الفصل الرابع عشر

70 6 2
                                    

مر عليها يومان قضتهم فى عزلة تامة لم تغادر غرفتها بالفندق ملامحها يكسوها الحزن واليأس ندمت على مشاعر نمت داخلها تجاهه صدمها خذلها وطعنها بنفس السكين الذى تعاني منه على يد اكرم ضغط على جراحها جعلها تنزف أكثر ايقنت الان انه لا يختلف عن أكرم النجار وعن يحيى الألفي ومنصور زوجها السابق فى شيء لديها كل الحق فى خوفها منه نهضت عن فراشها ودلفت الى الحمام الملحق بالغرفة وهى تبكي. لمحت انعكاس صورتها بالمرأة الموجودة اعلى حوض الغسيل ففشلت فى التعرف على ملامحها تأملت وجهها الاحمر المنتفخ من كثرت البكاء والهالات السوداء التى غطت اسفل عيناها الفاقدة للبريق وللحياة لامت نفسها هى من تركت العنان لمشاعرها أن تحيد عن مسارها الذى رسمته لها بعد طلاقها الم وصفعة جديدة تضاف على عاتقها. نفضت هذه الافكار عن رأسها وملائت المغطس بالماء الدافئ ونزلت فيه أغمضت عيناها لتسترخي تحت فقاعات الصابون برائحة النعناع التى تحبها . ثم خرجت من الحمام بعد وقت ليس بالقصير وهى تلف بشكيرا حول جسدها وتجفف شعرها من قطرات الماء بمنشفه. وارتدت بجامة من الساتان ذات اللون الازرق الداكن ذات بنطال واسع تاركة العنان لشعرها الطويل يتهدل على كتفيها سمعت قرعا على الباب فسألت من بالخارج فأجابتها احدى الفتيات :- خدمة الغرف يافندم.
فتحت الباب وأولتها ظهرها تقول:- لم اطلب شيء
وقف عمار يكتف ساعديه أمام صدره ويستند بظهره على الباب بعد ان اغلقه قائلا:- علمت أنكِ لم تطلبي طعامًا ، ولم تخرجي منذ يومين تعاقبي من بعنادك هذا يانور!
ابتلعت ريقاها تجفف حلقها الذى جف من المفاجئة ثم التفتت اليه بثبات زائف حاولت اظهاره قائلة:- انا حرة فى نفسي. 
لم يسمعها كان يمعن النظر بها يتفحص ملامحها الحزينة والشاحبة وعيناها الذابلة من اثر البكاء المه قلبه عليها هو من اوصلها لهذه الحالة من الاكتئاب لاحظ خصلات شعرها المبتلة والمتمردة على وجنتها فتعلق بصره بها 
أفسدت لحظات تأمله فيها بجمع شعرها على شكل كحكه ومالت تلتقط حجابها من فوق الاريكة تغطيه استيقظ من شروده عائدا لقوته وعناده يقول:- حالة الاكتئاب المسيطرة عليكِ لن تحل مشاكلكِ.
قالت:- مشاكلي لا تعنيك
همس :- كل شاردة وواردة تخصك تعنيني
ثبتت بصرها عليه لدقيقة تفكر هل هو مدرك لتأثير كلماته عليها ام انه لم يقصد ما مفهمته ذمت شفتاها واغمضت عيناها لتفيق من وهمها ثم فتحتهما تسأل:- كيف علمت بمكاني ؟
أبتسم بغرور وقال:- انتِ في احد اكبر الفنادق المملوكة لشركتنا ولا شيء يصعب على عمار ابو العز. 
ابتسمت بمراره على الاغلب انها ستخسر أمامه من جديد هي لم تكن له سوء تحدى يجب ان يفوز به.
حل ازرار بذلته وجلس على الاريكة ووضع قدما على الاخرى ثم أشار لها بعينه كى تجلس مقابله وأخرج علبة سجائره يشعل واحده صمت قليلا يدرس ردود افعالها وحالتها وهو ينفس دخان سيجارته ببرود متصنع ليخفي حزنه والمه على حالها
سعلت عدت مرات أمامه مما جعله يطفأها على الفور ثم تنحنح ليجلي صوته وقال:- اتصلي بأخيكِ وخذي لي موعداً منه.
ردت عليه متهكمة :- لن يحدث
قال سريعا يهددها:- سيحدث ولن يعترض احد على زواجنا حتى لو كنتِ انتِ. وسيأتي أخيكِ إلي لإتمام هذا الزواج اتقاء للفضيحة بعد ان يري ما لدي.
ظنت انه يلمح للصور فردت عليه :- انت لن تفعل ذلك 
قال :- أنت تجبريني على فعل ذلك عندما تصرين على رفضي 
قالت ساخرة :- لذا تعاقبني بفضيحة هذا هو الحل الذي توصلت اليه؟
صاح :- تستحقي هذا لأنكِ غبية لا تستوعبي اني اريد حمايتك من ذاك الحقير الذي يطاردك
التمعت عيناها بدموع تجاهد لإخفائها وهمست بحسرة:- انت تفعل مثله جميعكم تشبهون بعضكم. 
أغمض عيناه شاعرا بألم فى كلماتها والحسرة الظاهرة فى عيناها ونبرة صوتها المتهدجة
اعطته ظهرها ورفعت رأسها تتطلع لسقف الغرفة تستنشق أنفاسها وتحاول وئد دموعها الحبيسة تقول:- عرضك مرفوض سيد عمار.
جذب ذراعها يعيدها امامه مرة اخرى مكملا بحنق اكبر من شدت عنادها:- سددتِ جميع الطرق في وجهي وليس لدي صبر على عنادك يانور.
نزعت ذراعها من قبضته تصيح بحدة :- لن أفعل شيء رغما عني مهما فعلت.
اخرج ورقة من جيبه وقال:- اقرأِ هذا العقد قبل ان تصري على العناد وما اريده حدث بالفعل
أمسكت الورقة بيدها عائدة للخلف حتى هوت جالسه على المقعد تتطلع ما دون عليه بصدمة تهمس :- هذا عقد زواج !!
صمت لدقائق ثم أقترب منها ببطيء وأزاح حجابها عن رأسها يحرر شعرها الذى يعشقه متمردا متعمد ارباكها كعادته وقال:- هل تتذكرين عندما أخبرتكِ أن أي شيء يخصني سيكون من أولوياتك؟ 
رفعت بصرها تطالعه فى ذهول فهز رأسه أجابا معلنا انها زوجته من وقتها مزقت الورقة تصرخ فى وجه :- هذا احتيال انت خدعتني هذا العقد باطل.
داعب وجنتها بأبهمه وقال بهدوء حذر تحسبا لرد فعلها:- زواجنا قانونى يانور موثق وهناك شهود عليه
هزت رأسها مستنكرة تهتف ببكاء :- كل يوم جرح جديد على يدك لما تفعل هذا بي؟
اجابها :- كي لا تبتعدي عني
قالت :- مرة أخرى تريد خداعي. تدعي تعلقك بي منذ متي تعرفني حتى تجعلني أوقع على هذا العقد !
اجابها :- منذ أن رأيتك تبتسمين وعندما ركضتي للاختباء في غرفتك وعندما تأكدت أنك أرملة عمي عامر. 
فغرت فاها غير مصدقة ثم هتفت بعد صمت طال لدقائق:- آها. الان فهمت. نصيبي فى الشركة يالا غبائي كيف لم افكر في ذلك؟
نهضت تدور حول الاريكة تصفق بكفيها تتابع حديثها :- برافو. عمل جماعي رائع احمد بك يراسلني للعمل معك وانت تجبرني على توقيع عقد دون ان تعطيني فرصة لقراءته!!
اقترب منها ثم وضع يده على كتفها يقول:- اعلم انك مصدومة ولديك الكثير من الاسئلة سأجيبك عنها عندما تهدئي.   
أزاحت يده من فوق كتفها تهتف:- لا احتاج لأجوبة الصورة واضحة فقط سؤالا واحد اريد الإجابة عليه الان. لما تصر على موافقتي وانت بيدك انهاء اللعبة او لنقول لما كنت تتلاعب بي ؟
قبض على اكتافها يهزها بعنف قائلا:- لأني أريدك. اريد ان اكمل حياتي معكِ بأراداتك صبرت عليكي كثيرًا وأنت تزيدي في عنادك
دفعته للخلف تصرخ:- كيف اوافق ؟ انت تتزوج وتطلق على هواك لن أشعر بالأمان معك والآن ازداد رفضي لأنك تزوجتني فقط من اجل حصتي في الشركة.
رد عليها :- تفهمينني بشكل خاطئ دائمًا والوقت كفيل ان يثبت لكِ العكس
مسحت دموعها وقالت :- الان فقط تأكدت ان معي كل الحق فى الخوف منك لا فرق بينك وبين أي شخص دخل حياتي ودمرها.
التفتت تعطيه ظهرها تكمل بألم :- الزواج يتطلب موافقتي وأنا أرفض حتى لو كنت اح..........
اغمضت عيناها بقوة تقطم شفاتها كى لا تكمل. أدارها امامه وصاح بحدته المعتادة:- وافقتي ام رفضتي هذا لن يغير فى الواقع شيء انتِ زوجتي قانونا ولن اتنازل عنكِ ولن اسمح لاحد بالاقتراب منكِ.
لطمت خديها تقول بنحيب:- ماذا افعل لتتركوني وشأني انا سعيدة بمفردي
جذبها من يدها الى غرفة النوم فاتسعت عيناها وانتزعت كفها من يده انتزاعا بعد ان وقف امام الفراش تصرخ بارتباك:- ماذا تريد ان تفعل؟ أنا لا أعترف بهذا الزواج.
لم يهتم لكلماتها وفتح الخزانة ثم أخرج منها ثوبا وضعه امامها على الفراش وقال:- بدلي ملابسك سأنتظرك بالخارج لنذهب لتناول العشاء معًا.
صرخت ترفض:- لن أذهب معك إلى أي مكان 
خطى بضع خطوات للخارج ثم استدار يحزرها :- نور إذا لم تضعي عقلك برأسك سأفعل ما خطر ببالك لتصدقي أنكِ زوجتي.
وخرج صافقا الباب خلفه بقوة ضرب الاريكة بقدمه ينفس عن غضبه لم يرد فعل كل هذا لكنها هى من اجبرته على أظهار جانبه السيئ معها واضع كفييه على رأسه يجاذب شعره للخلف بقوة يسبها :- غبيه. حمقاء
طال انتظاره فطرق عليها الباب فخرجت ترتدي ثوبا غير ذاك الذي اختاره.
لم يريد أن يمر عنادها دون أن يضع لمسته فقوس فمه يعاينها وقال:- هذا الثوب جميلا لو اني رأيته من المؤكد كنت سأختاره يبدو اننا نتفق فى الذوق
قلبت عيناها لأعلى وزفرت انفاسها بضيق فابتسم واقترب منها ثني ذراعه الايسر حتى تتأبطه فرمقته بغيظ وتخطته
تطلع لظهرها يحك ذقنه النامي بأصبعيه وهمس محدثا نفسه:- رأسها كالصخر.
في اليوم التالي في الشركة أطلق هاتف عمار رنين بمكالمة من حارس بنايته يخبره عن رجل يريد مقابلة نور فسأله من هو فأجابه الحارس :- قال انه شقيقها سيدي.
قال :- حسنا اعلمها بقدومه.
قابلت شقيقها عبد الله بحفاوة عند باب شقتها وتشبثت برقبته كطفلة صغيرة حتى أنها نسيت إغلاق باب الشقة خلفه من فرحتها وشوقها اليه وكذلك كان حاله لا يختلف كثيرا عنها لكنه كان ينكر شوقه اليها ويعاند يبدو ان العناد ارث متأصل فى هذه العائلة حدثها بعد ان استراح قليلا:- أنا لست مطمأنا عليكِ وأنتِ بمفردك هنا. 
ردت عليه مبتسمه :- أنا بخير هنا أخي وستعود أمي للعيش معي مرة أخرى قريبا.
قال:- امي عادت الى المكان الذى تنتمي اليه بيت ابي رحمه الله ولن تأتي الى هنا.
اومأت متفهمه فاكمل :- اكرم طلب يدكِ مني مرة اخرى قبل سفره ولا أرى أي سبب لرفضكِ
توترت وفركت يدها معا وقالت مترددة :- أنا. لا أحبه. اخي 
صاح يعاتبها:- اى حب واي كلام فارغ هذا!! أنسيتي ما حدث لكِ بسبب هذا الوهم. انسيتي ماذا فعل بكي منصور عندما اصريتي على الزواج به رغما عنا؟
دمعت عيناها تقول :- لم ولن انسي اخي 
أصر قائلًا:- تركتكِ بمفردكِ الفترة الماضية لتفكري بدون ضغوط. لكن هذا يكفي. لن أعود بدونكِ وستتزوجين أكرم. هو الشخص المناسب لكِ.
اعترضت:- لن اتزوجه أخي. انا لي الحق في اختيار من سأتزوج ومع من اعيش
صرخ في وجهها غاضبًا مرة أخرى:- اختياراتكِ خاطئة ولن أترككِ تخطئ مرة أخرى. 
قالت له بصوت هامس مترددًة خائفًا من رد فعله:- انا قررت ممن سأتزوج
أمسك ذراعها يعتصره يهتف:- بدون أخذ رأيي فيه ومتى كنتِ ستخبرينني بعد الزواج ؟
ردت عليه متألمة :- اصرارك على زواجي من أكرم دفعني لفعل ذلك.
نظر لها مصدوما وهزها هزا عنيفا يصيح:- قولي انكِ لم تفعليها.
استجمعت شجاعتها الهاربة وقالت:- بل فعلتها اخي حتى لا تزوجني من ذلك المجنون. تزوجت عمار أبو العز.
اتسعت عيناه ورفع يده عاليا وهوى على وجنتها وأمسك عمار معصمه قبل أن يصفعها الصفعة الثانية بعد أن استمع لحديثهما يسأل:- من أنت لتضربها؟
نظر إليه عبد الله بغضب قائلاً وهو يحاول تحرير يده من قبضته :- أنا أخيها الذي لم تحسب حسابا لوجوده وتزوجت دون علمه
تطلع عمار اليه بسخط يقول:- آها اخيها !! اخيها الذي أراد تزويجها ممن حاول الاعتداء عليها بعلم زوجته. اخيها الذي لم يستمع لها ولم يستطع حمايتها ولم يشعر بمدى معاناتها.
صك عبد الله على اسنانه يحاول فك اثر يده وهتف بسخط :- لا تتدخل بخصوصيات لا تعنيك
زاد عمار من قوة قبضتها وهتف بضيق:- نور زوجتي وامرها يعنيني هل تعلم أنه اعتدي عليها فى المستشفى ليبتزها ويهددها لتقبل الزواج به كما اتي قبل سفره وهددها بخطفها
ارتخت ملامحه فتركه عمار يتطلع لشقيقته غير مصدق ما يسمع فأسقطت بصرها على الارض تبكى فى صمت فسألها:- هذا صحيح؟
هزت رأسها تؤكد ما سمعه فامسك ذراعها يهتف بحنق:- لما لم تخبريني؟
زاد بكائها وارتفعت شهقاتها تجيبه:- حاولت كثيرا لكنك لم تعطني أي فرصة وصفعتني أسأل امي.
اتسعت عيناه قائلا:- أمي تعرف أيضًا ولم تقل هذا يعني اني الغبي الذى لا يعلم شيء عن اهل بيته!
حاوط وجهها بكفيه وقال بعد صمت داما لدقائق :- كنت أظلمكِ بدلاً من حمايتكِ 
تعالت شهقاتها فاحتضنها متأسفا شعرت بان جبلا قد زاح عن كاهلها هى غير مجبرة لتحمل اكرم بعد اليوم مهما فعل.
تطلع عمار اليهما مبتسما وقرر المغادرة أوقفه عبد الله فالتفت اليه وقال:- انتظر اريد التحدث اليك.
رفع رأس شقيقته ومسح وجنتها مازحا :- اذهبي واعدي الغداء لنا اريد الحديث مع هذا الرجل قليلا.
مال عمار على اذنها اثناء مرورها من جواره عبر الباب وهمس:- باعترافكِ هذا قد حصلت على موافقتكِ حبيبتي.
غمز لها بطرف عينه عندما رفعت بصرها اليه بدهشه ثم دلف وجلس على احد المقاعد.
بعد صلاة الفجر ودع عبد الله شقيقته قائلاً:- بعد أسبوعين سآتي انا وامي وقرص وجنتها مكملا:- يوم زفافكِ اعتني بنفسكِ.
جلست فى شرفة شقتها بعد سفره تتذكر الليلة السابقة.
"دق جرس باب شقتها بعد الثامنة مساءا ففتح شقيقها للطارق وجده عمار يطلب مقابلتها فنادها وأفسح له الطريق لدخول.
أشار عمار لها بجلوس جواره على الاريكة وأخرج من جيب ستره علبة قطيفة زرقاء وفتحها فابتلعت ريقها بتوتر.
امسك بيدها يلبسه دبلة ذهبية وخاتما مطعم بالألماس يتطلع الى عينها ثم أمسك بخاتمه الفضي كى تأخذها وتلبسه له لكنها كانت تنظر بكف يدها بملامح لا تفسر. فسائلها بعد ان أطالت التحديق بالخاتمين :- إذا لم يعجبكِ ذوقي فيمكنكِ تغييره
زيفت ابتسامة ونفت ثم ألبسته خاتمه احتضنا وجهها بين كفيه وطبع قبلة طويلة على جبهتها متنفسا بارتياح انها أصبحت له فأغمضت عيناها متأثره.
اصيبت برعشه اجتاحت جسدها فجأة استشعارها بعد ان همس :- مبارك يا زوجتي
ابتلعت ريقها تبلل حلقها الذى جف تستشعر تأثير كلمته فتوترت أكثر هي اصبحت مقيدة بزواج تعلم أنه لن يدوم أخرجها من توترها كلمات أخيها بعد ان امسك يدها يتطلع على هدية زوجها:- مبارك نور. 
فهزت رأسها مبتسمه بارتباك” .
احتضنت ذراعيها تمسدهم بكفيها بعد ان عادت من ذكرياتها تشعر ببروده تداهم جسدها تنفست بعمق تتمنا ان يكون القادم أفضل .
أصر عمار على ذهابهم لشركة معا ممسك بيدها اليمنى وبدء يصافح موظفين شركته الذين تجمعوا حولهم مهنئين بعد ان زاع خبر عقد قرانهم 
قبض على يدها اكثر حينما حاولت فك اسرها من قبضته هامسا :- اهدئي حتى لا يصافحكِ أحد من الرجال.
لوت فمها بحنق تهمس :- يعتقد اني سأصدق أنه يشعر بالغيرة علي!! 
اقترب من اذنها يهمس:- اجل اغار 
ثم أبتسم لموظفيه يدعوهم الى حفل زفافهم بعد اسبوعان وعلى الجميع الحضور
سالته بضيق من أفعاله بعد ان دلفا الى مكتبه:- أي حفل ستقيمه لزواج تعلم انه لن يدوم طويلا؟
أجابها بطريقة رومانسية:- أريد أن أقول للعالم أجمع أني تزوجت بأجمل وألطف فتاة.
أحمرت وجناتها خجلا تقول بارتباك :- الحفلات والافراح هذه لمن يتزوج لمرة الاولي وانت تعلم اني ......
وضع كفه على وجنتها يقاطعها:- كونكِ مطلقة وأرملة ليس لكي الحق في ان تعيشي وتفرحي كباقي الفتيات؟
تتطلع اليه ودموع بعينها:- لما تفعل كل هذا ؟
أجابها دون تفكير:- لأني أحبكِ وأريد أن أثبت لكي أن زواجنا سيستمر لبقية حياتنا
ابتسمت متهكمه :- خدعة جديدة من خدعك؟
اجابها :- قريب جدا ستتغيرين فكرتكِ عني. 
استدارت تمسح دموعها لتغادر المكتب فأوقفها يقول:- الى اين؟ 
اجابته دون التفات:- الى عملنا.
قال :- تعالى الى هنا لم اذن لكي بالذهاب. 
عادت امامه من جديد مرتبكه تعبث بأصابعها وتبتلع ريقها.
حملق بعينيها لثواني ثم قال:- لا اريدكِ ان تبكي مرة أخرى. 
ثم حاوط وجنتيها بين كفيه مكملا:- اعدكِ سأحميكِ واحاول اسعادكِ دائما.
لمست كلماته عاطفتها فرفعت عيناها اليه تأثرا ودون ايراده منها انسلت دمعه فهتف :- وكأني لم اقل شيئا. عودي الى عملكِ نور والا بحثت عن موظفه جديدة تطيعني.
بعد قليل احضرت له قهوته المعتادة وفركت يدها متردد فى طلبها:- سيد عمار اريد السفر الى القاه...  قاطعاه :- هششش. ماذا؟!
نهض عن كرسيه واقترب منها أمسك يدها وأجلسه على المقاعد ووضع أنامله اسفل ذقنها ورفع رأسها اليه يهمس:- لم اسمع من قبل عن زوجة تتحدث مع زوجها بألقاب!
ارتبكت أكثر حاولت التهرب من نظراته ببصرها فى ارجاء الغرفة تقول:- أريد الذهاب إلى منزل اخي ليومين.
عاد الى كرسيه وقال:- نذهب معا 
نفت :- لا سأسافر بمفردي 
تحولت ملامحه الى الضيق قائلا:- لا يمكن ان اوافق لا أعلم ماذا يخطط له ذلك الحقير الآن.
مسح وجهه بضيق عندما تبدلت ملامحها للحزن ووافق على مضض:- حسنا سأحجز لكي تذكرة طائرة وسيأخذك سائق ابي إلى المكان الذي تريديه من المطار ويبقى معك حتى تعودي.
ابتسمت شاكره فأكد عليها :- يومين فقط ولن تذهبي بعد ذلك الى أي مكان إلا معي.
أومأت موافقة ونهضت تفتح الباب لتغادر لكنها تذكرت شيء ما اوقفها يقول مازحا :- لما توقفتي ؟ هاتي ما عندكِ 
عادت امامه من جديد تقطم شفتاها وتفرك كفيها تهمس بارتباك:- عصافيري
أسند مرفقه على سطح مكتبه واضعا كفه اسفل ذقنه يقول:- الارتباك والتردد الواضح عليكي من اجل عصافيرك!!!
تنهد يهز رأسه بيأس يكمل:- ظننتكِ ستطربين اذني بكلمات الحب والغرام.
تنهد يكمل بيأس:- اعطني مفتاح الشقة يانور 
ابتسمت وهي تعطيه نسخه لمفتاح شقتها وأسرعت للخروج 
نادها يتلذذ بنطق حروف اسمها :- نوووور
وصمت للحظات يتطلع اليها بعد ان التفتت مبتسمه ثم قال:- اذهبي واستعدي للسفر.

أتعدني بالبقاء؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن