الفصل الثاني عشر

348 15 3
                                    

#لـِ مريم نصر "ظلال خفية"

#آنين روحي.

#الفصل الثاني عشر.

فرفع رحيم يده في الهواء ثم قال بحنان :
"اهدي اهدي انا ماعملتش اي حاجه."
فهدأت غنوة عن الصراخ واعتدلت في جلستها قائلة بنبرة ناعسة :
" نعم؟ عايز ايه؟ في ايه؟ بتصحيني ليه؟"
فصدرت ضحكة خافته من رحيم ثم قال :
"ايه كل الأسئلة دي؟"
ثم قال بجديه :
"والدتي جايه دلوقتي."
فضمت حاجبيها بتعجب قائله بتساؤل :
" في الوقت ده؟"

فأماء برأسه مردفًا :
"ايوه علشان قلقانه عليا وكده يعني، المهم انا هحكيلها كل اللي حصل وماما طيبة ماتقلقيش. "

فوضعت يدها على وجهها وتذكرت عندما قام والدها بصفعها ثم أردفت بخفوت :
"ربنا يستر. "
فقال بابتسامة :
"عاجبني اوي انك بدأتي تتفاعلي معايا. "
فنظرت له بإشمئزاز ثم قالت :
"اتفاعل؟! انا عمري ما هتعامل معاك زي البشر غير لما تجيب دليل برأتك. "
فتنهد بحزن قائلًا :
"ان شاء الله قريب، المهم انا جيت اعرفك بس ان ماما جايه."
فأماءت برأسها مردفه :
" تمام."

فنهض رحيم وغادر الغرفة بدون حديث اخر وتوجه إلى المطبخ وقام بفتح الثلاجة فوجدها فارغه، فتنهد بغيظ لانه لم يحضر بعض الاطعمة في المساء ثم توجه إلى غرفته وقام بتبديل ملابسه وغادر المنزل لشراء بعض الاشياء اللازمه للمنزل.
بينما غنوة عندما استمعت إلى صوت غلق الباب انهضت من على الفراش وأخرجت رأسها من الباب بحثًا عنه لكنها لم تجده، فخرجت من غرفتها وظلت تدور في المنزل كي تتعرف عليه ثم لفت انتباهها الحقائب التي توجد امام باب المنزل، فقررت إدخالها وأثناء حملها للحقائب شعرت بأن احد الحقائب مألوفه لها فأقتربت منها وقامت بفتحها فوجدت ملابسها وكتبها الدراسية، فشكرت رحيم بداخلها ثم قامت بأدخال حقائب رحيم إلى غرفته وحملت حقيبتها وتوجهت إلى غرفتها ثم أخرجت ملابس لها ثم توجهت إلى المرحاض لكي تستحم.

ذهب رحيم إلى أحد محلات البقالة وقام بشراء بعض الاطعمة وعاد إلى المنزل بعد نصف ساعة فاستمع إلى صوت المياة في المرحاض، فدلف إلى المطبخ وقام بوضع الطعام في الثلاجة ثم مرح وجلس على الاريكة.
بينما غنوة بعد أن انتهت مرحت من المرحاض فوجدته جالس في الصالة، فأقتربت وجلست على أحد المقاعد ثم قالت بهدوء :
"شكرا على الشنطة."
فابتسم قائلًا :
"العفو، انا ماعملتش حاجه."
ثم نظر إلى ذراعها المجبر مردفًا بتساؤل :
"الدكتور قالك هيتفك امتى؟"
فأجابت بهدوء وهي تنظر إلى ذراعها المجبر :
"كمان تالت اسابيع كده."
فأماء برأسه قائلًا :
"بتاخدي ادويتك؟"
فأماءت برأسها مجيبه :
" ايوه. "
فاعتدل في جلسته قائلًا بجديه :
" بصي يا غنوة انا عارف ان اللي انتي مريتي بيه كان صعب الفترة اللي فاتت بس لازم ترجعي لدروسك ولمذكرتك وانا معاكي ماتقلقيش."
فضمت حاجبيها بتعجب ثم أردفت بتساؤل :
"ليه؟"
فقال بهدوء :
" هو ايه اللي ايه؟"
فأردفت ومازالت على وضعها :
"ليه بتعمل كده؟ انت اذتني، ليه بتعاملني حلو؟ وليه بتهتم بيا؟"
ثم قالت بصوت مرتفع قليلًا :
" قولي ليه؟! "
فأجاب بابتسامه هادئه :
" علشان انا مش وحش يا غنوة صدقيني كل اللي حصل ماكنش بأرادتي ولا بمزاجي، وأنا مستحيل اعاملك بطريقة وحشه علشان انتي مالكيش ذنب في اللي حصل. "
فقالت بسرعة :
" طب وهو دليل برأتك اللي قولت عليه ده هشوفه امتى؟"
فهز كتفيه بعدم معرفه ثم قال :
"بصراحه ماعرفش الموضوع في ايد نور وهو ماقليش امتى. "
فأماءت برأسها قائلة بتفهم :
" ان شاء الله خير. "

وبعد أن انتهوا من حديثهم استمعوا إلى جرس المنزل، فنهض رحيم بهدوء وتوجه إلى الباب َثام بفتحه فظهرت منيرة وعلى وجهها ابتسامة متسعة واقتربت من رحيم وقامت بضمه وهي تقول :
" وحشتني يا رحيم، وحشتني اوي يا رحيم."
فربت رحيم على ظهرها مردفًا :
" انا كويس يا ماما ماتقلقيش."

ثم ابتعدوا عن بعضهم واشار لها رحيم بالدلوف، فدلفت وأغلق رحيم الباب ودلف خلفها وبمجرد أن وقعت انظارها على غنوة نظرت إلى رحيم بتعجب مردفه بتساؤل :
"مين دي؟"

بينما غنوة كانت تقف وهي تشعر بالارتباك وتضغط بأسنانها على شفتها بعنف.

فأجاب رحيم على والدته بهدوء :
"مراتي."
فنظرت له منيرة بصدمه وجلست على الأريكة وهي تحاول استيعاب هذه الكلمة ثم قالت :
"مراتك؟! مراتك ازاي؟!"
فجلس بجانبها وأمسك يدها قائلًا :
" انا هحكيلك كل حاجه."

ثم نظر إلى غنوة واشار لها بعينه كي تجلس وبالفعل جلست على احد المقاعد القريبة منهم وبدأ رحيم يقص كل شيء قد حدث في هذه الليلة المشئومة إلى والدته وبعد أن انتهى من حديثه سحبت منيرة يدها من يده ونهض وهي تنظر له بغضب ثم قامت بصفعه، فشهقت غنوة بصدمه ووضعت يدها على فمها بينما رحيم لم يصدر اي ردة فعل، فقالت منيرة بغضب :
"ليه يا رحيم تعمل في بنت الناس كده؟ هو انا ربيتك على كده؟ حرام عليك يا رحيم."
فنهض قائلًا بهدوء مصطنع :
"بس انا وقتها ماكنتش في وعي."
فأردفت بغضب قد فاق الحدود :
"وايه اللي يثبت كلامك؟ مش ممكن كنت وقتها في وعيك وبتقول كده علشان بترء نفسك!"
فقال برجاء :
"بس يا ماما…. "
فقاطعته بصوت مرتفع :
" انا مش امك، هاتلي دليل برأتك الأول المفروض تتكلم لما تجيب دليل برأتك لكن ايه البرود اللي انت فيه ده؟"
فقال بغضب :
"بس انا برئ، انا ماعملتش حاجه وانا في وعي. "
فصفعته منيرة مرة أخرى ثم أردفت بغضب :
" غور من وشي هات دليلك وبعدين ابقى تعلالي."

فنظر رحيم إليها بغضب من عدم تصديقها له ثم غادر المنزل، فالتفتت منيرة إلى غنوة فوجدتها تبكي بصمت فأقتربت وجلست بجانبها قائلة بحنان :
" ماتقلقيش تعتبريني والدتك من النهاردة."
ثم جذبتها إلى احضانها، فبدأت غنوة في البكاء بصوت مرتفع وهي تتشبث في ملابس منيرة فهي قد اشتاقت إلى الحنان فمند ان علم والديها ما حدث لم الحنان ترى الا في عين رحيم والذي كان متردد في تقديمه.

#لـِ مريم نصر "ظلال خفية"

كل سنة وانتوا طيبين بجد وحشتوني اوي وغنوة ورحيم وحشوني متنسوش النجمة بتاعتي ورايكم وادعولي ان ربنا يوفقني في دراستي ❤️

آنين روحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن