شيء تستخدميه لإفساد حياة ابني.  
زفرت غاضبة انقلبت الامور ضدها بدلاً من استغلاله هو من فعل واستغلها قالت لنفسها:- إذا لم أجد حلًا سوف يضيع كل شيء لم يعد أحمد مضمونًا ربما يتركني فى اى وقت. 
فركت كفيها معا تسير فى الغرفة تحدث نفسها كالمجنونة :- هذا الزواج لن يستمر يجب ان اتخلص منها واجد طريقة اعيده بها لياسمين
طرقت نور باب غرفة شقيقها طالبة الإذن بالدخول فاستقبلها مبتسم وفتح ذراعيه يقول بمزاح :- تعالي. تعالي اشتقت لخدك. 
وضعت كفيها على خديها تحميهم عائدة للوراء فسرعان ما جذبها إليه وعضّها. فهربت منه تفرك خدها تصيح بضيق :- أخييي. أخبرتك أن وجهي يتحسس.
قهقه يقول :- لم استطع منع نفسي  
ثم احتضنها بقوة واكمل :- اشتقت لشقاوتك يانونو
دمعت عيناها تقول :- اشتقت لك أكثر. 
شعر بأضراب انفاسها ومحاولتها كبت بكائها فقال:- قلبك اسود لمن ؟ انسي ما مضي
اجابته باكية :- نسيت. لا أعرف حتى كيف أغضب منك هيا للغداء سيبرد الطعام.
ترددت كثيرا تفرك كفيها قبل أن تقول:- اشعر بالذنب لأنك طلقت نجلاء وحرمتها من ابنتها.
تنهد عبدالله قائلا :- سئمت الحديث عن هذا الموضوع . الا يكفيني والدتك التي لا تتركني في حالي.
بررت تقول :- انا السبب. ابنتك ليس لها ذنب لما تحرمها من امها.
نفا هاتفا :- هناك أسباب كثيرة لا تعرفيها كانت سببا في طلقنا وتآمرها مع شقيقها ضدك كان المسمار الأخير في نعش حياتنا معا. 
حاولت اثنائه عن قراره :- بينكم طفلة تحتاج لحنان امها ورعايتك.
علا صوته يصيح بغضب:- نور أغلق هذا الموضوع من فضلك.
فأشارت لها والدتها ان تصمت فامتثلت
وقف عمار ينتظر عودتها من القاهرة أمام بوابة المطار يتكئً على مقدمة سيارته مرتديًا نظارته الشمسية مما جعله وسيمًا جدا في ملابسه غير الرسمية. اقتربت منه فتاة ترتدي ثياباً عصرية كما يقال تكشف أكثر مما تخفيي تسأله عن مكان ما.
عقدت نور ذراعيها أمام صدرها وقالت بعد أن وقفت بجانبه:- هل انتهيت أم لم تنتهى بعد؟
نظر اليها مدرك غيرتها فقال:- لا. دقيقة وانتهي من تسجيل رقم هاتفي لها.
جذبت هاتف الفتاة من يده واظهرت ابتسامة صفراء له وقالت بحنق:- سأعطيها رقمي. 
ثم اكملت موجه حديثها للفتاة:- أنا سكرتيرته اذا أردتي التحدث اليه أتصلى بي اولا.
مال جوار اذنها وهمس :- نور. اشم رائحة شيء يحترق. أهذه نار الغيرة؟
قبضت على يدي الفتاة ووضعت بها الهاتف بسخط ورمقتها بشر فغادرت على الفور. 
عانقها عمار فأبعدته عنها تعترض:- لا يمكنك فعل هذا في الطريق. 
غمز لها بمكر يقول:- إذا لم نكن في الطريق سيكون ذلك طبيعيًا؟
ابتعدت عنه تفتح باب السيارة تستقلها وتقول:- لا طبعا ليس طبيعي وآمل أن تلتزم حدودك ولا تفعل ذلك مرة أخرى.
احتل كرسيه خلف مقود السيارة وقال يذكرها:- اى حدود يانور أنتِ زوجتي بالمناسبة؟
زفرت وادارت رأسها لنافذة فلمحت نفس الفتاة تقف على جانب الطريق فابتسمت ساخرة تقول :- لا تحب ان تضيع الوقت وجدت البديل بسرعة.
امسك وجهها بين كفيه وقبلها عنوة تحت مقومتها ورفضها مسحت شفتاها بظهر يدها بقوة وقالت بانزعاج :- كيف تفعل هذا؟
قرب كفيه من وجهها مرة اخري يهددها بتقبيلها وقال بمزاح :- هكذا . فأبعدت وجهها تصده بيدها.
بداء في قيادة السيارة وقال يحزرها :- فى كل مرة تقولي شيئًا لا يعجبني سأفعل ذلك.
نظرت من النافذة تتحسس شفاهها والدم يتدفق الى خديها وهي ترجع مشهد تقبيله لها في عقلها انها قبلتها الاولى.
عدل من وضع نظارته الشمسية يقول ليخرجها من اضطرابها:- الجو حر أغلقي النافذة لأشغل مكيف الهواء
نظرت إليه تتفحص مظهره بنطلون جينز أزرق وتي شيرت أبيض بياقة مفتوحة امالت رأسها قليلاً تنظر إلى قدمه يرتدى كوتش ابيض .
وجه نظره إليها قبل أن يعيد بصره إلى الطريق مرة أخرى مازحا:- لا تنظري إلي هكذا بتكسف.
ابتسمت تبرر:- أول مرة أراك فيها ترتدي ملابس كاجول ألن تذهب الى الشركة
أجابها نافيا:- لا سنذهب إلى فيلتي
فزعت تهتف بارتباك :- ماذا ؟ فيلتك لا لم نتفق على ذلك.
هدأها قائلاً:- لما اصابك الذعر ؟ سآخذك لرؤية الفيلا مسكننا الجديد بعد الزفاف.
قالت لنفسها متخوفة منه:- أفعالك اليوم لا تطمأن.
طمأنها وكأنه سمع حديثها :- لا تخافي لن أكلك يوجد عمال هناك يقومون بتجديدها.
سائلها بعد صمتا داما لدقائق :- أين حقائبك هل نسيتها في المطار عندما رأيت الفتاة معي؟
رفعت حقيبتها الصغيرة عن ساقيها وابتسامة سمجه ظهرت على ثغرها تقول:- هذه فقط. 
تصنع الانبهار قائلا:- أوه ، جميع الفتيات يعشقن الحقائب الكثيرة لما لا تحبينها مثلهم؟
أجابته بسماجه :- لأنى اختلف عن الاخريات. 
تنهد قائلا:- اعلم لذلك اخترتكِ.
صمتت تتطلع اليه شارده تتذكر حديثها مع والدتها عندما قابلتها :
"أبدت وانيسه فرحة كبيرة ورحبت بزواج ابنتها من عمار وقالت تعانقها:- مبارك يابنتي اسعدكم الله. الان اطمأننت عليكِ فعمار يحبك ولن يسيء اليكِ يوما.
ردت عليها نور بأسى:- لا يا أمي الأمر ليس كما تظنين. هو تزوجني ليحميني من أكرم وليس لأنه أحبني
دافعت والدتها عنه :- إذا لم يكن يحبك لما ذهب اليكِ فى المستشفى بعد منتصف الليل. ولما اعادكِ الى شقتك عندما حاول أكرم تهديدك؟
نفت تقول :- كان يشعر بالمسؤولية تجاهي لأني سكرتيرته وجارته
صاحت :- عمار يحبك انتِ لم تري تعابير وجهه عندما وقعتي على الارض.
لمحت لوالدتها عن السبب الرئيسي بزواجه بها :- ربما ارد الزواج بي من أجل الشركة .
ربتت على كتف ابنتها بحنان ونصحتها: - لا تحاول إيجاد تفسير لكل شيء ولا تضيعي اليوم فى التفكير بما سيحدث غدا . ربما يكون عمار هو المكافئة التى يعوضك الله بها عن كل ما عشتيه".

أتعدني بالبقاء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن