الفصل التاسع

424 23 2
                                    

#لـِ مريم نصر "ظلال خفية"

#آنين روحي

#الفصل التاسع

بمجرد أن رأى حسين رحيم ركض في اتجاهه وامسكه من ملابسه بينما غنوة انكمشت أكثر على نفسها فهي تشعر برعب شديد.

صرخ حسين في وجه رحيم قائلًا :
" وكمان ليك عين تيجي هنا؟ "
فأردف رحيم بهدوء مصطنع دون أن يتخذ رد فعل :
"صدقني حضرتك انا ماكنتش في وعيي وقتها."
فقال حسين بسخريه :
"ليه وهي اتحايل عليك علشان تتهجم عليها ولا شربتك حاجه اصفره؟"
فأزال رحيم يد حسين من على ملابسه بهدوء مردفًا:
"اهدى بس وتعالى نتكلم. "
فأردف حسين بغضب :
"أهدى؟! عايزني أهدى بعد اللي حصل؟! ده انتوا حطيتوا راسي في الطين. "
فنظر رحيم إلى الأرض بخجل ثم قال :
"صدقني حضرتك في حاجه غلط حصلت وقتها وقريب اوي هثبت برأتي واني ماكنتش في وعيي بس تعالى نتفق على حل المشكلة."
فأجاب حسين بتهكم :
" ليه؟! وهي المشكلة دي ليها حل غير الجواز؟ "
فقال رحيم بهدوء :
" اكيد لا بس انا عايز حضرتك تهدى علشان نتفق على كل حاجه."

وبالفعل جلسوا على الأريكة التي في الغرفة ومازالت غنوة تراقبهم وهي منكمشة من الرعب، فألقى عليها حسين نظره ساخره ثم نظر إلى رحيم مردفًا بسخريه :
" اشجيني. "
فتجاهل رحيم سخريته مردفًا بجديه :
"انا مستعد اتجوز غنوة في أقرب وقت ممكن وبرضو في أقرب وقت ممكن هثبتلكم براءتي."
فأجاب حسين بقسوة :
"وليه في أقرب وقت؟ حالا تجيب المأذون وتكتب عليها وتاخدها معاك وانا من النهاردة ماعنديش بنت اسمها غنوة."

وعندما استمعت غنوة إلى حديث والدها هبطت دموعها بغزارة ولم تتحدث بينما رحيم نظر إلى حسين بصدمة ثم أردف :
" ايه اللي حضرتك بتقوله ده؟ ماينفعش كده."
فقال حسين بقسوة شديدة :
" اللي عندي قولته. "
فأماء رحيم برأسه ثم أردف :
" تمام هتجوزها. "

ثم نهض وأخرج هاتفه وابتعد عنهم قليلًا وقام بالاتصال بنور وعندنا أجاب نور قال له رحيم بسرعة :
"نور هات مأذون وشاهد وتعالى على المستشفى تحديدًا اوضة غنوة. "

ثم أغلق الخط دون أن يستمع إلى جواب نور بيننا نور نظر إلى الهاتف بصدمه قائلًا ببكاء مصطنع :
" منك لله يا رحيم يا ابن أم رحيم مالقتش انام ربع فساعة، منك لله."

ثم نهض وقام بتبديل ملابسه مرة أخرى وذهب إلى أقرب مأذون وتوجه معه هو وشخص آخر إلى المشفى وفي خلال ساعة كانت غنوة زوجة رحيم وبعد أن رحل المأذون والشاهد نظر حسين إلى غنوة وقال بجمود :
"من النهاردة تنسي ان ليكي اب وانا بنتي ماتت في المستشفى. "
فاقترب نور منه قائلًا بهدوء :
"ماينفعش اللي حضرتك بتعمله ده، صدقني رحيم رحيم وعمرة ماعملوش حاجه وغنوة اصلا المجني عليها ليه بتعاقبها؟"
فأردف حسين بلامبالاة :
"اللي عندي قولته."

بينما غنوة كانت تجلس على الأريكة التي في الغرفة وتبكي بصمت، فاقترب رحيم منها في محاولة منه للتخفيف غنها لكنها صرحت بعنف قائلة :
" اوعى تقرب مني، إياك. "
فرفع رحيم يده في الهواء مردفًا بهدوء :
" خلاص مش هقرب منك بس أهدي."

وبالفعل جلس مبتعدًا عن غنوة بينما نور نفخ بضيق ثم أردف :
"طب ياجماعة ما احنا مش هنقضي الباقي من عمرنا في المستشفى."
فنهض رحيم قائلًا :
"طب انا هروح أخلص إجراءات الخروج على ما غنوة تجهز."

ثم غادر الغرفة بدون حديث آخر بينما نور جلس على احد المقاعد القريبة من غنوة ثم قال بجديه :
"بصي يا غنوة انا عارف ان اللي مريتي بيه مش سهل بس صدقيني رحيم وقتها ماكنش في وعيه وانا هثبتلك ده قريب جدًا بس كل اللي طالبة منك انك تحاولي تسامحيه علشان تقدروا تعيشوا مع بعض وتقدروا في المستقبل تربوا ابنكم، تمام يا غنوة؟"
فقالت غنوة بجفاء وهي تنظر له بعدوانية :
" وانا ايه اللي يخليني اصدقك؟ ما انت اكيد صاحبه وبتداري عليه."
فأجاب بيأس :
" عندك حق، بس حاولي تصدقينا وقريب جدا هنثبت أن رحيم ماعملش اي حاجه بارادته. "
فقالت بسخريه :
" لما يجي وقتها بقى. "

فنظر نور إلى يده ولم يجيب بينما غنوة ظلا تفكر في والديها وفيما سيحدث بعد قليل وإلى أين سيأخذها رحيم.
بعد قليل عاد رحيم قائلًا :
"يلا علشان نمشي. "

فنهض نور واقفًا ثم نظر إلى غنوة حتى تنهض وبالفعل نهضت غنوة وسارت خلفهم حتى وصلوا إلى مكان سيارة نور، فصعدت غنوة في الخلف ونور أمام المقود، فنظر رحيم إلى نور من النافذة مردفًا :
"هروح اجيب العلاج بتاع غنوة، خمس دقايق وجاي."
فقال نور بجديه :
" تمام مستنيك."

ثم رحل رحيم وظلت غنوة صامتة لا تتحدث وايضا نور كان يعبث في هاتفه دون حديث.
وبعد ربع ساعة عاد رحيم وصعد بجانب نور وتوجه نور إلى منزل رحيم وبمجرد أن رأت غنوة المكان رفضت الهبوط من السيارة.

#لـِ مريم نصر" ظلال خفية "

متنسوش النجمة بتاعتي ومتنسوش تقولوا رأيكم في الكومنتات ♥️

آنين روحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن