الفصل الرابع

469 30 9
                                    

#لـِ مريم نصر "ظلال خفية"

#رواية آنين روحي.

#الفصل الرابع.

كانت غنوة تستفرغ بعنف وتقف خلفها دعاء وبعد أن انتهت جلست على الأرضية وبدأت في البكاء بعنف، فهبطت دعاء لها وقامت باحتضانها قائلة بقلق مصطنع :

"مالك يا غنوة؟ فيكي ايه؟ انتي ليه مش مضبوطة بقالك فترة؟ "

فمسحت غنوة وجهها بكفيها ثم نهضت قائلة بهدوء مصطنع :

"لا انا تمام بس تعبانة شوية والمفروض اني استريح." 

فربتت دعاء على ذراعها ثم أردفت :

"طب ما تستأذني وتروحي." 

فأماءت غنوة برأسها قائلة بارتباك حاولت اخفائه :

" ما انا هعمل كده. "

ثم خرجوا من المرحاض وتناول غنوة حقيبتها وذهبت إلى السكرتارية قائلة :

"لو سمحتي انا تعبانة اوي ومش هقدر احضر الحصة. "

فأردفت الفتاة بتساؤل :

"طب هتعرفي تروحي لوحدك ولا نبلغ حد في البيت يجي ياخدك؟" 

فأجابت غنوة بهدوء :

"لا لا انا هعرف اروح، بس للاسف مش هقدر احضر الحصة." 

فأماءت الفتاة برأسها قائلة بتفهم :

"فهمتك، ربنا يشفيكي. "

فرسمت غنوة على شفتيها بسمة مصطنعة ثم أردفت:

"شكرا." 

ثم خرجت من السنتر وظلت تسير وهي تبكي فهي لا تعلم ماذا يحدث معها، فلقد دُمرت حياتها  أصبحت لا تستطيع التركيز في دروسها ولا حتى حضورها، أصبحت منفردة عن العالم، أصبحت تكره الحديث وتعشق الصمت، فقد انقلب كيانها بأكمله ولا تعلم ماذا يجب عليها ان تفعل، وبعد قليل وصلت إلى منزلها ودلفت بسرعة إلى غرفتها دون حديث فهي كل ما تريدة الان هو الإبتعاد عن العالم بأكلمه، فألقت جسدها على الفراش دون أن تبدل ملابسها وغطت في سبات عميق. 

في الخارج نظر حسين إلى باب غرفة غنوة بتعجب ثم أردف :

"انا مش عارف البت دي ايه اللي جرالها؟ نفسي اعرف ايه اللي شقلب حالها وكيانها كده. 

آنين روحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن