الفصل الخامس والعشرون

45 3 0
                                    

وقف عمار يتطلع من خلف زجاج نافذة الفندق واضعا يده بجيب بنطاله ايقظه من شروده صوتها الرقيق :- انا مستعده.
التفت اليها واطال النظر بملامحها ثم اشار اليها بان تقترب منه احتضنها بقوة فهمست تسأله :- ماذا بك ؟
حاوط وجنتيها بكفيه وقبل جبينها بعمق وقال :- تبدين اكثر جمالا اليوم
ابتسمت بخجل تتطلع الى الاسفل فثني ذراعه لتتأبط يقول :- هيا بنا
تأكد من ربط حزام الامان الخاص بها ثم بدء فى قيادة السيارة بسرعة وتابع الطريق باهتمام الى ان تطلعت اليه تقول :- عمار هذا ليس طريق المنزل.
ابتسم يقول :- ومتى قولت اننا ذاهبون الى المنزل!!
عقدت حاجبيها بعدم فهم فاكمل :- قلت استعدي سنغادر الفندق هذا ما قلته.
اومأت تسأله :- الى اين سنذهب؟
غمزها بطرف عينه وقال :- هذه مفاجئة.
قالت مستأه :- انا لا احب المفاجئات اخبرني الان.
اجابها مازحا :- سأخطفكِ.
همست لنفسها :- اتمنا لو تفعل
سألها :- هل قولتي شيء؟
اجابت :- لا لم اقل شيء
قال :- لكني سمعت ما قلتي
اتسعت عيناها وابتلعت ريقها بارتباك
صدح هاتفه برنين فأخرجه وتطلع به ثم اعطاه لها فأمسكته لتجيب متعجبة :- انا نور يامي
صمتت تستمع ثم قالت :- اسفة اضعت هاتفي منذ ايام
ضيقت عيناها تنظر الى عمار وابتسمت تقول :- فى الطريق امي
سألت والدتها :- هل هناك اخبار عن اخي؟
استمعت ثم قالت :- لا لم يخبرني
- حسنا امي سنكمل حديثنا عندما نصل.
اعطته الهاتف تسأله :- لما لم تقل ان اخي خرج من السجن؟
نظر لها لثوانا وقال قبل ان يعود ويثبت بصره على الطريق :- هذه كانت مفاجئتي التى افسدتها نبع الحنان
سألته بسعادة غزت ملامحها :- كيف خرج؟
قال :- حديثا يطول المهم فى الامر لادعى للقلق او الخوف من شيء بعد الان
اعادة ظهرها الى مقعد السيارة تتنفس براحة لن تدوم طويلا تقول :- الحمد لله
صدح هاتف عمار من جديد فأجاب :- ما الامر فؤاد
اجابه :- هناك سيارة بيضاء تتعقب سيارتك منذ نصف ساعة
تطلع فى المرآة الامامية ليتأكد ثم اخفض السرعة وقال قبل ان ينهي المكالمة :- راقبه من بعيد وكن مستعد
زفر يمسح وجهه بضيق ثم صف السيارة وهمس :- اخطئت عندما تركته حيا
سألته نور بعد ان توترت :- ماذا يحدث عمار؟
هبط من السيارة يقول :- لا شيء مهم
لمحت الغضب الذى استعمر عيناه الحمراوان وهو يتطلع على احدى السيارات التى صفت بالقرب منه فحاولت الالتفات الى حيث ينظر لكنه صاح يمنعها فدمعت عيناها وقالت :- عمار أنت تخيفني لنذهب من هنا
وضعت يدها على فمها تشهق مرتعبة عندما رأت ثلاث رجال يقتربون منه فصرخ بها :- ابقي  فى السيارة
اقترب منها اكرم بغضب ممسك بسلاحه ساحب ذر الامان يشهره فى وجه عمار يحزره من اى حركه يفعلها صرخت عندما جذبها اكرم من يدها وأنزلها رغما عنها صائحا :- قلت لكِ سأقتله
رمقه عمار بنظرات حادة وتشنج يقول :- اتركها 
حاولت نزع يدها من كفه وقالت بحده غير محسوب عواقبها :- أنت لا تفهم قلت لك لا أريدك اكرهك كيف اقولها حتى تفهم؟
التهبت انفاس عمار غضبا وبرزت عروق رقبته كور قبضته وسدد لكمة قوية للرجل على يساره وقبل ان يفعل المثل مع الاخر خر جاثيا اثر ركلة قوية اصابته خلف ركبته وفى ثوان معدودة كان ذراعاه مكبلان خلف ظهره فشُلت حركته تطلع نحو اكرم بسخط يثور غضبه وهو يراها تنتفض بجسدها وتصرخ لتحرر نفسها من قبضته.
وضعت يدها الاخرى على فمها تشهق بصوت مسموع عندما انهال الثلاث رجال على عمار بوابل من اللكمات والركلات جعلته ينزف من انفه وفمه صرخت تحاول نزع يدها من كف اكرم القاسية :- اتركوه يا حيوانات سيموت
اعادت النظر لأكرم الشامت والمستمتع بما يحدث تبكي برجاء :- ارجوك اتركه وسأفعل ما تريد
رمقها عمار بغيظ كيف تتوسل وتتنازل لهذا الكائن صرخ فيها :- نور اصمتي
ابرز اكرم انيابه من خلف ابتسامة انتصار اظهرها لخصمه وقال :- سأقتله هذا امر مفروغا منه فبيني وبينه ثأر لن اتركه
بداء جسدها بالارتجاف خوفا تستعطفه بسيلا من العبرات :- اتركه من اجلي
صك على اضراسه يهزها ويصرخ فيها :- فعلت الكثير من اجلك وتركتني وتزوجته
صاحت :- لم اقل لك كن مجرما تقتل هذا وذاك
اتسعت عينه تهتز حدقتيه شاعرا بخروج الامر عن سيطرته عندما اسرع حرس عمار لنجدته وفك اثره بداء فكه يتشنج بغير ارادته.
حتى تملكها الرعب عندما رأت احمرار عينه الدامي فتطلعت نور الى يده التى تتحرك بعشوائية موجها سلاحه صوب عمار فدفعته بكل ما اوتيت من قوة تصرخ مذعورة ب لا عندما تأكدت من اصراره على قتله وفجأة ساد الصمت وفغرت الافواه ذهول اتبعه سقوط فهوي السلاح من يد اكرم وامسك بجانبي رأسه بكفيه بعد ان ادرك خطئه وجرمه وقف شاخصا بصره عليهما
كما اتكئ عمار على كفيه ليعتدل وينظر ماذا حدث ففشل بسبب ثقل جسدها الجاسم فوقه دب الرعب فى قلبه يهز رأسه رافضا تصديق ما حدث انزلق بجسده للخلف ليعتدل جالسا وضع كفه على وجنتها يهمس باسمها فرمشت عدة مرات تشعر بثقل فى اجفانها طالعته مبتسمه بوهن ثم غابت فى عالما اخر.
انسابت دمعاته دون ادراك منه يتحسس جرح ظهرها النازف بدمائها الدافئة على قميصه.
هما اكرم بالعدو نحوها لكن حال حرس عمار بينه وبينها اسقطوه ارضا وقيدوا ذراعه خلف ظهره حتى لا يتمكن من الفرار. الفرار؟ وهل هو فى وعيه ليفكر فى الفرار هو ذاهل مصدوم اوشك على فقدان عقله كان يقتل ويهدد من يقترب منها او يتعرض اليها بأي اذي لتقتل على يده فى اخر المطاف فى احدي نوبات غضبه الانتقامي وغيرته عليها ذرف الدموع حسرة ود لو تكون حية وقتها سيتركها تحيا كما تشاء مع من تختاره ويكفيه منها انها موجودة على وجه الارض وليس اسفلها صرخ مرددا اسمها ليتطلع اليه عمار بعين واحده حيث لم يتمكن من فتح عينه الاخر بسبب لكمة اصابتها صارخا فيه :- هل انت سعيد الان ؟
وضع فؤاد يده على كتف سيده يقول :- وصلت سيارة الاسعاف ومعها الشرطة سيدي ابعد ذراعيك عنها ليباشروا عملهم.
زادت انفاسه اضطرابا يصك على اسنانه ضمها اكثر لصدره متوعدا لأكرم :- ان ماتت سأقطع من جسدك حيا.
القت نوال هاتفها بحنق على الفراش وجلست جواره تهز ساقها بعصبيه فسألتها ياسمين عندما رأت اضطرابها :- ماذا بكِ امي؟
زفرت بضيق تقول :- القي القبض على اكرم بعدما اطلق الرصاص على نور
اتسعت عينها تسألها :- هل ماتت؟
اجابتها :- نقلت الى المستشفى ليتها تموت لنستريح
اقتربت تمسك بيدي والدتها تقول بخوف: - لنذهب من هنا بسرعة منذ ايام قبض على نهى واليوم اكرم وغدا يأتي دورنا
اجابتها :- بعد ما فعلته اترك كل شيء واهرب. قلت للغبي أكرم أن يخلصنا منها. فسجن شقيقها على أمل أن تعود اليه. واليوم حاول قتل عمار فأصابها هى
قالت ياسمين ترجوها :- هيا نذهب امي ان علم عمار بتآمرك عليها سيقتلنا من اجلها. أنتِ لا تعلمين كم يحبها 
ابتلعت نوال ريقها تبلل حلقها الذى جف وقالت :- لا يزال لدينا وقت للتفكير فهو مشغول معها في المستشفى  
قالت ياسمين مرتعبة :- إن ماتت فلن يتركنا هيا نرحل من هنا
ردت عليها نوال بغرور :- لن يستطيع فعل شيء أنا زوجة أبيه 
هزتها ياسمين وقالت :- أفيقي من وهمك ان علم عمي أحمد بان ابنه كان سيموت بسببك فلن يرحمنا هذا ولده امى هيا من هنا قبل ان يعود  
ابتسمت ساخرة :- لدي الورقة الرابحة حفيده
صاحت بوالدتها :- لن أسمح لك بتدمير حياة ابني مثلما دمرت حياتي بسبب حبكِ للمال 
نهرتها نوال تقول :- ماذا فهمتي ياغبيه هو حفيدي أيضا
صاحت بها :- انا لا اثق بكِ فانا ابنتك ولم اسلم من حيلك بسبب جشعكِ للمال لا تحاولي ادخال ابني في خططك
قالت :- وتآمرك مع ابن عمك على خطف اطفالك لطلب فدية من عمار الم يكن من اجل المال ؟
قالت :- عمار كان يبحث عنه ليقتله ولم يكن لديه المال لنهرب 
ابتسمت والدتها ساخرة :- هرب وحده بعد ان وجده وتركك لينتقم منكِ عمار!!
قالت ياسمين نادمه بيأس :- افعلي ما تريدين ولكن عمار يختلف عن والده وقت غضبه. 
اتسعت اعين نوال شاهقه عندما دخل احمد عليهما الغرفة قبض على شعرها وصك على اسنانه يقول :- لم اتخيلك بهذه البشاعة جعلتني اندم على كل دقيقة اضعتها من عمري فى التفكير بكِ 
قالت بحقد وعناد :- اردت التخلص من تلك الحمقاء لم ارد ان يتأذى ابنك 
صرخت متألمة عندما هزها بعنف كاد ان يقتلع شعرها من منبته صائحا :- وضعتك فى مكانه اكبر مما تستحقين لم ادخر شيء يسعدكِ الا وفعلته اويتك انتِ وابنتك وتحملت بعد ابنائي ليكن مكافئتي التآمر على قتل ابني.
امسكت ياسمين بذراعه القابض على شعر والدتها تحاول فك اثرها قائلا:- ارجوك عمي اتركها هى لم تقصد
رمقها بسخط وقال :- مجرد التفكير فى قتل انسان جريمة لا تغتفر وهذه المرأة لا تؤتمن.
ابعدت ياسمين يدها عن ذراعه ونكست رأسها بخزي الى الارض فوالدتها على استعداد لتضحي بها هى من اجل مطامعها الغير محدودة 
اكمل بوعيد :- لن اتركك قبل أن نسوي حسابنا وتعودي كما كنتي لا تملكين حتى قوت يومك. 
ردت عليه بغرور :- ومن سيجبرني على ذلك؟ 
اجابها :- أنتِ لا تريدي أن تتعفني في السجن لأني لن أسمح لك بالاستمتاع بأموالي بعدما تآمرتِ على قتل ابني وزوجته. ربما غدا تقتليني.
قالت بثقة :- لن اتنازل عن شيء هذا ثمن تحملي العيش معك
تركها واخرج هاتفه قائلا وهو يعبث به :- حسنا سأتصل ب...........
وضعت ياسمين يدها على فمها وهى تصرخ :- ماذا فعلتي؟ 
اجابتها نوال وهى لاتزال تحمل المزهرية بيدها :- كان سيتصل بالشرطة لا أعلم كيف فعلت ذلك
مالت ياسمين تحاول تحريك جسد احمد الممد على الارض ببكاء :- عمي اتصلي بالإسعاف لا يزال حيا
لا رد فعل يصدر منها هى كالمغيبة من الصدمة هى الان ارتكبت جريمة قتل
على جانبا اخر كان المحامي يستمع الى حديث ياسمين لوالدتها حيث كان يجيب على اتصال احمد به :- قتلتهِ يامي قلت لكي نهرب من هنا رفضتي ماذا نفعل الان؟ 
اتسعت عينهما عندما اتت ام ابراهيم مدبرة المنزل تطلعت اليهما والى جسد احمد الممدد وعادت بخطوات حزره للخلف وما ان غابت عن نظريهما حتى هبطت الدرج مسرعة تبحث عن هاتفها.
شهقت ياسمين تكمل :- أم إبراهيم رأتنا تعالى لنخرج من هنا
لا رد من والدتها فلا تزال تحت تأثير الصدمة فلم تجد ياسمين بد فأمسكت بيدها تسحبها خلفه الى سيارتها .
جالس امام غرفة العمليات يستند بمرفقه على ركبتاه ممسك براسه بين كفيه يدفع كل من يقترب منه لتضميد جراحه تتصاعد أنفاسه وتهبط كلما راوضته فكرة انه سيستمع خبر وفاتها بين لحظه وأخرى اسرعت اليه ونيسه ومن خلفها عبد الله عندما وصلت لرواق تكاد تنكفئ على وجهها تساله بجزع ولوعه على ابنتها :- ماذا حدث لنور بنى ؟
نهض واجلسها وقال ببكاء :- القت بنفسها للموت لتحميني لن اسامح نفسي ان ماتت
دقيقة تليها دقيقة ساعة تليها أخرى تمر عليهم كدهر داعين الله ان تنجو
اخرج هاتفه من جيبه يجيب على اتصال ثم نهض في ذهول:- ماذا تقولين ابي ؟ كيف حدث هذا ؟
ردت ام ابراهيم :- وجدته ممدد على الأرض ينزف حينما دخلت الى الغرفة 
سيطر التوتر عليه وقال بارتباك :- اتصلي بالإسعاف بسرعة واعلميني بعنوان المستشفى التي ستتوجهون اليها
شعر بالعجز فالمصائب لا تأتي فردا. حيرانا بين البقاء معها او الذهاب لأبيه فحسم امره بالذهاب اقترب من عبد الله شقيقها وهمس اليه ببعض كلمات ثم اختفى مسرعا.
اخيرا وصل وصف سيارته بعشوائية امام المستشفى ثم ترجل منها يركض بقلب منفطر ووقف امام مكتب الاستعلامات يبحث عن ابيه دون جدوى فهناك حادث مروع حدث على الطريق السريع احدث اضطراب في الحركة بالمستشفى جعله يقوم بالبحث عنه بنفسه اسرعا اليه عندما وجده جالس امام احدى غرف العمليات هتف متوجسا بقلق : ابي
مرر احمد بصره على وجه ابنه المليء بالكدمات وعينه المتورمة فازداد مقته وغضبه على نوال وضع يده على كتفه يطمئنه :- الحمد لله بني انا بخير. جرح طفيف وسيندمل سريعا كيف حال زوجتك 
اغمض عمار عينه بأسي يسأل والده متغاضيا عن سؤاله :- ماذا حدث لك وأين هم من يسكنون معك في المنزل؟
تنهد يقول :- قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا
قال :- لما تجلس هكذا دعنا نذهب من هنا لتستريح في فراشك
اجابه :- بعد ان تخرج نوال من غرفة العمليات
سأله :- ماذا بها؟
أجاب :- أصيبت في حادث بالسيارة 
تلفت حوله ساخرا بعد ان تدارك الامر :- وأين ابنتها ليس لديها وقت حتى لوالدتها ؟ 
قال أحمد بحزن :- توفيت في نفس الحادث 
همس عمار بحزن أيضا :- لا حول ولا قوة الا بالله
سأله بجزع فاليوم يوم المصائب :- اين ابني هل كان معهم ؟
اجابه :- لا في المنزل مع ام ابراهيم  
بينما كان يضع هاتفه على اذنه يتحدث مع عبد الله ليطمئن على حال زوجته والتي خرجت من غرفة العمليات قبل دقائق خرج الطبيب فاسرع اليه عمار يساله :- كيف حالها ؟
اجابه :- فعلنا ما استطعنا القيام به تسبب لها الحادث في نزيف في المخ ادعو لها
نهض احمد وغادر يردد :- ان لله وان اليه راجعون " يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "
تطلع عمار الى ظهر ابيه متعجب من رد فعله ثم لحق به ربما اصابه شيء بسبب الصدمة هو يعلم كام كان ابيه يحب زوجته هتف :- أبي. هل أنت بخير؟ ابي لا تنزعج ، إن شاء الله زوجتك ستكون بخير.
قال احمد بعدما جلس فى المقعد الامامي من السيارة :- هيا لنطمئن على زوجتك ثم اعدني الى المنزل
بداء عمار فى القيادة وسأله :- ماذا حدث بينكم ابي ؟
هز رأسه للجانبين وقال :- لا شيء
ثم تابع :- لما لم تخضع للفحص الطبي بعدما حدث معكما.
بدا على ملامحه الحزن وقال :- لن اخضع لأى شيء قبل ان اطمئن على نور
ربت احمد على كتفه قائلا:- زوجتك قوية وستصبح بخير لا تقلق عليها كما يجب ان تذهب لترتاح قليلا حتى تستطيع اتمام مراسم الجنازة والعزاء .
تنهد من اعماقه يقول وهو يصف السيارة امام بوابة المستشفى :- من اين تأتي الراحة ابي ؟ فى يوما واحد انهالت علينا المصائب
قال احمد :- قل الحمد لله بني
همس الحمد لله وهو يدور حول السيارة ليساعد والده فى الترجل منها.
استند بمرفق يده اليسرى على الزجاج واضعا جبينه فوقها يتطلع الى جسد نور المسجى على السرير من خلف زجاج غرفة العناية المشددة يحرك كفه الايمن عليه كأنما يتلمس جسدها يسأل اخيها الواقف الى جواره بألم :- ماذا قال الطبيب؟
اجابه :- اخرج الرصاصة التى اخترقت ظهرها واستقرت فى رئتها اليمني وستبقي متصلة بالأجهزة الى ان تستطيع التنفس بصورة طبيعية.
ازال دموعه العالقة بأهدابه وقال :- حسنا اذهبوا انتم وسأبقي انا بجانبها.
اعترض عبد الله :- سأبقي انا الا تري حالة والدك ؟
ابتسم متهكما بأسي :- انظر انت الى والدتك حالها لا يختلف كثيرا عن حال ابي اعدهما الى المنزل وابقيا مع ابي الليلة.
هم عبد الله بالاعتراض لكن اسكته عمار بقوله :- لا تزيد المي لن استطع تركها هيا جد طريقة تقنع بها والدتك فرأسها يابس كحمقاءِ هذه.
حمل عبد الله طفلته النائمة بحضن جدتها ليذهب الجميع الى منزل احمد ابو العز بعد نقاش طويل لإقناعهم.

****ان اعجبك الفصل لا تنسي ان تترك تعليقا****

أتعدني بالبقاء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن