الفصل الرابع والعشرون

34 4 0
                                    

مسدت نور جبهتها بأطراف اناملها من الالم والصداع الذى انتابها رفعت جسدها لتجلس تفتح عيناها ببطيء رأت خيال امرأة تقف جوار الفراش فسالتها بعد ان علمت انها الممرضة :- اين انا ؟
اجابتها :- فى الفندق سيدتي. 
نهضت عن الفراش تقول :- اذهبي لا اريد احدا معي.
ردت عليها :- لا سيدتي فانتِ ما زلتي مريضة والسيد عمار اوصي بالا اترككِ.
صاحت :- عمار. عمار لما يحاصرني الم ننتهى؟ 
نهضت وجذبت يد الممرضة نحو الباب واخرجتها وقبل ان تغلقه وجدت رجلان اقوياء البنيه يقفان امام غرفتها عادت الى الداخل واغلقت الباب خلفها بحثت عن هاتفها ولم تجده فارتمت بظهرها على الفراش تتطلع لسقف الغرفة باعين جامدة يبدو عليها الهدوء من الخارج وبداخلها ضجيج وصخب العالم كله. حياتها صعبة مليئة بالمعاناة متى ينتهى كل هذا ؟.
عاد عمار من الخارج قبيل الفجر بساعة تقريبا ثم دلف الى غرفة سمر واغلق الباب خلفه بالمفتاح. فشهقت بفزع تعود بظهرها للخلف وجذبت طرف الغطاء عليها. وما ان شرع في خلع قميصه والقاه على الأرض بإهمال. حتى اتسعت عيناها في رعب وهي تحدق في عضلات صدره القوية ، صعودا تنظر إلى عينيه الثاقبتين. . فسألها وهو يقترب ليجلس بجانبها :- لما تبتعدي هل انتِ خائفة مني ! 
ارتجفت خوفا تقول :- لا سيدى.  
ابتسم قائلا وهو يميل بشفته على رقبتها :- لا تخافي سأكون لطيف معكِ عكس ما فعلت بالأمس.
ازاحت يده عنها بارتباك تقول :- بعد ان نتزوج.
عمق من قبلته تاركا العنان ليده تستبيح لمس جسدها وهو يهمس :- عمار ابو العز لا يخلف كلامه ابدا.
ردت بارتباك اكبر :- ارجوك اتركني لن افعل ذلك دون زواج. 
غامت عيناه بظلام الغضب صارخا :- ماذا؟ الان تتمنعين الم نفعلها بالأمس!!
دفعته للخلف وقالت :- لا. لا لم يحدث شيء بيننا امس اقسم بالله.
صك على اسنانه وقبض على شعرها  بكفه يقول :- هل اعتقدتِ أني سأصدق الهراء الذي قلتهِ ولا يوجد علامة واحده على جسدكِ يدل على مقاومتكِ لي؟ 
بكت بنحيب تتألم معتذرة :- اسفة 
نهض وجذبها من شعرها لتستقيم امامه ثم صفعها بقوة يسال :- لما فعلتي ذلك؟
سقطت على الأرض تضع يدها محل الصفعة وقالت ببكاء :- نهى اتصلت بي وأخبرتني أنك ستعود متأخرًا وأنت في حالة سكر وطلبت منى ان أغويك واخذك إلى غرفتي حتى ترانا زوجتك وتنفصلا.  
همس يلعن نهى :- اذاً ما قاله حسن عامل البار الى خالد صحيح انها وضعت لي شيء فى العصير. 
انتحبت سمر عندما جذبها من ذراعها نحو باب الغرفة وفتحه مناديا حارسه فؤاد الذى أتى سريعا دفع بها اليه امرا :- فؤاد ما جزاء الخائن؟
اجابه فؤاد :- قطع رقبته سيدي.
حاولت التملص من قبضت فؤاد تبكي وتتوسل :- ارجوك سيدي اتركني نهى هي السبب.
سألها :- منذ متى تعرفين نهى؟ 
اجابت :- منذ الامس .
اشاح بيده لفؤاد يقول :- خذها الى المستودع الى ان اتفرغ اليها ولا تنسى ان تذكرها بخطئها كل برهة. 
نظرت برعب اليهما بعدما فهمت مقصده وصاحت :- سأقول كل شيء.
امر حارسه ان ينتظر وجلس على احد الكراسي الموجودة في بهو فيلته ومال قليلا يتكأ بمرفقيه على ركبتاه وأشار اليها لتجلس على الارض امامه ومن خلفها يقف فؤاد يحزرها :- ان كذبتي لن تخرجي من هنا حية. 
اومأت اجابا تعترف ببكاء وندم :- نهى ارسلتني للعمل لديكم لأراقبكم ثم عرفتني على رجل يدعي اكرم كان . كان . كان
وكزها فؤاد على مؤخرة رأسها لتكمل فابتلعت ريقها بخوف واكملت :- كان يطلب مني ان التقط صور وفيديوهات لزوجتك دون ان تشعر وانقل له تفاصيل ما يحدث بينكم.
صفعة قوية هوت على وجهها صمت اذنها وصرخ بها :- انتِ من ساعده ليدخل الفيلا اثناء غيابي؟
بغتها بصفعة اقوي من سابقتها بمجرد ان اومأت اجابا وضعت يدها على وجنتها تنظر اليه بزعر رأت هلاكها فى جحيم غضبه البادي على عيناه صك على اسنانه يقول لفؤاد :- خذها من أمامي لا اريد ان اري فيها قطعة سليمة بحلول الصباح
واكمل بهمس:- نهى لقد تماديتِ كثيرا ولن اغفر لكِ هذه المرة.
مسح على وجهه بضيق عندما تذكر ما فعله بنور بسببها فهي من اتصلت به تخبره بان زوجته تخونه مع يحيي وانها رأتها بعينها تذهب اليه وصدقها.
..................
دلفت نهى الى مكتب عمار بعد ان طلب لقائها وقالت :- صباح الخير
رفع عمار بصره يطالعها ممسك بقلمه يعبث به بكلتا يديه فى صمت فسألته بارتباك من نظراته التى يرمقها بها :- هل انت بخير؟
أومأ برأسه اجابا ولا يزال يرمقها فى صمت اخافها فقالت :- لما تنظر الي هكذا. انت تقلقني.
اشار الى بطنها يسأل :- كيف حال ابننا؟
وضعت يدها على بطنها وقالت بارتباك :- جيد
انتفضت فزعا عندما فتحت مريم باب المكتب بدون اذن تصيح :- المهندس اتصل يوجد انهيار فى موقع للبناء 
نهض وسأل :- هل اصيب احدا من العمال ؟
نفت مريم معرفتها بالتفاصيل فالتقط مفاتيح سيارته ووجه حديثه الى  نهى قبل ان يهرول للموقع :- خذي هذه الحقيبة معكِ وسأتصل بكِ فى وقتا لاحق.
...................
مال جلال على سليم يهمس فى اذنه :- سيدة بالخارج تريد مقابلتك
سأله سليم :- من هذه؟
اجابه جلال بجهل :- لا اعرفها. إنها تغطي وجهها سيدي
تنحنح سليم يقول :- من انتِ يا بنت ولما أتيتي فى وقتا متأخر؟ 
همست :- أنا سكينة سيدي أرسلني السيد حسان ابن أخيك
تلفت حوله متعجبا وسألها :- ماذا يريد؟
اجابته :- يريد مالا. لا يعرف كيف يتصرف منذ ان ابلغ ولدك عنه الشرطة.
هز رأسه يقول :- مفهوم مفهوم أنتظري هنا قليلا ولا تجعلي احد يراكِ.
جمع حسان اطراف جلبابه وجلس يقول بحنق :- قوية شوكتك يا منصور وجعلت حسان عدنان السعيد يختبئ كالمجرمين ويجلس فى البيت مثل الحريم وعمى يرسل لي ملاليم! والله فى سماه سأقلبها عاليها سافلها.
قال عثمان :- بسرعة يا فاطمة سنتأخر على ميعاد الزيارة.
قالت بحنق :- أرى ما نفعله ليس ضروريا. لما نزورهم وهم يكرهوننا ويتمنوا لنا الخراب؟
قال عثمان بيأس :- يا فاطمة عيادة المريض صدقة وكما تعلمين ليس للام وابنتها ذنبا فيما يفعله سليم. 
تدخل كمال :- الحاج معه حق يا زوجة عمى. 
اقتربت منه تربت على صدره وتقول :- سأذهب لأجل خاطرك بني.  
اخرج تنهيده عميقه يبث بها وجعه يهمس لنفسه بعد رحيلهم : - احترق القلب بناركِ يا حسنة.
وغاب فى سرداب ذاكرته عندما كان يراقبها من بعيد اثناء ذهابها وخروجها من المدرسة اختار احتراق فؤاده على ان يجلب الدمار لكل عائلته ان اعترف بحبها. متذكرا كيف قضا ليلة زفافها معزولا فى غرفته يصارع المه وحيدا يأسا من ان يجمعهم بيتنا واحد ومن وقتها فضل العزلة فانتقل عائدا الى بيت أبيه الذى تركه بعد وفاة والديه نزولا على رغبة عمه كى يتربا مع حمدي وبلال وهو فى عامه الحادي عشر وها هو يقترب من عامه الثلاثين دون زواج . 
سأل منصور :- هل انت متأكد يا جلال انه لازال عندها . 
اوماء مؤكدا :- استمعت لحديثها مع سيدي سليم. 
قال :- ارسل حارسان يراقبان منزلها من بعيد الى ان نصل اليهم.
سألها حسان :- هل تنتظري احد يا سكينة؟ 
اتسعت عيناها نافيه :- لا يا سيد الناس 
قال :- من يطرق بابكِ في هذا الوقت المتأخر؟
قالت مرتبكه :- اصعد الى السطح ربما تكون الشرطة قد علمت بمكانك .
تلفت منصور حوله منتظر انتهاء رجاله من البحث عن حسان فى الغرف وما ان انتهوا امسك الأرجلة التى لا تزال مشتعلة وسألها :- من كان معكِ؟ 
ارتبكت تبحث عن اجابة وتأتأت :- لا يوجد يا سيدى. 
قهقه منصور ساخرا :- هل كنتي تدخنين الشيشة وحدكِ؟ 
صرخ فى وجهها :- اين حسان؟
اجابت مضطربة :- لا اعلم .
........................
طرقات عنيفة على باب شقتها ايقظتها من النوم مفزوعة فأسرعت نهى لفتحه وعادة خطوة للوراء تسأل الضابط الواقف امامها بارتباك :- خير يا حضرت الضابط!!
أجابها وهو يشير إلى رجال الشرطة بالدخول وإتمام عملهم :- معنا أمر بتفتيش شقتك.
سالته بأربتك :- لما ؟ انا لم أفعل شيئًا. 
احضر احد العساكر حقيبة سوداء يقول :- تمام سيدي وجدنا الحقيبة المطلوبة
سألها الضابط :- هل هذه حقيبتك سيدة نهى؟
اجابت متلعثمة :- لا هذه حقيبة عمار ابو العز
اكمل الضابط :- يجب أن تأتي معنا لأنه قدم بلاغاً بسرقتها.
صاحت ببكاء :- هو الذي أعطاها لي لم اسرقها
امسك الضابط بذراعها يقول :- يمكنك قول ما تريدين في مركز الشرطة.
جلس عمار امام مكتب الضابط المسؤول عن التحقيق في السرقة يتأكد من محتويات حقيبته ثم قال :- كل شيء موجود شكرا لك حضرت الضابط.
صرخت نهى فيه :- انت تعلم انى لم اسرق شيء.
رمقها بشر يقول :- كاميرات المراقبة وشهادة بعض موظفين الشركة اثبتوا التهمة عليكِ.
وقف ليغادر يهز رأسه باسى وأضاف :- لم اتخيل يوما ان تفعلي هذا.
قبض الشرطي على ذراعها يمنعها عندما حاولت الاقتراب منه.
انتظرها عمار خارج مكتب الضابط وما ان رأها تساق من قبل الشرطي المعنى بأعادتها الى الحجز اقترب منه ووضع في يده مبلغا من المال ليتيح له فرصة التحدث اليها لدقائق. فبادرت هي بسؤاله :- لما فعلت هذا بي؟
لم يعير سؤالها اهتماما ليسألها هو :- اين اجد اكرم النجار شريككِ؟
قالت :- لم اسرق ليكن لي شريك.
قال بنفاذ صبر يحاول خفض صوته حتى لا يلفت الأنظار :- شريكك في محاولة قتل زوجتي.
صاحت :- لست انا من يريد قتلها بل زوجة ابيك.
فغر فاه منذهل لثوانا ثم قال :- ان كنتي تكذبين لن تخرجي من هنا ابدا.
قالت :- اقسم لك. زوجة ابيك اتصلت بي بعد زواجك وطلبت منى ان ابحث لها عن من يقتل نور.
صك على اسنانه يعتصر ذراعها يقول :- وانتِ ارسلتي حبيبك السابق ليقوم هو بالمهمة.
صاحت :- لا. لا لم ارسل أحدا.
سحبها الشرطي يقول :- يكفى هذا ستتسببان في معاقبتي.
فقال عمار :- انتظر لدقيقة أخرى.
وقف بعد منتصف الليل ومن خلفه حارساه يطرق بحذائه اللامع على الارض يضع يده بجيب بنطاله ويصفر بفمه الى ان فتح له اكرم باب منزله مستغربا حضوره المفاجئ والغير متوقع.
دخل عمار يستكشف المكان وهو لا يزال يضع يده بجيبه وقال يقيمه :- مكانا جيد للاختباء.
قال اكرم مستا :- انا لا اخاف من احد لأختبئ.
نظر عمار الى يساره عندما التقطت اذنه صوت انثوي يأتي من احدى الغرف :- لما تأخرت سيدي؟
جلس على احد المقاعد وقال :- اطلب منها ان تذهب.
فقال اكرم مغتاظا من تدخله :- ليس لك شأنا بها. ماذا تريد؟
اشار عمار الى حارسه فؤاد ان يتولى هو مهمة اخراجها فنفذ على الفور.
اجابه :- لو علي فانا اريد قتلك.
ضحك اكرم بصخب وقال :- وما يمنعك؟. الا تجيد القتل؟.
اغلق فؤاد الباب بعد رحيل الفتاة ثم اقترب من اذن سيده وهمس بكلمات جعلت الشياطين تقفز امام عينيه نهض مسرعا نحو الغرفة المشار اليها ليجد صورة لزوجته معلقه على الجدار بالحجم الكبير.
صاح اكرم يتبعه :- كيف تقتحم منزلي بهذه الطريقة ؟
التفت اليه يقاوم رغبته الملحة فى قتله يرمقه بشراسة عندما نطق بهذه الكلمات يتذكر حالة الخوف والهلع التى عاشتها زوجته طوال الاسابيع الماضية صك على اسنانه وأجابه بغل :- اتيت اطرق بابك لنتحدث رجلا لرجل وليس متسللا كاللص ينتهك حرمات المنازل.
حدق به اكرم بنظرات تحمل الكثير من السخط و البغض يقول :- انت من بدء اخذت شيء ليس من حقق. اخذت حبيبتي من كبرت وترعرعت امام عيني.
هنا ولم يتحمل عمار ازدادت قتامة عينه غضبا وانتفخت عروقه فهجم على اكرم يمسكه من تلابيبه يسدد له ضربه قاسية اسفل بطنه جعلته ينحني متألم بصوت مسموع واتبعها بركلة قوية اصابت فكه ادمته واضعفته ثم انهال عليه بضربات سريعة متتالية دون اعطائه الفرصة لزود عن نفسه حتى سقط على الارض فركله فى جانبه وبثق عليه وقال :- هذا لتعديك على حرمت بيتي.
ثم اعتدل ينظر لحارسه ومسح فمه بظهر يده يأمرهم بصرامة وهو يلهث :- جروه الى الخارج واريد هذه الحظيرة كتلة نار تقضى عليها تماما لا تستطيع النجدة اخمادها ان اتت.
وقف يستند على مقدمة سيارته بظهره فاردا ذرعاه يميل برأسه يمينا ويسارا جعل رقبته تصدر صوت ترقعه وهو ينظر للحريق الهائل بهدوء تام راضيا عما فعله. وقد افرغ شحنته الانتقامية .
اقترب من جسد اكرم المسجى على الارض ومال يجذبه من شعره ليقف معه وقال :- انظر. هذا لأنك استبحت لنفسك النظر الى ما يخصني.
شقت صرخت اكرم سكون الليل اثر لكمه قوية فى عينه اليمنى. ثم تركه يسقط واشار لحارسه ان يستقلان السيارة ثم رحلوا وتركوه يتألم.
كانت تنظر من خلف استار النافذة على الافق حين استمعت لصوت الممرضة تقول :- هيا سيدتي لتتناولي افطارك
فقالت نور :- لا اريد اعطيني هاتفك
قالت الممرضة :- ليس معي هاتف الحرس اخذوه مني بالخارج
فركت جبهتها ونفست بحنق وصاحت :- هل انا سجينة هنا؟
فرفعت الممرضة اكتافها بجهل فقالت نور :- اذهبي وتناولي فطورك
فقالت :- تناولته قبل ان آتي
صاحت نور :- اذهبي لا اريد احدا معي
ثم جلست على حافة الفراش تضع احدي قدميها على الاخرى وتهزها بملل
بعد دقائق نهضت وفتحت باب الغرفة تقول لاحد الحراس :- اعطني هاتفك
قال :- ليس لدي اوامر بذلك
قالت :- اذا اتصل بسيدك اريد الحديث معه
اعطاها الهاتف بعد ان نفذ الامر وتلقا عمار الاتصال فصاحت :- الم نتفق على الطلاق لما تحبسني
قال :- اخفضي صوتك وانتِ تتحدثين معي
نفست بضيق وقالت :- اريد الاطمئنان على امى
قال :- اطمئني هى بخير ومعها من يخدمها ويرعاها
قالت :- اريد الخروج مللت
فقال :- ليس الان انتظري عددت ايام اخر وسآتي لأخذكِ
فصاحت :- لا اريد ان اراك. ثم اغلقت الهاتف
تطلع عمار الى الهاتف يبتسم وهمس :- هذا افضل لكِ يامجنونة.
مع إشراقة شمس يوما جديد وقف عمار يحدث حارساه المرابطان امام غرفة نور بالفندق لدقائق ثم داخل وظل يتأمل ملامحها النائمة التى اشتقها تمدد خلفها على الفراش بعد ان خلع حذائه وسترته ثم اغمض عيناه يحتضنها حابسا نفسا عميقا استنشاقه منتشيا يتلذذ برائحتها وقربه منها.
اغمضت عيناها واحكمت غلق فمها حتى لا تنفلت منها شهقة تعلمه ببكائها من الحسرة فهي كمسافر فى قلب صحراء يشعر بالعطش امامه الماء البارد ولا يمكنه الارتواء ، احضانه الدافئة كفيله بتدفئتها طوال ليالي الشتاء الباردة ولا تستطيع الاقتراب ولا تقوي على الابتعاد.
شعر بارتعاش فكها السفلى فهمس بأذنها مازحا :- انتِ تحبين البكاء طوال الوقت على ما يبدو.
نهضت بعد ان دفعته بعيدا عنها تصرخ :- الم نتفق على الانفصال؟ لما اتيت. لما ارسلت حرسك ورائي؟ لما تحاصرني هنا منذ ايام؟
اقترب واحتضنها غصبا عنها وهمس بأذنها :- اشتقت لكِ. 
تنفست بعمق لتستجمع قواها وازاحت ذراعاه قائلة :- الا تشعر بجرح لرجولتك؟ ليس لديك كرامة بتأكيد!! قلت طلقني لا أريد العيش معك اذهب لنزواتك.
قبض على مؤخرة رأسها يعيدها امامه محزرا باعين تقدح غضبا يصر على اسنانه :- أنا أقدر ما مررتِ به وإلا جعلتكِ تندمين على ما تفوهتِ به الان. 
صاحت تفصح عما بداخلها :- قلبي يؤلمني وأنت لا تساعدني. اموت كل يوم خوفا من أن يحدث لك مكروه على يد اكرم بسببي وانت تخونني. من فضلك اذهب واتركني. يكفى لم اعد اتحمل.
لانت ملامحه واقترب منها يحتضنها فانفجرت ببكاء تكمل :- رغم عنفك معي وما تفعله لا أستطيع أن أكرهك ولا أستطيع أن أعيش معك .
اخيرا اعترفت له بحبها فسألها :- إن ابتعدت هل ستواصلين حياتك بشكل طبيعي ؟
تطلعت الى عيناه واجابته :- ليس هناك حل آخر. 
حاوط وجنتيها بكفيه يزيل دموعها بإبهامه يقول :- لن ابتعد يا نور.
همست :- سيقتلك ذاك المجنون.
ابتسم يقول :- لن يقتلني إلا إذا أراد الله. هو لن يغير قدري.
ردت :- أخاف عليك منه
قال :- وانتِ معي انسى خوفكِ والعالم اجمع عيشي واتركيني أعيش معكِ يا نور
حاوطت خسره بذراعيها لأول مرة بإرادتها خوفا عليه ام شوقا اليه لا تعلم لكنها ارادت فعل ذلك وضعت رأسها على صدره واغمضت عيناها تستمع لدقات قلبه اتسعت ابتسامته يقول :- نور انتِ بين احضاني الن تهربي كعادتكِ؟
اعادت خصلات شعرها لخلف اذنها وابتعدت تخفض راسها الى الأرض تذم شفتاها باستحياء. اغراه خجلها فأخذ نفس عميق يكافح رغبته دعيا الله :- يارب. الهمني الصبر.
اعادها مرة اخري لذراعيه وقال :- لن اتركك تهربين بعد الان.
همست مترددة :- عمار انا .انا 
استعجلها يقول :- انتِ ماذا ؟ يوما ما سأفقد عقلي بسببكِ. 
أكملت :- أنا جائعة. 
فرت تختباء بالحمام عندما قال :- أخبرتك من قبل أن الطرق السهلة لن تجدي نفعا معكي.

****ان اعجبك الفصل لا تبخل بتعليق ****

أتعدني بالبقاء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن