”هذا ليس قلبي... هذه أنتِ تسكنينَ يسار الصدر!“
…
غابات سايريمي (كوتايسي) - جورجيا / عام 2065.
إلتقط بلاك أنفاسه بعد ليلة عذاب جنونية، يطالع بنظرات متأرجحة جنون الغضب في أزواج الأعين المتفرسة به، اللعينة ذات البؤبؤين السوداوين لم ترحمه للحظة واحدة، أذاقته كل ألم طالته أفكارها، جعلته يتذوق من كأس سكبها لغيره آلاف المرَّات، و كلما أغراه النعاس و مال رأسه على كتف، توقظه بالمياء الصاقعة، و تستأنف كيَّه حيثما أشارت رغبتها.
رفعت آيلا قطعة الحديد ضاحكة و هي تخاطب إيما المتجمدة من الصدمة:
-عذَّبكِ بشيء كهذا، صحيح؟
لوحت بها مضيفة و هي تجاهد كي تستمر بالوقوف:
-لم أثأر لكِ بالشكل المطلوب إيما، لكنني... أعدته إلى نقطة الصفر!
أخذت إيما خطوتها الأولى نحو أسوء شخص طرق حياتها و هشم الكثير منها، لم تعرف هل هي العدالة أم سخرية الأقدار... أن تلتقيه بنفس المكان الذي جمعهما سابقا؟!
يبدو أن ذلك الجزء الجميل من غابات سايريمي يحب إجترار المآسي!
من يرى مهابة أشجار الصنوبر و تعريشات التوت البرية و هي ترسل أعناقها نحو السماء، و سحنة التراب العنبرية و هي تتبرج ببياض الثلوج و تتحلى بخُمرة الأوراق المتساقطة، لا يصدق أنها شهدت بداية أطول شتاء فضيع مر على الكون، الشتاء الذي لا زال ينهمرُ بغزارة داخل إيما!
إنها تعرف هذا المشهد، تعرف الشجرتين اللتين قُيِّدَ إليهما الوحش، كانت هي هكذا من قبل، هذا هو تكرار التاريخ لنفسه، نفس المكان، نفس التفاصيل، نفس الروائح حتى!
إلتفتت صوب الكوخ، صوت سفيتلانا لا يزال عالقا هناك: «إياكم أن تلمسوا إبنتي!».
«حسنا! لقد لمسوا تلك الإبنة... كسروها... و بعثروا كل قطعة في فراغ معتم يا سفيتلانا!»
جزَّت أسنانها، و عادت بنظراتها إلى الرجل المقيد، تشدد قبضتيها إلى جانبيها، كأنها بذلك تسحق الفراغ الذي تخيلته يلتهم وجه إيما الطفلة! نشبت عينيها الخضراوين بسواد عيني بلاك، تسأله بصمت ما إذا تذكرها! و إسترجع مثلها تفاصيل تلك الليلة التي لم تنتهِ بالنسبة لها...!
صدقا! الليلة التي تبقى حية لإثنتي عشرة سنة... قاسية حقا!
بدا بلاك غير آبه بعذابه، و لا إهتمام يذكر لديه بغيظ إيما و حرقتها الطافحة على قسماتها، كل ما شغل عينيه و حقن أنفاسه في زفرات عنيفة... كونه مقيدا بلا حول... و في مواجهة غير متكافئة مع سيزار بالذات!
أنت تقرأ
البحث عن شياطين|𝕷𝖔𝖔𝖐𝖎𝖓𝖌 𝕱𝖔𝖗 𝕯𝖊𝖒𝖔𝖓𝖘
Mistério / Suspenseإنها الوحيدة التي صوبت مسدسها إلى صدر الوحش و أطلقت عليه بعينيها، هي إيما شيطانة الشرق و سليلة أخطر عصابات جورجيا، و هو سيزار قيصر الغرب و يحرك نصف العالم بأصابعه، تفصلهما حدود لا تنتهي، و أسرار، و حروب دامية، لكن ماذا لو اجتمعا بين سماء رحيمة تمطر...