الفصل السادس والعشرون

40 4 0
                                    

جلست القرفصاء امامه ثم وضعت يدها على كتفه تيقظه همهم بعد ان استمع لاسمه على لسانها فقالت :- تعال معي اريد ان اريك شيء
قال :- اتركيني انام انا متعب
لوت فمها بانزعاج ثم وقفت تعقد ساعديها امام صدرها تقول :- ان تركتك الان لن اعود اليك
جذب يدها واعادها للجلوس امامه كما كانت وداعب وجنتها بأبهمه وهمس لها :- ماذا تريدين
قالت :- تعال معي 
سألها :- الى اين ؟
اشارت بسبابتها تجيبه :- هناك. ابي يريد ان يراك
قال بحنق :- ابيكي توفى منذ اكثر من عام يانور!!
قالت بضيق :- اعلم وانا سأذهب اليه لكنه طلب ان يراك اولا
نهض وقبض على ذراعها يصرخ فى وجهها :- هل جننتِ لن ادعك تذهبين اليه
قالت متألمة :- اترك يدي انت تؤلمني
هزها اكثر يردد:- لن اتركك. لن اتركك
انتفض يشهق مفزوعا عندما ايقظته احدي الممرضات بعد ان رأت حالته وخروج صوته للواقع اعتدل فى جلوسه على المقعد ثم نحاها جانبا ليتمكن من رؤية نافذة غرفة العناية اتسعت عيناه ووقف كالمصعوق حينما رأى حركة غير عادية بالغرفة اسرع نحو النافذة بهلع يسألها :- ماذا يحدث؟
اجابته :- تعرضت المريضة لازمة فى التنفس والاطباء يتعاملون معها
لم يشعر بنفسه وهو يقتحم الغرفة ابعد احد الاطباء عن طريقة وامسك بكتفيها يهزها بعنف صارخا بها :- قلت لن اتركك تذهبين اليه
ارخي ذراعيه بوجوم حزين ثم اسند رأسه على صدرها يضيف غير مدركا لبكائه المسموع :- لما تصرين على الرحيل ؟
اوقفه طبيب يقول :- اهداء يا سيد وابتعد لنتمكن من انقذها لا يجوز ما تفعل
عاد عدة خطوات للخلف ولا يزال بصره مرتكز عليها حاولت احدي الممرضات إخراجه من الغرفة فدفعها صائحا :- لن اخرج قبل ان اطمئن عليها
فأشار احد الاطباء اليها ان تتركه حتى لا يثور اكثر من ذلك.

يومان قاوم فيهما حاجته الماسة للراحة لم تذق اجفانه النوم خشيي ان يستيقظ على خبر رحيلها عن الدنيا فرك عيناه بأنامل كفيه والقي عليها نظرة اخيرة من النافذة قبل ذهابه الى الحمام ليتوضأ.
عاد واقام ليصلي فريضة الظهر فى مكانه المعتاد امام غرفة العناية فانضم اليه احد الاطباء وبعد انتهاء الصلاة صافحه الطبيب وقال :- المريضة تريدك
نظر اليه بشك فأكد له الطبيب بإماء مبتسما فبادله عمار ابتسامة حزرة ربما يكون فى حلما تطغى عليه رغبته فى نجاتها وكزه الطبيب مازحا :- هل اخبرها بانك ترفض ؟
طلت من عينه سعادة غامرة فنهض ودخل الغرفة بخطى بطيئة وبصره مثبت عليها فبادرت هي بالحديث بأنين خافت بالكاد يسمع :- هل اسرعت قليلا
دنا منها وجثا على ركبته امام سريرها يرفرف قلبه طربا التقط يدها اليمني واخذ يقبلها ويفركها بين كفيه يتأمل ملامحها الشاحبة وعيناها الواهنة الذابلة قال ودموع الفرحة ترقرق بعينه لرؤيتها تستعيد عافيتها :- لما فعلتي ذلك؟ الم تفكري كيف سأعيش من دونك ان موتي ؟
اجابته بهمس بالكاد سمعه بسبب ضيق تنفسها والألآم التى تشعر به :- كنت ستستريح من مصائبي 
رفع كفه فى الهواء مهددا بصفعها فسعلت تغمض عيناها مسح على وجنتها وقال :- حمقاء. انتِ حمقاء
ثم رفع كفه الى رأسها يمسح عليها حتى توقفت عن السعال وغطي كتفها الأيمن المصاب حيث كانت تستلقى على جانبها الايسر ، دخل الطبيب وقال :- يكفي هذا سيد عمار حالة المريضة لا تسمح بالحديث كثيرا.
اوماء ونهض بعد ان قبل يدها وعاد بظهره يجبر قدماه على الخروج من الغرفة .
  
عادو الى الإسكندرية ولا يزال غاضبا منها ويتجنبها كما كان يتجنبها بعد خروجها من المستشفى طوال الثلاث ايام التى قضوها فى منزل والده بالقاهرة حتى انها اشتكت من جفائه معها لأخيها ووالدتها الذين التمس له العزر فما حدث معهم بسبب اخفاء تهديدات اكرم عنه ليس بالأمر الهين فمن حق اى رجل ان يغضب من زوجته ويثور عليها عندما تخفى اسرار عنه كما علمت من شقيقها ما فعله عمار لأجله حتى يخرجه من محبسه وما لقه من معامله خاصه وفرض حمايه له بعدما اطلع الشرطة على التهديدات واعترافات اكرم المسجلة على هاتفها واعترف احد رجال اكرم  بان شقيقها لم يكن على علم بتجارة نسيبه المشبوهة وهذا زاد من رصيد تقديرهم لعمار والاعتراف ان لولاه ما كان استطع عبد الله الخروج من هذا المأزق الذى ربما كان اوصله لقضاء باقي عمره خلف قضبان السجن او مقتولا على يد عدوهم .
عاد فى ساعة متأخرة من الشركة منهكا من التعب فالكثير من امور العمل كانت معلقه بسبب غيابه وكان عليه انهائها وجد التلفاز مفتوح على احدى قنوات الكارتون وكانت نور قد غفت جالسه تستند على جانب الاريكة وكريم نائم بسلام على فخذها التقط عمار كراسة الرسم من فوق الطاولة امامهم يقلب صفحاتها مبتسما يبدو ان صغيره استمتع اليوم كثيرا اطال النظر اليهما بحب ثم مال يحمل صغيره مسميا بسم الله حتى لا يجزع الطفل صاعدا به الى غرفته بهوادة ثم عاد بعد قليل وضع يده على كتفها يوقظها خشي ان يحملها فتتألم فلا يزال جرح ظهرها لم يندمل بعد يهمس باسمها :- استيقظي نور لما لم تنامي في غرفتك؟ 
اجابته ناعسه :- كنت انتظرك لما تأخرت؟
فتحت عينها عن اخرهما تسأله بجزع :- اين كريم 
اجابها :- حملته الى سريره هيا انتِ أيضا اصعدي للغرفة 
سألته :- هل تناولت عشاءك؟
اجابها بعد ان وضع يده على فمه يتثاءب :- لا سأذهب لأنام انا مرهق 
نهضت سريعا تعترض طريقه ودفعته من كتفه برفق ليجلس على الاريكة وقالت :- لابد ان تأكل شيئا امهلني خمس دقائق فقط لأضع الطعام فانا أعدته لك مسبقا. ثم اختفت من امامه 
عادت بعد قليل لتخبره انها انتهت من وضع الطعام على الطاولة فوجدته قد غفى وقفت تتأمله بدءا من ذقنه النامي بعض الشيء وحاجباه الكثيفين الى شعره الاسود المبعثر وتنهدت كم حرمت نفسها من التطلع اليه حتى لا يشعر بعشقها له لعنت نفسه نادمه على كل ثانية فكرت فيها الابتعاد عنه جلست على ركبتها امامه تضع كفها على خده وهمست :- كم انت وسيم 
حان وقت استيقاظه ان لم يكن ليأكل فعلى الاقل ليصعد وينام فى فراشه ليريح جسده المتهالك فقالت :- عمار استيقظ لتتناول عشاءك
همهم قائلا :- اتركيني انام جسدي يؤلمني من شدة التعب 
احضرت طبق من العسل وبعض الخبز واخذت تغمس قطعة الخبز في العسل وتطعمه فتح عيناه ينظر اليها مستمتع بما تفعل لا يعلم كم اكل لكنه ود لو لم ينفذ طبق العسل وقفت تقول :- سأحضر لك المزيد
اشاح بوجهه عنها ينهاها :- لا شبعت سأذهب لأنام تصبحين على خير.
تطلعت الى ظهره وهو يصعد السلم متعجبة تهمس :- لما ارضائه شيئا صعب ؟
استيقظت نور على حركته بالغرفة فتحت عيناها الناعسة تراقبه وهو يرتدى ساعة يده امام طاولة الزينة ثم التقط احدى الفرش ليمشط شعره القت عليه تحية الصباح فردها، سالته بعد ان اعتدلت وتفحصت الساعة :- الى اين انت ذاهب باكرا هكذا ؟
طالع انعكاسها بالمرآة واجابها :- الى الشركة لايزال أمامي الكثير من العمل لأنجزه 
نثر رزاز عطره المميز واكمل :- لا تنتظروني على الغداء 
لوت فمها تقول بضيق :- هذا يعنى انك ستتأخر مثل الامس 
اوماء اجابا وقال :- اجل وامل الا تسهري مع كريم ليعتاد على النوم باكرا
لوح بيده مودعا واغلق باب الغرفة خلفه فهتفت حانقه :- كان يبقي معي كثيرا في السابق والان اكاد لا اراه حتى ان حديثه معي بات قليلا.
وضعت يدها على فمها تشهق متذكره كلماته :- " عندما اتأكد من انكِ بأمان سأختفي من حياتك كما تريدين "
خرج صوت عقلها :- هل سيتركني كما قال؟
صاحت :- لا. لا كنت اريد الابتعاد خوفا عليه من ان يقتل بسببي والان زال الخطر 
صوتا اخر داخلها قال :- هل اخبرته بحبك له وبان يبقي معكي؟ 
قالت :- لا لكنه بتأكيد يعلم 
نفس الصوت قال :- كيف سيعلم هل وشوش الودع ام قراء الطالع؟ 
زفرت بحنق تفرك جبهتها وتفكر ماذا تفعل وبعد دقائق نهضت وخرجت من الغرفة .
وصلت لشركة فى الثانية ضهرا ومعها كريم وقفت امام مكتب مريم تسألها :- المهندس عمار موجود ؟
نهضت تحتضنها بسعادة وقالت :- نور. حمدا لله على سلامتك 
ابتسمت تقول :- شكرا لكِ
سألتها مريم :- متى قررتِ العودة للعمل ؟ 
اجابتها :- لن اعود سأتفرغ لعمار وكريم 
غمزت لها بعبث تقول :- عيني على الحب 
ابتسمت بخجل وسألتها بمكر:- كيف حال حضرت الضابط ؟
لمعت اعين مريم ومالت تقترب منها تهمس :- سألني عن رأي فيه 
صفقت نور بحماس تقول :- وأخيرا سيدق الفرح بابنا 
ترددت مريم قبل ان تقول :- لا اخفى عنكي سرا انا خائفة فحياة رجال الشرطة صعبة وليست ملكا لهم 
سألتها :- هل تحبينه ؟
اخفضت بصرها تزم شفتاها بخجل فوضعت نور كفها على يدها واضافت :- طالما تحبينه سيمر كل شيء وان كان يحبك حقا سيفعل من اجلك المستحيل ليسعدك. ثم غمزت لها وتابعت :- لا تضيعي وقتك في التفكير حتى لا يطير حضرت الضابط من بين يديكِ.
توردت وجنتي مريم وقالت :- ان شاء الله ستسمعين خبر سار قريبا
صاحت نور :- اذا سأقول مبارك ياعروسة
اكملت مازحة :- اين ضابط اقاع قلبي؟
قهقهت مريم واجابتها :- فى اجتماع سيدة جولييت.
خرج من غرفة الاجتماع يناقش امرا ما مع احد العملاء فنزل كريم عن كرسيه مسرعا نحوه مهللا ابي فتح عمار ذراعها يحتضنه وحمله ثم سأله :- مع من اتيت ؟ 
اشار الى نور الجالسة تعطيهم ظهرها :- مع امي
نهضت تسلط بصرها عليه مبتسمة تؤرجح الحقيبة التى تحملها بكلت يديها بتوتر 
ضيق عينه ليدقق اكثر فى ملامحها التى يراها للمرة الثانية فالأولى كانت بعد عودتها من زيارة والدتها قبل حفل زفافهم اقترب منها وحاوط كتفها بذراع يحثها على السير معه لداخل غرفة مكتبه وذراعه الاخر لا يزال يحمل صغيره يسألها :- كيف اتيتي؟
فأجبته :- في سيارة اجرة .
استندت مريم بمرفقها على مكتبها ووضعت كفها اسفل ذقنها تتطلع لظهورهم وتنهدت متأثرة .
فى المكتب جلس على الاريكة واجلس كريم على احدى فخذيه يقبل وجنته ويتابع ما تقوم به مستمعا لحديثها
فتحت الحقيبة وبدئت فى وضع علب الطعام على الطاولة تقول :- حضرت الغداء وقلت لنفسي لما لا نأتي ونتناول الغداء معا بما انك لن تعود الى المنزل بعد الظهر 
رفعت عينها له واكملت :- اتمني الا اكن قد ضايقتك بقراري هذا 
اشار لها بالاقتراب والجلوس بجانبه ثم قبل وجنتها وقال :- احلى مفاجئة 
فتورد خديها خجلا واخفض بصرها بارتباك
قال :- لما أرهقتِ نفسك وجرحك لم يندمل بعد 
قالت :- لم ارهق نفسي انا سعيدة بما افعله 
حدق بعيناها صامتا لدقيقة يتمنى داخله لو تظل هكذا رقيقه حنونه محبه هادئة مبتسمه وسعيدة كما هى الان قاطعت شروده بقولها :- انزل كيمو وتناول غداءك قبل ان يبرد 
قال :- اتركيه ... ودغدغه فى رقبته مما جعل الصغير يقهقه بسعادة فاكمل متطلعا اليه :- اشتقت اليه ولم استطيع الجلوس معه منذ ان عدنا من القاهرة 
همست بكلمات جعلته يحلق فى السماء يود لو يخطفها الى عالمه الان :- حفظك الله لنا
انهى طعامه واتجه الى مكتبه ينظف كفيه بمنديل التقطه من العلبة فنهضت خلفه متردد تخشى من رد فعله رفع بصره اليها وجدها تفرك كفيها معا فشعر بحديث يأب الخروج من فمها فترك ما بيده منتبها لها يسألها :- هل تودي قول شيء يانور؟
اومأت اجاب فأشار لها ان تبدء ارتبكت اكثر ثم قالت :- بالنسبة الى نهى 
قست ملامح وجه وتعكر صفو مزاجه وقال :- لا تتدخلي في هذا الموضوع 
قالت :- سامحها من اجلي 
صاح :- هل نسيتى ماذا فعلت؟
قالت :- ما حدث اصبح في الماضي وهى الان تحمل ابنك في احشائها 
ضرب بكفه على جبهته وصك على اسنانه وقال :- يانور. نهى ليست حامل هذه كذبه قالتها لأرجعها الى عصمتي 
قالت مندهشة :- كيف الم تقل انها اعطتك نتيجة تحليل 
زفر قائلا :- تأكدت بنفسي طلبت عمل فحص كامل لعينه من دمها ربما تكن تتعطي مخدرات ومن خلاله علمت انها ليست حامل 
اقترب منها ثم وضع كفه على وجنتها يضيف :- لم امسها منذ ان دخلتي حياتي منذ خمسة اشهر الى يومنا هذا لذلك شككت بانها تدعي الحمل
لوت فمها بضيق لأنها لم تستطع اقناعه هى لا تريد ان يتأذ احد بسببها، لاحظ عبوس وجهها فتنهد مستسلما ورفع راسها بأنامله يتطلع بعينها زفر بحنق وقال :- حسنا سأخرجها وسأحضرها للعيش معنا في المنزل ان أردتي 
ضيقت عيناها تستشعر السخرية فى كلماته وهتفت بضيق :- ليس لهذه الدرجة الا اذا كنت تريد استرجاع ايامك معها 
ابتسم مستشعرا الغيرة فى نبرت صوتها فستصاغ هذا المنحنى فى الحديث وان لم يكن يقصده، تصنع الجدية مؤكدا :- ان كان هذا يرضيكِ فسأفعله فورا
رمقته بحده تسلط نظرها بعينيه وهو لم يتوانَ عن تبادل النظرات معها كزت على اسنانها تقول :- سأعود للمنزل الان
التفتت الى حيث يجلس كريم وما ان خطت خطوه تجاهه حتى شعرت بيده تجذبها اليه ليرتطم صدرها بصدره ويده الاخر تحاوط خصرها يهمس جوار اذنها :- تغارين ؟
تأتأت :- ولما اغار منها؟ اعلم انك ربما تجد بديلا عنى لكنك لا تعود لأنثى تركتها بأراداتك 
رفعت بصرها اليه وتألمت عندما غرس اصابعه بخصرها كأنه يعاقبها على ما تفوهت به الان وجدت عروق رقبته قد برزت من شدت غضبه يصك على اسنانه يقول :- سأحدث احد الحرس ليعيدك للمنزل.
القى بجسده على كرسيه متنهدا يفرك جبهته بعد مغادرتها يأسا هى لا تزال تحتفظ بتلك الصورة التى رسمتها له بمخيلتها والتي كانت ترفض ان تتزوجه بسببها. ضرب على سطح المكتب بقبضته يصيح :- على رغم ما ممرنا به مازالت لا تثق بي.
عاد من الخارج يفتح باب الغرفة بحرص حتى لا يصدر صوت يوقظها ظنا منه انها نائم تسمر فى مكانه كالتمثال مشدوها بما رأى وجدها تقوم بكى ملابسه لكن ليست هذه هى المشكلة
مشكلته انها كانت ترتدى فستان حريري ناعم لونه كالون السماء الصافية واسع يغطى ساقيها ، ذو نصف كم ، ضيق نصفه الاعلى يرسم خصرها يكشف بعضا من بياض صدرها جمعت بعضا من خصلات شعرها الامامية للخلف تاركه العنان لباقي شلال شعرها ينهمر على ظهرها راها كأميرة هاربة من احدي قصص الاساطير تستمع وتتمايل وتدندن بكلمات اغنية لشرين (مش عايزه غيرك انت ) ابتلع ريقه واسند كتفه على جانب الباب يكتف ساعديه امام صدره ظل يتأملها ويتخيلها تتراقص بين ذراعيه ، وهى غير مدركة لوجوده وضعت المكواة فى مكانها ثم جمعت قمصانه التى انتهت من كيها لتضعها فى الخزانة راته اثناء التفاتها فقالت :- عدت!! حمدا لله على سلامتك
اقترب منها وسألها :- اين الخادمة الجديدة لما تقومين انتِ بعملها؟
أجابته سريعا وهى منشغله بوضع الملابس مكانها غير مدركة لتأثير كلماتها عليه ودون قصدا منها :- امي كانت تقوم بعمل اى شيء يخص ابي تقول هذا حق الزوج على زوجته.  
التمعت عيناه بمكر يرفع حاجبه الايسر اقترب منها وامسك بخصلة شعرها المتمردة يلفها على أصبعه ممعن النظر بعيناها ويقول :- انا جائع يا زوجتي 
قالت ببلاه مبتعدة :- خمس دقائق واضع لك العشاء
اعادها امامه يحاصرها بذراع يتكأ بكف يده الاخر على الخزانة يقول :- اقول لكِ جائع ولم يعد لي صبرا على الانتظار
أجابته بسذاجة :- انت تعيق طريقي اتركني اذهب لأحضر .......
اربكها عندما مال براسه على وجنتها يقبلها برقة اثارت أحاسيسها واصيبت بقشعريرة عندما لفحت وجنتها انفاسه الساخنة فابتلعت ريقها تبلل حلقها الذى جف تأثرا تشعر بخدر يجتاح جسدها وارتفاع فى وتيرت انفاسها فهمس بأذنها :- الن تشعري بي وتحني علي!
اهتزت يدها ارتجفا ودفعته للخلف ليبتعد وقالت  باضطراب :- س. سأ.حض.ر لك الع. شاء
ارتما بظهره على السرير متنهدا :- اتعبتني معكِ يانور يارب الهمني الصبر.
- الم تمل من كثرت اللعب؟ 
قالت كلماتها هذه لصغير وهى تجلس على الكرسي بحديقة المنزل وقد بلغ منها التعب مبلغه من دفعه بعجلته الصغيرة شردت تفكر بما مرت به وجدت انها لم تحظى بالكثير من لحظات السعادة بعد وفات والدها لا تعلم لما خطر ببالها عمار همسا اتاها من داخلها يقول كاذبه دائما يرفرف قلبكِ فرحا عندما ترينه او تسمعي شيء عنه اليست هذه هى السعادة ؟ ابتسمت ببلاه مردده اسم عمار فمجرد ذكر اسمه يجعلها تبتسم ردد نفس الهمس حمقاء أتهربين من سعادتك المتجسدة فيه؟ هيا اذهبِ وانتزعِ نصيبك منها بين احضانه اروى قلبك الظمآن وداوى روحك المحترقة الان ودعي غدا للغد
نهضت واخذت نفسا عميقا متحمسة بعد حديث الروح هذا وقد حسمت امرها ونادت على كريم :- كيمو تعال حبيبي كفاك لعبا اليوم 
اقترب منها يركض وقال :- انا جائع امي 
قهقهت متذكره مزاح عمار الليلة الماضية فهمست :- تعال لأضع لك الطعام يأبن ابيك.
بعد نحو الساعة كان الصغير فى فراشه ينعم بنوم هنيء طبعت قبله على جبهته واضأت الضوء الخافة بالغرفة وهبطت الى المطبخ تعد العشاء لزوجها.

**** ان اعجبك الفصل لا تبخل بتعليقك****

أتعدني بالبقاء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن