الفصل 38: الشيطانة فيدالغو!

10.1K 517 366
                                    

يمرُّ بروحي سرًّا... فتتكتَّمُ الدنيا؛ و يَشِي به الورد الأحمر!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصر فولكوف (موسكو) - روسيا / عام 2067.

تقلَّب لوديس باضطراب مفتقدا صوته، قبل أن يقفز من فراشه متصببا بالعرق، يلهث بشدة، يفرك عينيه هنيهة، ثم ينظر حوله بجحوظ و هو يستعيد الكابوس الذي راوده، لقد رآه للتو و هو يقتحم غرفته و يخنقه بيديه العاريتين، ذلك البرتغالي الوغد، اللعنة! إنه يرتجف لدرجة لا يستطيع تشغيل القداحة ليدخن سيجارة تهدئه.

ترجل من سريره و غادر الغرفة متوترا، ربما جولة قصيرة في القصر تزيح عنه الهلوسات اللعينة، توقف لثوانٍ أمام غرفة إيما، وضع يده على المقبض، و قبل أن يحركه حتى تلقى لكمة قوية على فكه، و تفاجأ بمارت يرفع في وجهه مسدسا و يتمتم بصوت خفيض:

-تحرك نحو مكتبكَ حالاً أيها النكرة!

جز أسنانه يفرك بأصابعه مكان اللكمة، و ها هو ينساق له و يسبقه نحو غرفة المكتب متسائلا ما اللعنة التي تجري في قصره، و في ذات الوقت يصف نفسه بالأبله لأنه لا يستطيع بلوغ هاتفه و طلب إليانوس و رجاله!

هناك كارثة تنتظره خلف ذلك الباب، هو يعرف! ماذا يتوقع؟ هو من جلب الجحيم لعتبة بابه، و عليه احتمال لظاها أو التصرف بأسرع وقت!

لم تسعه مواصلة نسج أفكاره، فبعدما دفع بجسده داخل غرفة المكتب، جذبت يدان قاسيتان ياقته حتى تمزقت، و ألفى نفسه يحلق إلى الكنبة العسلية المناظرة لطاولة عمله، فأطاحت يده السابحة في الهواء قنينة شراب لم تفتح بعد و كأسين ثمينتين، و انعكست خيبة وجهه و ذِلَّةُ عينيه في كل قطعة من الزجاج المنثور و كل قطرة من الشراب المنسكب!

رفع رأسه أخيرا ليتأكد أن تخمينه واقع، و الشخص الذي أطاح به للتو ليس سوى... فيدالغو!

-عليك اللعنة! هل تعي أنكَ وضعت يديكَ على الرئيس الأقوى في العالم؟

-تقصد الرئيس الأقذر!

تابع سيزار و هو يخطو ببطء مثير للأعصاب نحو الكنبة:

-...الذي يعي أن إيما أخطر خطوطي السوداء؛ و مع ذلك تجرأ على العبث بصحتها!

استقام لوديس منفعلاً، حاجباه يتقاربان فوق عينيه الحادتين، و شفتاه الممتعضتان تتموجان فوق ذقن جعده الغضب، حاول الدفاع عن كرامته المهدورة، و أرسل قبضة لم تبلغ فك سيزار كما اشتهى، بل علقت بين ذراعه و جنبه، و التوت بشكل مؤلم جعله يوشك على إطلاق صرخة تهز الأسوار، لولا سيزار الذي زرعه على الأرض بإذلال أكبر، و حشر سيگارا حديثا كان يدخنه قبل لحظات في فمه آمرا إياه بنبرة مرعبة و عينين لا تبرقان بغير الخطر:

البحث عن شياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن