الفصل الثامن عشر

45 4 1
                                    

رفست نور بقدمها في الهواء ما ان اغلق عمار باب غرفتهم خلفه بقدمه صائحة :- انزلني. انزلني 
ذكرها بكلماتها :- لن تسير الامور كما تريدين في كل مرة .
لاحظ اختناقها ببكاء فضمها الى صدره يقول:- قولي بأدب اذا سمحت انزلني
قلب عينه لأعلى وانزلها على الفور متنهدا ما ان تطلعت اليه بكرستالتيها الدامعة وهى تتعلق برقبته. 
وجلس على الاريكة يراقب حركاتها وسكناتها عيناها المليء بدموع التي تتطلع بها في ارجاء الغرفة هروبا من عيناه تفرك يدها بارتباك ربت بكفه جانبه وقال :- تعالي 
رمقها بقوة اخافها بعدما هزت راسها رافضه
فابتلعت ريقها تبلل حلقها الذى جف واقتربت منه ببطيء حتى وقفت امامه تفرك كفيها معا مضطربة.
نهض وخلع عنها حجابها وحرر شعرها الطويل على كتفيها ثم اجلسها وازل الغطاء عن الطاولة الموضوع عليها الطعام وقال :- تناولي عشاءك
هزت راسها مرة اخرى ترفض فنهرها صائحا:- لا احب ان اكرر كلامي تناولي عشاءك.
كان يأكل ويطعمها بيده غصبا عنها وكلما ارادت النهوض اجلسها. ازال اثر الطعام عن كفيه وفمه بمنديل بعد ان انتهي ثم اشعل موسيقه هادئة وامسك بيدها يحثها على النهوض معه تمايل بها على الانغام ولا تزل تكتم بكائها ضمها برفق الى صدره وهمس :- اعلم انى كنت قاسي معاكي
انفلتت منها شهقة واغمضت عيناها تعصرهما فاكمل :- كان من الضروري ان اعقبكِ لأنكِ اخفيتي عني امرا مهما كهذا.
شهقت اكثر فحاوط وجنتيها بكفيه يزيل دموعها بإبهامه وقال:- اشتقت لسماع صوتكِ الن تقولي شيئا ؟
قالت بصوتا منخفض مهتز :- اطعمتني الكثير غصبا عني.
اجابها مبتسما بحنان :- لأنى اعلم عندما تحزني تعاقبي نفسكِ بعدم تناول الطعام. 
اهداها قبلة طويلة على جبهتها وتابع حديثه:- سأبدل ملابسي بالحمام وسأتوضأ لنصلي معا وانتِ بدلي ملابسكِ هنا.
خرج بعد وقت وجدها لاتزال بثوبها تبكى امام المرآة تنهد وقال:- امازلتي تبكين؟. ماذا علي أن أفعل لإرضائك؟
ارتشفت ما بأنفها وقالت:- شعري شبك في سحاب الفستان  
اقترب ليساعدها على فك التشابك ًيقول:- وهل هذا سبب يستحق البكاء عليه يا نور؟
شعر بانتفاض جسدها عندما لامس ظهرها بأطراف اصابعه فخرج الى الشرفة مسرعا قائلا :- بدلي  بسرعة لنصلى.
انهى الدعاء بعد الصلاة ثم التفت اليها وقبل جبهتها ودعي:- ربنا يعمر بيتي بيكِ 
اخفضت رأسها واغمضت عيناها متأثره بدعائه فوضع يده اسفل ذقنها ورفع راسها ليرى عيناها وسألها :- امازلتي ترفضينني؟
اخفضت بصرها تبكي فنهض وساعدها على الوقوف ثم حملها مددها على طرف السرير قائلا:- لن أرغمكِ على شيء وسأنتظر اليوم الذى تقبليني فيه برغبتك. 
اعتدلت تهتف بتردد :- سأنام هناك على الاريكة. 
كتف ساعديه امام صدره ورفع حاجباه يقول:- لما؟
اجابته :- لم اعتاد على النوم بجانب احد
قرص طرف انفها وقال:- عليكِ ان تعتادي لان في حياتكِ اشياء كثيرة ستتغير من اجلي هيا اخلعي هذا الاسدال ونامي. 
هز راسه يأسا منها بعد رفضها. فخلع قميصه واصبح عاري نصفه العلوى ثم نام على طرف الفراش الاخر واعطها ظهره وأطفئ المصباح قائلا:- نامي كما تريدي فقط اتركيني انام. 
بعد نحو الساعة نهضت تسير على اطراف اصابعها بدلت اسدالها لقميص منزلي طويل ذو نصف كم وتمددت على الاريكة علها تنام.
فنهض وحملها من جديد مددها على طرف الفراش مرة اخرى ثم تسطح جوارها وحاوطها بذراعه ووضع قدمه على ساقيها يهمس :- يارب ارحمني احب طفلة !.
خرج من الحمام الموجود يلف بشكيرا حول خصره ويجفف شعره بمنشفه صغيرة وجد من تعبث بخزينة ملابسه فاقترب منها واحتضنها من الخلف يعاتبها :- استيقظت فلم اجدكِ بجانبي ايرضيكي هذا؟
فتحت نور باب غرفتهم في هذه الاثناء شهقت واتسعت عيناها بصدمة فنظر عمار اليها ثم الى ياسمين القابعة بين احضانه فعاد خطوتان للوراء يتأتأ مبررنا :- كنت اظنها انتِ.
صمتت تنظر بينه وبين ياسمين الغير مبالية بما سوف يحدث بسببها عقدت ساعديها واقتربت منها تسالها :- ماذا تفعلين بغرفتي؟
اجابتها ببرود :- اتيت لأخبر عمار ان الغداء جاهز وجدته بالحمام اردت مساعدته في اخراج ملابس له.
نزعت الملابس من يدها والقتهم على الارض تقول بحنق :- شكرا انا هنا من اجله.
ثم اشارت لباب الغرفة ترمقها بشر وتقول :- اخرجي ولا تحاولي الدخول الى هنا مرة اخري الا وانا موجودة.
صاحت ياسمين :- من تظنين نفسكِ؟ لم يكن لينظر في وجهك لول نصيبكِ في الشركة
ابتلعت نور غصتها تدافع عن كرمتها :- واصبحت زوجته من انتِ هنا؟ وبأي صفه تدخلي عليه غرفته؟
امسك عمار ذراع ياسمين يدفعها خارج الغرفة لينهى الشجار بينهم صافقا الباب خلفها فلكزته نور بسبابتها في صدره تقول :- احترم وجودي في حياتك الى ان ننفصل.
وقف امامها يقول:- كانت تناديني من اجل الغداء وانتِ ضخمتي الموضوع
وضعت يدها على خدها تشهق متصنعة النسيان وقالت قبل ان تتجه خارج الغرفة :- نسيت اخبار منصور ان الغداء صار جاهزا
في ثانية وجدت نفسها بين ذراعاه يقول بحنق :- الى اين انتِ ذاهبه تعالي الى هنا.
رمقته بقوة وتحدى فهم ما ترمي اليه. فتنهد وقربها اكثر لصدره يتطلع في عيناها قائلا بعد صمت داما لدقائق حاولت فيها التملص من يده :- ماذا سنتناول على الغداء؟
ابتسمت بسماجه ترد عليه :- سمك 
حررها يلوى فمه وقال :- سمك ! حسنا سأموت من الجوع اليوم.
اوقفها قبل ان تغادر الغرفة يقول :- احضري هاتفي من على الطاولة الموجودة بالشرفة.
وضعت يديها في خصرها وقالت :- احضره بنفسك انا لست جاريتك.
قال :- هل انتِ مريضة؟ قلتي منذ دقائق انكِ هنا من اجلي. 
نفست بغضب وذهبت لتجلب الهاتف قالت بعد ان بحثت عنه :- ليس هنا
نعتها بالغبية في سره وقال :- ابحثي عنه في الركن الايسر من الشرفة 
وضعت كفيها على فمها تشهق بسعادة وقالت :- عصافيري!!
عادت تقف امامه تهمس “شكرا” والفرحة تكاد تقفز من عينها جعلته يتيه في ملامحها.
جلس الجميع في مكانه حول مائدة الطعام وكأن لم يحدث شيء منذ قليل سعل عمار بقوة فناولته نور كوب ماء بقلق تمسد على ظهره حاول قول شيء لكن لم يتوقف السعال فهمت ماذا يقول : شوكه ؟ اوماء اجابا فأطعمته قطعة خبز كبيرة غصبا عنه.
لاحظ قلقها عليه فزاد يتصنع السعال التمعت عيناها بدمعه تربت على ظهره خبئ سعادته داخله لإيقانه انها تحبه فاقسم لنفسه عدم تركها مهما حاولت هى الابتعاد مسد على يدها بعد ان كف عن السعال يقول:- الحمد لله 
تنفست براحة واخذت تنظف له السمك وتضعه امامه غير مدركه بمن ينظر اليهما ويحترق من الغيظ ومن يراقبهم بسعادة.
نهض الصغير كريم وقف جوارها وقال :- انا يا طنط اريد مثل ابي.
ابتسمت وحملته تجلسه على ساقها وبدأت في اطعمه صاحتا فيه جدته ووالدته في آنا واحد فترك الولد الصغير الطعام حزينا يبكي فتدخل عمار يحزرهما:- لا يتدخل احد بين ابنى وزوجتي مرة اخرى. 
نهض ليعيد الصغير لكنه انتظر عندما أتي احد الحرس يحمل علبة صغيرة يقول لام ابراهيم التى فتحت له الباب :- هذه العلبة الى نور هانم. 
سأله عندما استمع لحديثه:- من من؟ 
اجابه الحارس :- صبى يقود دراجة احضرها وغادر مسرعا 
اوماء برأسه وأمره:- اذهب الى عملك 
وضع عمار العلبة بجوارها على الطاولة فأمسكتها وفتحتها متعجبة ثم نهضت تبكى تبحث عن هاتفها وتقول :- اريد الاتصال بأخي.
اعطاها عمار هاتفه بعدما لم تجد هاتفها اتصلت بشقيقها عدت مرات تردد وهى تنظر لعمار تارة والى الهاتف تارة اخرى:- لما لا يجيب ها؟
فأخذه من يدها واتصل بوالدتها التى اجابت على الفور تبكى علم منها انه تم ضبط لفافة من
المخدرات بسيارته.
انهى الاتصال مع والدتها وحاوطها بذراعيه يطمانها:- كفاكِ بكاء اعدك لن اتركه
ضحكت نوال بصخب تنظر الى زوجها وقالت شامته:- نسب يشرف تجار مخدرات !!
صاح بها احمد :- لم نعلم الحقيقة بعد. ثم نهض عن الطاولة
كما صعدت نور الدرج مسرعة يلحق بها عمار بعد ان نادها فلم تجبه ارتمت تبكى على فراشها فربت على ظهرها يواسيها :- سأرسل له أكبر محام وسيخرج بتأكيد لا تقلقي.
صاحت:- انا السبب 
سألها بدهشة:- لما تقولي هذا؟
جلست تمسح دموعها وقالت بجمود:- طلقني 
نهض وصرخ فيها :- أنت بالتأكيد مجنونة 
امسكت يده راجيه ببكاء :- يكفي ما حدث لأخي أرجوك طلقني. 
احتضن وجهها بكفيه وقال:- لما تتحدثي دائما عن الطلاق!! لما لا تمنحي علاقتنا فرصة ربما تنجح؟!!
استدارت تعطيه ظهرها وقالت:- لا يهم لا أريد أن أعيش معك. 
ادارها امامه يقول بحنق :- لا تديرِ ظهركِ لي وانظري في عيني وأنت تتحدث معي. 
تطلعت اليه تتصنع الثبات فاكمل بأصرار :- لن اطلقك يا نور وما تخفيه عني سأعلمه. ثم دفعها يبعدها عن طريقه وغادر فهوت جالسة على الفراش تكمل بكاء.
عاد من الخارج يبحث عنها في غرفتهم وجدها بالشرفة تفترش الارض ممسكه بعصفور نافق تبكي رفع بصره مشدوه لباقي الطيور النافقة وربت على كتفها يواسياها :- حبيبتي انتهي اجلهم سأحضر لكي غيرهم. 
قالت ببكاء :- جميعهم ماتوا 
أخذ العصفور من يدها وضعه على الأرض ثم ساعدها في النهوض وقال:- تعالي الجميع ينتظرنا على الغداء 
قالت:- لست جائعة 
مسح وجنتيها وقال بود :- لا يصح حبيبتي الناس موجودين في منزلنا وينتظروننا اذهبي اغتسلي وانا انتظرك لننزل معا
سألها حماه  بعد ان لاحظ بكائها:- ماذا بكي نور؟
تصنعت الابتسامة تجيبه :- لا شيء ابي 
قهقهت نوال تستفذها بمكر:- ربما مات لها عزيز.
ضيقت نور عيناها تفكر في المغزى من كلماتها.
وضع عمار قطعة من الدجاج في طبقها يحثها على تناول طعامها فأبعدت المقعد الذى بجوارها للخلف وقالت لصغير :- تعال كيمو اجلس هنا حبيبي.
أمتثل الطفل ملبيا بسعادة فأطعمته وقالت بمكر وهى تنظر لنوال :- لدى كلا واحد منا عزيز يخاف عليه.
وملست بيدها على رأس الطفل تنقل بصرها بين نوال وابنتها مما جعلهم يشتاطون غيظا ثم قالت للولد تشجعه بعد ان وضعت المزيد من الطعام في طبقه :- ان انهيت طبقك كله سنخرج لنتنزه وناكل ايس كريم وهذا بعد موافقة والدك طبعا.
أكد عمار على كلماتها :- وانا اوافق 
نهضت ياسمين تعترض :- لن تأخذي ابنى الى اي مكان 
تدخل عمار بحدة المعتادة معها:- حزرتكِ مرة من قبل لا تتدخلي بين ابني وزوجتي.
انفعلت اكثر :- لن انتظر حتى تؤذيه 
تحدث احمد بصوته الصارم :- ياسمين اجلسي وانهي طعامك ولا تفتعلي مشكلة من لا شيء. 
جلست ونظرت على رد فعل الجميع ثم الى نور  تكتم غيظها وخوفها على طفلها بينما كانت نور على عكسها تماما هادئة تطالعها مبتسمة ونادت على سمر خادمتها الجديدة تامرها :- اذهبي ونظفي قفص العصافير.
هلل الصغير مصفقا يلفت الانتباه اليه قائلا:- انهيت طبقي كله يا طنط.
فمسدت على ظهره تسأله :- هل شبعت ام اضع لك المزيد؟
هز الصغير رأسه ببراءة نافيا فأكملت :- دعنا نرى كم الساعة الان 
لمعت عين عمار بسعادة لا توصف ونظر لهما يقول :- الساعة الثالثة عصر
تصنعت التفكير قليلا وحدثت الصغير بلهجة طفولية :- أممم أنت تذهب الى غرفتك الان وتغسل يدك والعب بألعابك وفى الساعة الخامسة نستعد للخروج. 
نهض الصغير ينفذ على الفور فأضافت:- ما رئيكِ روكه ان تأتي معنا؟
اعتذرت رقية:- مرة أخرى لا أشعر أنني بحالة جيدة اليوم.
وضع منصور يده على كتفها باهتمام وسألها :- هل نذهب الى الطبيبة؟
هزت رأسها رافضة فنهض وحثها على النهوض معه ثم حملها وأكمل :- يجب ان تستريحي في السرير انتِ تتحركي وتصعدي السلم كثيرا وهذا خطر عليكِ وعلى طفلنا. 
ابتسمت نور تهتف :- استريحي وانا سأعد لكي عصير طازج 
ثم وضعت يدها على كتف عمار تسأله :- احضر لك قهوتك؟
أمسك يدها وقبلها امام الجميع وقال:- لا حبيبتي رأسي يؤلمني قليلا سأذهب لأنام .اسف اذهبي انتِ وكيمو وحدكما هذه المرة.
تطلعت الى ياسمين وهى تلوك بلسانها داخل فمها مبتسمه تكمل وصلت استفزازها :- حسنا حبيبي كما تريد.
لم يتعجب من قولها حبيبي وهز رأسه مبتسما عندما فهم نظراتها لياسمين 
قال احمد قبل ان يغادر الى مكتبه :- نور انتظرك في غرفة المكتب بعد ان تنتهي من كل هذا 
أجابته باحترام :- حسنا ابي لن اتأخر 
ثم جمعت بعض الاطباق معها الى المطبخ 
سألته نوال بضيق :- ماذا تريد منها أنت أيضًا؟
رد عليها بعصبية :- لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ.
ضربت ياسمين الأرض تقول بحنق :- لم تكمل أسبوع واستحوذت على عقول الجميع 
ضيقت والدتها عينيها وهمست:- نهى كانت على حق هذه الفتاة ليست سهلة 
هتفت :- رايتي كيف كانت تنظر إلينا. بالطبع كانت تعلم أننا سممنا طيورها وتعتزم القيام بشيء ما.
قالت :- أردتها أن تعلم
قالت ياسمين :- خطئ ان اخبرت عمار سيكرهنا اكثر وضعت يدها على فمها تشهق مكملة :- او تؤذي كريم. 
فتح منصور باب غرفته وافسح الطريق لنور كي تدخل سألته :- كيف حال روكه الان ؟
أخذ كوب عصير واتجه لشرفة وهو يقول :- تحسنت شكرا أتعبناكِ معنا
اعتدلت رقية من نومتها تشكرها فابتسمت لها وقالت :- اذا أردتِ شيئا فقط اخبريني 
أوقفتها رقية بعد ان ناولتها كوب العصير وهمت بالمغادرة :- زوجة ابي تكيد لكي واخشي عليكِ منها
قالت نور قبل ان تذهب :- لا تقلقي افهما جيدا
دعت رقية :- حفظهم الله من شرها ولا تستطيع التفرقة بينهما
وضع منصور الكوب الفارغ من يده في الصنية وقال :- تحدثي الى عمي ربما يردعها. 
ابتسمت متهكمه تقول:- ابي!! .ابي يحبها لا يرى افعالها هل تعلم انها هي من وضعت صوركم امام شقة عمار لينفصلا؟
فكر لدقيقة وقال :- من اين حصلت عليهم؟ 
اجابت :- لا اعلم .
قال :- يجب ان نذهب من هنا لأنها لن تفوت فرصة وجودي مع نور تحت سقف منزل واحد.  
فهمت رقية مقصده فقالت :- آآه. لا.لا عمار يفهما جيدا وهو أكثر شخص عنا بسببها هي وابنتها 
قهقه ثم قال :- عندما يجتمعان الشك والغيرة معا تتزعزع ثقة اى شخص بالأخرين وقد رأيتي انها كادت ان تصل لهدفها عندما وضعت الصور المفبركة لعمار
قالت :- هناك من يساعدها ويريد افساد هذه الزيجة.
وضعت نور يدها على جبهت عمار تتحسس حرارته فأمسك يدها وقال:- انا بخير 
نزعت يدها من كفه تقول :- انهض تناول دواء الصداع واشرب العصير
جذب يدها واجلسها جواره يسألها بعبث :- قلقتي علي؟
أجابته بارتباك :- لا طبعا قلت إنك مصاب بصداع وأنا أقوم بواجبي 
غاص في بحر عيناها يتحسس وجنتها بإبهامه يفسر :- قلت هذا حتى تذهبي أنتِ وكريم وحدكم ليعتاد عليكي  
ابتلعت ريقها واغمضت عيناها تستشعر لمساته الرقيقة على خدها ونبرة صوته المنخفضة. خلع عنها حجابها بيده الأخرى لاحظ الحمرة التي كست وجنتيها وتخدر اعصابها فتمادى . نهضت كالملسوعة عندما هبطت يده الى عنقها يداعبها ويقربها منه شعرت بأنفاسه تلهب وجهها فصاحت :- لا . والدك ينتظرني 
اندفعت بارتباك لتفتح الباب فأوقفها وامسك بحجابها ينبهها :- ارتدي حجابك زوج أختي يسكن معنا في المنزل.
وقفت امام المرآة تعدل من وضع حجابها فأمسك كوب العصير يرتشف منه مازحا وهو يتطلع الى انعكاسها :- نور أي نوع من العصير هذا. طعمه غريب؟ 
اجابته :- عصير برتقال 
اكمل :- ماذا وضعتي به شربة ام ملح؟
تعالت قهقهتاها متذكره ما فعلته به وبنهى ثم كبحت ضحكاتها بخجل عندما سمعته يقول :- يارب الهمني الصبر.

أتعدني بالبقاء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن