كوتايسي- جورجيا/عام 2065.
ــــــــــــــــــــ
«جلادٌ بعباءة ولي؛ و وليٌّ بعباءة جلاد!»
ــــــــــــــــــــ
ترجلت إيما من سيارتها، و صفقت الباب بقوة، و أدى ظهورها المفاجئ على عتبة مستودع «كورا» إلى تذبذب الحراس الضخام و تبلبل عقولهم مفكرين في سبب زيارتها، فلا أحد غير آيــغــور يقترب من المستودعات الخاصة بكوتايسي. تبعها مساعدها المخلص جوني قلقا من عنادها اللامتناهي، انتزعت إيما نظاراتها السوداء، و خاطبت الحراس الثلاثة آمرة:
-افتحوا المستودع.
-آسف، لدينا أوامر بعدم إطاعتك!حدجته إيما بنظرة ثاقبة مدركة مصدر أوامر كهذه، إيلونا الخبيثة طبعا! تهيَّأ جوني للهجوم على الحارس الذي تكلم للتو قائلا:
-افتح البوابة أيها النجس! ألا ترى من تقف أمامك؟
تعرق الحارس، و شعر بالضآلة رغم ضخامة حجمه، إنه بكف يده يستطيع أن يطوي الأرض بخمسين امرأة في مثل حجمها، لكنه يعرف أنها ليس امرأة عادية، قدها الرشيق يخفي براعة قتالية عالية، و هدوؤها خادع! لقد دربها آيــغــور وسط شوارع المصارعة غير القانونية و معتقلات السفاحين لتصبح سلاحا بشريا فتاكا... و أقوى من مائة رجل! لكن من جهة أخرى هناك إيلونا التي هددته بقتل عائلته في حال أفرج عن الرهائن قبل عودة زوجها من روسيا!
هدأت إيما ثورة جوني الذي يحبها كأخت حقيقية له، و يتحرك طوع بنانها دون شكوى أو ملل، و بينما كانت تلعن زوجة خالها في أعماقها، قالت متوعدة الحراس:
- في غياب الزعيم آيــغــور... لا آمر غير إيــمــا!
أضافت و هي تكزُّ على أسنانها:
-و بما أنكم خالفتم هذا القانون، فأنتم خارج العمل منذ اللحظة!
لم تنتظر تحرك أي منهم، ركلت البوابة بعقب حذائها الصلب، و مع قسوة الكعب العريض و حدة الغضب الذي تدفق من جسدها بجنون... انشقت البوابة إلى نصفين و كشفت عن طوني و بقية رجال الــقــيــصــر! تقدمت و في أثرها مساعدها، شملت أجسادهم المقيدة إلى سبعة كراسي خشبية بلمحة خاطفة باحثة عن آثار متوقعة للعنف، و لأنها أقسمت على الإطاحة بكل ذراع تلمس شعرة واحدة منهم، فقد اطمأنت لسلامتهم التامة، و مضت بعجالة تحررهم بمساعدة جوني.
حدق بهما طوني مصعوقا بعدما تعودت عيناه على الضوء القوي الذي دلف معهما المستودع، إيما نفسها و أحد رجالها يُعيدان لهم حريتهم، هز رأسه حائرا لثوان، ثم بكى مسترجعا ذكرى بشعة، و قال مكشرا عن ألم حقيقي:
أنت تقرأ
البحث عن شياطين|𝕷𝖔𝖔𝖐𝖎𝖓𝖌 𝕱𝖔𝖗 𝕯𝖊𝖒𝖔𝖓𝖘
Mistério / Suspenseإنها الوحيدة التي صوبت مسدسها إلى صدر الوحش و أطلقت عليه بعينيها، هي إيما شيطانة الشرق و سليلة أخطر عصابات جورجيا، و هو سيزار قيصر الغرب و يحرك نصف العالم بأصابعه، تفصلهما حدود لا تنتهي، و أسرار، و حروب دامية، لكن ماذا لو اجتمعا بين سماء رحيمة تمطر...