الفصل السابع والعشرون

43 4 0
                                    

كن نساء الاسرة يجلسن حول حسنة فى غرفتها يتبادلون الحديث والضحكات امسكت ناهد بهاتف رقية مستأذنه زوجة عمها :- سألعب به قليلا 
فأذنت لها رقية وبعد وقت ليس بقصير صاحت الطفلة عروس يا جدتي ضيقت زينب عيناها تدقق فى الصورة على الهاتف وقالت :- جميلة عندما تكبرين ستصبحين اكثر جمالا منها حبيبتي 
فضول الطفلة جعلها تذهب الى زوجة عمها تسأله :- من هؤلاء 
فأجابتها رقية :- هذا عمار اخي وهذه نور زوجته
تردد الاسم على اذن زينب فطلبت ان ترى الصورة مرة اخرى فصدق حدثها اتسعت عيناها تسأل :- هذه نور ابنة محمد الطوخى وعمار اخيكي ؟
اجابتها :- اجل امي تزوجا منذ شهرين تقريبا
اتسعت عيناها صدمتا ودهشة وما ان انشغلنا النسوة فى مشاهدة جميع الصور الخاصة بزفاف عمار شقيق رقية والتعليق عليها تسللت زينب الى الخارج تكاد لا ترى امامها من شرودها فى الماضي تهمس :- هذا حرام
دلفت الى المضيفة تبحث عن سليم فلم تجده فهوت على الارض تصيح وتولول :- يالا مصيبتك يا زينب مصيبة وقعت على راس اولادك يا زينب ليس لها حل حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياسليم
سمعها منصور قبل ان تخطو قدمه داخل السرايا فذهب الى حيث توجد فى المضيفة وسألها بقلق :- ماذا بكِ امي؟
قالت :- وقعت مصيبة فوق رؤوسنا جميعا 
ضربت بكفيها فوق رأسها تكمل :- ان كانت عائلة الطوخي صامتون وصابرون على افعال ابيك الى اليوم فلن يصبروا بعد ان يعلموا بهذه المصيبة
جاء سليم على صياحها هو الاخر وصاح :- كفاكِ نواح يا حزينة وقولِ ماذا حدث؟
ضربت على فخذيها تندب حظها :- كلما نقول الماضي مات ودفناه يعود ويخرج من جديد. 
عاد سليم الى الباب واغلقه ثم امسك ذراعها يحزرها ويصر على اسنانه :- اخفضي صوتك واخبريني ماذا حدث ؟
كنت تعلم ان عمار ابن ابو العز تزوج نور ابنة محمد الطوخى 
قال منصور متعجبا :- وما فى ذلك امي هذا حقهم او ربما غضبك هذا لأني تزوجتها قبله؟
صاحت :- اسأل ابيك الذى لا يخاف عقاب الله ماذا فى ذلك انا بريئة مما فعل
شعر منصور بمصيبة كبيرة فعلها ابيه فسأله:- عن ماذا تتحدث امي يأبي؟
قال سليم ببرود :- جنت امك لا تفقه ما تقول.
***********
وقفت فى وسط غرفتهم تضع يدها بخصرها تجول ببصرها لتتأكد من انتهاء كل شيء كما ارادت
العشاء على الطاولة تتوسطه بعض الشموع المعطرة بتلات الزهور الحمراء المتناثرة على الفراش تطلعت لساعة الحائط وجدتها تقترب من الثامنة مساءا موعد عودته قد اقترب
ذهبت الى الخزانة فتحتها واخرجت قميصا وردي اعجبها لترتديه اوقفها فى طريقها الى الحمام صوت رنين هاتفها تطلعت الى شاشته وجدته رقم غير مسجل لديها فأجابت وبعد اكثر من خمس دقائق سقط الهاتف من يدها وتهدلت اكتفها تنظر في الغرفة بضياع حتى أنفاسها لم يسمع لها صوت من هول ما سمعت ظلت على حالة سكونها لدقائق ثم انهارت جاثية على ركبتاها تبكي وتنتحب بصوت مرتفع يرتجف جسدها بالكامل لم يعد بقدرتها تحمل المزيد من الصدمات كلما ارادت البدء من جديد يهاجمها شبحا من الماضي يخبرها بانها ليس لها نصيب من السعادة.
حاوطت رأسها بكفيها تقبض على شعرها بقوة وصرخت صرخة مفزعة قوية شقت طريقها لمسامع عمار العائد من الخارج فرفع بصره لأعلى الدرج صاعدا بقفزات سريعة أصفر وجهه هلعا عندما طالعها جاثية على الأرض وانقبض قلبه لسماع بكائها الهستيري وانتفاض جسدها بطريقة مخيفة جثا امامها وحاوط وجنتها بكفيه وسألها :- نور ماذا بكي ؟
علم من نظراتها اليائسة ودموعها المنهمرة على وجنتها أن شيء مرعبا أصابها مسح خديها بأبهمه مكررا سؤاله فارتفعت شهقاتها اكثر وازداد ارتعاش جسدها عن الحد مما جعله ينهض ضاربا السرير بقدمه حانقا وعاد اليها يقول :- انطقي ماذا يحدث معاكي اجيبيني؟
صمتت لدقائق تنظر اليه فى حيرة تتنازعها الرغبة بين الصمت او الافصاح عن الحقيقة وما قد يعقبها من تداعيات أولها تدمير عالمه 
جثا امامها من جديد وانزل كفيها عن راسها وهمس بقلق :- حبيبتي انا اشعر بالعجز عندما اراكي بهذه الحالة وانتِ لا تخبرينني بما يحدث معكي 
شعرت بالحيرة تخنقها ولم يعد بأمكانها الثبات اصبحت حالتها يرثي لها فانفجرت باكية تصرخ :- مع كل مشكلة تأتي اصبر واوهم نفسي بان غدا سيأتي أفضل وفى كل مرة يأتي غدا أصعب من الامس تعبت لما ليس من حقي ان احيا بسعادة مع من ا........
أدركت ما كانت ستتفوه بيه فبترت باقي كلماتها واغمضت عيناها تلتمس القوة لوأد مشاعرها ثم نهضت تمسح دموعها بظهر يدها، ادارها اليه بعد ان تولت عنه يسألها :- ما هي مشكلتك نور ؟
أجابته بصوت خافت ببكاء ممزوج بحسرة :- انت مشكلتي عمار
كتف ساعديه امام صدره ولم يحيد ببصره عنها مستفهما :- ماذا تقصدين؟
أخذت نفس عميق تدعى القوة والثبات امامه وهتفت بحملها الاثقل على الاطلاق :- حاولت اخبارك اكثر من مرة انى أرفضك وانت لم تفهم
قبض على ذراعها يعتصره ويصيح بغضب :- أنظري حولك نور كيف أصدقك وانا أرى ما فعلته من اجلي !! 
مال والتقط قميصها عن الأرض يحركه امام عيناها يتابع :- استعدادك للموت من اجلي، عشاء.. ورد.. شموع كل هذا كذب يانور !!
انتابتها ثورة من الانفعال نزعت القميص من يده وشرعت في تمزيقه والقته على الأرض ثم دعسته بقدمها وبعثرت الورود المتناثرة على الفراش تصرخ :- أجل كل هذا خطاء .. خطاء 
لم يعد لديه صبر على افعالها انفعل وصفعها صفعة قوية أوقعتها على الارض فأحست بقلبها يتمزق وان روحها تنسحب من جسدها بسبب فعلته نظرت اليه بعتاب لم يكترث له هناك الام نفسية اكثر أيلاما من الالم الجسدية مال وقبض على ذراعيها اوقفها امامه يهزها بعنف يصرخ بوجهها :- ما هو الخطاء ؟ انتِ زوجتي الم تفكري بما أشعر به عندما تطلبين مني الانفصال ؟.. انتِ تؤلميني عندما أفكر انا بضمك بين ذراعي بينما تفكرين انتِ في الابتعاد.. تؤلميني عندما تجعليني احلق في السماء ثم بعد دقائق تهوي بي الي سابع ارض .. انتظرتكِ تأتيني راغبه في قربي ولم تأتي .. انا اموت وجعا بسبب نفوركِ ورفضك لي.  
ابتسم ساخرا واكمل بألم :- زوجتي وحبيبتي .. من عاد قلبي ينبض لأجلها في بيتي على فراشي ولا اتقرب منها حفاظا على مشاعرها وهى ابدا لم تشعري بي
القت بجسدها جاثية على الأرض تتطلع للاشئ تقول ببكاء :- حاولت كثيرا دائما ما يحدث شيء قوى يمنعني ارجوك افهمني انا وانت من المستحيل أن نكون لبعضنا 
لم يستمع اليها وكأنها لم تتحدث قست نظراته اكثر من ذي قبل يقول :- انا لن اجلس تحت قدمك اتوسل لكِ كي تحبيني 
انهي كلماته دافعا بطاولة العشاء ارضا بما عليها وهم ان يغادر وقبل ان يصل لبابها شعر بيدها تكبل خصره من الخلف تبكي وتنتحب بشهقات مرتفعة رفع راسه للأعلى يحاول ضبط أنفاسه الثائرة ظلا هكذا لدقائق ولم تخبو شهقاتها مما جعله يمسك يدها واستدار اليها لاعنا قلبه وهمس :- اعتقد عليك العودة لزيارة طبيبك النفسي 
حركت رأسها ترفض :- لا أحتاجه. فقط ضمني اليك 
شدد على عناقها وتمتم :- لا أعلم ما يحدث معكي تقتليني ثم تطلبين ضمك بين احضاني
خرجت كلماتها مرتعشة :- لا تقل شيء فقط ضمني فأنا اشعر بالبرد بداخلي.
طلت أشعة الشمس بضوء خافت من خلف استار النافذة تعلن عن بدء نهارا جديد لم يمس أجفانها النوم حتى انها شعرت به ينسحب من جوارها ليلا، أزاحت الغطاء من عليها فسمعت صوت أدارت موتور السيارة تغادر المنزل دون ان يلقي نظرة عليها نهضت ودلفت الى الحمام لتستعد هي حسمت أمرها ليلا بالابتعاد فضلت الهروب والاحتفاظ بسرها ومعانتها داخلها وستطلب من منصور ان يحفظه أيضا لن تتحمل رأيت عالمه يدمر لكن هل رقية تعلم؟
وصل الى الشركة والقى اوامره بعدم ازعاجه تهالك بجسده على كرسيه ممسك ما بين عيناه بأصبعيه من شدت الإرهاق لم تذق أجفانه النوم طيلة الليل مثلها أنسحب من جانبها الى غرفة مكتبه بعد أن خبأت شهقاتها سأل نفسه ماذا فعل في دنياه حتى يبتلى بعشق متحجرة القلب هذه دموعها تقضى على ثباته أمامها انهيارها وشعوره أنها تعاني يمذق قلبه لكنه يعلم أنها لن تفصح عما تعانيه وهذا يؤلمه هل من الصعب عليها ان تثق به وتلقى بأوجاعها على كتفه وهو كفيلا بمداوتها وازلتها .
حملت حقيبتها الصغيرة تاركة ورائها كل شيء دلفت الى غرفة كريم وجدته يفرك عيناه يبدو انه استيقظ لتو اوقفته وضمته فشعر ببكائها فسألها :- امي هل تبكي ؟
مسحت دموعها سريعا وقالت :- أرني عضلاتك ؟
كشف الصغير عن ذراعه وأشدد ضم قبضته وقال :- أنظري 
صفقت له تشعره بالحماس واكملت:- انت لم تكبر فقط بل أصبحت قويا لذلك عليك الاعتناء بوالدك ولا تجعله حزينا أتفقنا ؟
أومأ مؤكدا يقول :- يمكنني الاعتناء بكي أيضا
تصنعت الابتسام تقول :- أعلم ذلك لكنى سأذهب وربما أتغيب كثيرا وأنت لن تبكي أليس كذلك؟ فالرجال الأقوياء لا يبكون
لمعت عيناه بدموع وسألها :- هل ستذهبين لأمي ياسمين في السماء ولن تعودي مثلها ؟
أغمضت عيناها وجذبته لحضنها تقول باكيه :- سأشتاق لك
ثم أبعدته قليلا وجمعت وجهه بين كفيها تمسح دمعاته بإبهامها واضافت :- ربما .. فأنا لا أعلم ما يخبأه القدر لي لكنى أعدك ان عدت لن أتركك. 
ثم خرجت مسرعة قبل ان تضعف وتعود فى قرارها وما ان فتحت باب الفيلا الداخلي حتى وجدت نهى أمامها كادت ان تدق الجرس نظرت اليها متعجبة من زيارتها لتردف نهى :- هل أتيت في وقتا غير مناسب ؟
حركت نور رأسها نافيه تدققت نهى النظر في وجهها وابتسمت بعد ان لمحت اثار اصابع على وجنتها تقول :- أنا لن أخذ من وقتك كثيرا أتيت لأشكرك فعمار أخبرني انه تنازل عن القضية من أجلك أنتِ فقط
أومأت نور وقالت :- لا عليكي
سألتها نهى :- هل كنتي تبكين ؟
نفت وقالت :- أعتذر منكي يجب ان اذهب
قالت نهى :- لدي سيارة هل أوصلكِ الى حيث تريدين ؟
فكرت نور لدقائق ثم وافقت :- حسنا الى محطة القطار ان امكن ذلك
أردفت نهى بمكر أثناء قيادتها :- ألن يغضب عمار لترككِ المنزل ؟
أجابتها :- لا دخل لكي 
ابتسمت وقالت ساخرة :- تركني من أجلك والان أنتِ تتركيه 
أغمضت عيناها بنفاذ صبر وقالت من تحت اسنانها :- أذهبي وخذيه أن استطعتِ
أكملت نهى شامتة :- أتعلمين ؟ تزوجني لعام لم يضربني يوما كما فعل معكي. 
صاحت نور :- اوقفي السيارة 
قالت نهى :- لا تتعجلي اقتربنا من المحطة
صاحت :- قلت لكي أوقفي هذه اللعنة.
أنتابه شعور غريب فقاوم كثيرا رغبته في الاتصال بها لكن قلبه اللعين هذا دائما ما يخذله و يتغلب على عقله عندما يتعلق الامر بها
أتصل بها مرارا وتكرارا دون جدوي فهاتفها كان مغلق فجمع أغراضه وعاد الى المنزل وعندما وصل وجد طفله يبكي والخادمة تحاول تهدئته فسالها :- أين نور ؟
اجابته :- رحلت في الصباح سيدي 
اصطكت أسنانه ببعضها بدون أراده منه فتح أزرار قميصه يشعر بالاختناق وتسارع فى نبضات قلبه فأرتمي بجسده جوار كريم على الاريكة فاقتربت منه الخادمة بحزر وقالت :- ماذا بك سيدي هل أحضر لك كوب ماء 
حرك يده يقول :- لا فقط اذهبي 
تمتم يلوم نفسه :- انا المخطئ ما كان عليا الوثق بها هي لم تختلف عن غيرها ممن دخلن حياتي تبا لهن بنات حواء يتلعبن بقلوبنا ثم يرحلون
وضع كريم كفه الصغير على كتف والده يقول ولا تزال دموعه رطبة على وجنتيه :- لا تحزن ابي أنا سأعتنى بك كما وصتني امي 
وضع عمار يده على كف صغيره يتطلع اليه وسأله :- هل تحبها ؟ 
أومأ مؤكدا فأكمل عمار :- لذلك لن أسامحها يوما وأن أتتني راكعة
أحتضن صغيره ينظر للاشئ أمامه بأعين قاتمة يملئها الغضب والسخط عليها. 
************
  كان مارا بسيارته من أمام محطة القطار وجدها تقف على جانب الطريق تنتظر وسيلة مواصلات (التوكتوك) أمعن النظر بها حتى تأكد من صدق حدثه أنها هي نور أبنة عمه وما ان أدار سيارته ليقف ليوصلها الى سرايا عمها عثمان حتى اختفت من أمامه داخل التوكتوك فتبعها .
وصفة لسائق المكان كما تتذكره في بدء الامر جهل السائق وجهتها لكن عندما ذكرت سرايا سليم السعيد علم على الفور ترجلت تسأل الغفير المرابط على بوابة السرايا :- سليم موجود؟
امعن النظر بها فعلم انها ليست من القرية فهز رأسه وأجابها :- اجل ياهانم فى المضيفة دقيقة اعطه خبر  
لم تنتظر تخطته حيث أشار فاتسعت اعين كمال أبن عمها حمزة رحمة الله عندما رأها تدلف الى الدخل فلحق بها 
كان سليم يجلس على كرسيه المميز وسط المضيفة يدا ممسكه بعصاه واليد الأخرى بها خرطوم النرجيلة وكأنه أحد العظماء من العصر العثماني رمقها بعينه الثاقبة يتفحصها ثم أشار على غفيره بالمغادرة وسحب نفسا عميقا ملئ رئتيه بدخان النرجيلة وسألها بعد ان نفسه في اتجاهها ببرود :- من انتِ يابنت؟
ابتسمت تقول :- تقدم بك العمر واصبحت عجوزا لتنسا ضحاياك ؟ أنا نور ابنة محمد الطوخي هل تذكرتني ؟
وضع خرطوم النرجيلة من يده ونهض يقترب منها يقول :- لما اتت ابنة محمد الطوخي الى داري ابني وطلقك، أبوكِ ومات وانتهي كل شيء  
دخل منصور مندهشا من وجودها وهمس :- نور!! 
سالته دون الالتفات اليه :- ما اخبرتني به عبر الهاتف صحيح ؟
أسقط بصره على الأرض يشعر بالخزي من أفعال والده واجابها :- للأسف صحيح 
ارتعش فكها ببكاء مكتوم في حلقها ترمق سليم بسخط واخرجت كلماتها مهتزة باضطراب :- طالما انت على قيد الحياة شرك لن ينتهي 
أرتبك كليهما عندما أخرجت من حقيبتها مسدسا تصوبه نحو صدر سليم فصاح منصور بفزع :- لا .. لا ان قتلته ستضيع حياتك 
صرخت ببكاء :- وهل أنا اعيش بعد كل ما فعله ابيك بي وبعائلتي مات ابي بسببه دمر حياتي حتي اكثر انسانا احببته ا....
قاطعها عن الاسترسال بحديثها يد كمال التي شلت حركتها حيث رفع يدها الممسكة بالسلاح للأعلى وبيده الاخر انتزعه منها يقول :- في رجال يأخذون لكِ حقكِ يا بنت عمي  
وقف منصور لا اراديا أمام والدها يحميه وقال :- أنت أعقل من ذلك يا كمال فكر قبل ان ترتكب خطئ نندم عليه جميعا
صاح كمال منفعلا :- الا ترى حالتها لما تقطع كل هذه المسافة من الاسكندرية الى هنا الا اذا كانت تشعر بالظلم والقهر . 
حزره منصور :- كمال هي لا تعلم عادتنا هنا لكن انت تعلمها جيدا لا تتهور فيغرق جميعنا فى وادى من الدم 
تطلع كمال نحو سليم بأعين تقدح شرا يسأل :- ماذا فعلت لها يأبن السعيد الا يكفيك ما تفعله معنا؟ حتى نسائنا لم تسلم من شرك 
مسحت دمعاتها التي لم تتوقف وكأنها نهرا جارى لم تحسب عواقب فعلتها فمن سيدفع ثمن تهورها هم أبناء عمها هي لم تفكر سوى بقتل هذا الشر المتحرك على ساقين ويدعى بسليم السعيد أمسكت بيدي ابن عمها تخفضها للأسفل تنهاه عن المتابعة بهز رأسها يمينا ويسارا تعالت أنفاسه صعودا وهبوطا صارخا :- لما تمنعيني؟ اتركيني اقتله ليستريح الجميع من شره  
قالت :- قتله لن يفيد احد وكلام منصور صحيح الجميع سيغرق في الدم 
رمقه كمال بشر يتطاير من عينه وقال :- أعرف اولا ماذا فعل لكِ وبعدها اقرر 
أجابته :- لا شيء مهم
أعاد توجيه السلاح على صدر سليم وصاح :- اذا كان المتحدث مجنون فيكون المستمع عاقل قطعتي كل هذه المسافة واردتي قتله من اجل لا شيء؟!! ان لم تخبريني بما فعل سأقتلهم جميعا امام عينك 
ارتجف قلبها فزعا من شرار الغضب المنبعث من عين ابن عمها تتسأل داخلها يفعلها !! هل سيفعلها ؟ عيناه تقول ذلك رأت هذا الاصرار من قبل فى اعين اكرم 
أجابته مترددة :- أختطف أخي بعد ولادته والممرضة أخبرت ابي ان الطفل ولد ميتا 
سألها :- كيف هذا ؟
هزت رأسها بجهل وأجهشت ببكاء مرير واكملت :- عمار هو ذاك الطفل 
زاد سخطه على سليم الصامت والذى وضع نفسه فى موقف لا يحسد عليه هو يرى الان هلاكه في أعين كمال.
سألها كمال ولم يبعد بصره عن فريسته :- من عمار؟ زوجك 
أومأت اجابا فما كان منه غير سحب ذر الامان للسلاح محاولا اطلاق رصاصة منه وجده فارغ فألقه بحنق على الأرض يبحث عن سلاحه هو بجيبه فوقفت أمامه سريعا وامسكت بطرف جلبابه من على صدره تبكى بهستيريا تترجاه :- أرجوك لا تفعل 
هز يده الممسكة بالسلاح ثم اخفضها بغيظ يصك على اسنانه تطلع الى نور شاعرا بقهرها وما تعانيه من الم  
أقترب منصور منه بهدوء وربت على كتفه يقول :- اعلم ان ابي ارتكب جريمة لا تغتفر لكن قتله ليس حلا دعنا نفكر بعقلانية كيف سنخبر الجميع لان زواج نور وعمار حرام شرعا يجب ان ينتهي الامر سريعا. 
صاحت نور :- لا أريد ان يعرف احد عمار عانا الكثير بحياته لا أريد ان يفقد أباه وشقيقته رقية عالمه سيتحطم 
أخفض كمال سلاحه يقول :- عمتي يجب ان تعلم 
تنفست الصعداء لأنه نسي أمر أطلاق النار أو ربما هو عدل عن فكرت قتل سليم هتفت :- أمي عاشت لا تعلم بأمره فلتبقي كذلك
ابتسمت بمراره واضافت :- لطالما سألت نفسي لما حاز عمار على مكانه خاصه بقلبها منذ ان رأته رغم اعتراضي على ذلك فى اول الامر
أردف منصور :- من المؤكد انها ستعلم ذات يوم كما علمنا نحن  
تطلع كمال الي سليم الصامت بسخط وقال :- ان علم احد بهذا الامر فلن يكون فى مصلحة والدك لان وقتها لست انا فقط من سيسعي لثأر منه بل عبد الله ابن عمي او حمدي وربما عمار نفسه يسعي لذلك.
مال كمال والتقط سلاح نور من على الأرض وضعه بجيبه وأمسك بيدها ثم أقترب من سليم وهدده قبل مغادرته :- اقتربت نهايتك 
صاح سليم في ولده :- الحرمة قدرة العواقب وانت لم تستطع امساك لسانك  
صرخ منصور فيه :- لأنه حرام. كل دقيقة تمر وهما يتعاملان كزوجين حرام وانا لا استطيع تحمل ذنبا كهذا
زفر بحنق ينظر لوالده بتقزز واكمل بيأس قبل مغادرته حانقا :- مع من اتكلم عن الحرام والحلال !! 
****ان اعجبك الفصل فاترك تعليقا ****

أتعدني بالبقاء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن