يمرُّ بروحي سرًّا... فتتكتَّمُ الدنيا؛ و يَشِي به الورد الأحمر!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصر فولكوف (موسكو) - روسيا / عام 2067.
تقلَّب لوديس باضطراب مفتقدا صوته، قبل أن يقفز من فراشه متصببا بالعرق، يلهث بشدة، يفرك عينيه هنيهة، ثم ينظر حوله بجحوظ و هو يستعيد الكابوس الذي راوده، لقد رآه للتو و هو يقتحم غرفته و يخنقه بيديه العاريتين، ذلك البرتغالي الوغد، اللعنة! إنه يرتجف لدرجة لا يستطيع تشغيل القداحة ليدخن سيجارة تهدئه.
ترجل من سريره و غادر الغرفة متوترا، ربما جولة قصيرة في القصر تزيح عنه الهلوسات اللعينة، توقف لثوانٍ أمام غرفة إيما، وضع يده على المقبض، و قبل أن يحركه حتى تلقى لكمة قوية على فكه، و تفاجأ بمارت يرفع في وجهه مسدسا و يتمتم بصوت خفيض:
-تحرك نحو مكتبكَ حالاً أيها النكرة!
جز أسنانه يفرك بأصابعه مكان اللكمة، و ها هو ينساق له و يسبقه نحو غرفة المكتب متسائلا ما اللعنة التي تجري في قصره، و في ذات الوقت يصف نفسه بالأبله لأنه لا يستطيع بلوغ هاتفه و طلب إليانوس و رجاله!
هناك كارثة تنتظره خلف ذلك الباب، هو يعرف! ماذا يتوقع؟ هو من جلب الجحيم لعتبة بابه، و عليه احتمال لظاها أو التصرف بأسرع وقت!
لم تسعه مواصلة نسج أفكاره، فبعدما دفع بجسده داخل غرفة المكتب، جذبت يدان قاسيتان ياقته حتى تمزقت، و ألفى نفسه يحلق إلى الكنبة العسلية المناظرة لطاولة عمله، فأطاحت يده السابحة في الهواء قنينة شراب لم تفتح بعد و كأسين ثمينتين، و انعكست خيبة وجهه و ذِلَّةُ عينيه في كل قطعة من الزجاج المنثور و كل قطرة من الشراب المنسكب!
رفع رأسه أخيرا ليتأكد أن تخمينه واقع، و الشخص الذي أطاح به للتو ليس سوى... فيدالغو!
-عليك اللعنة! هل تعي أنكَ وضعت يديكَ على الرئيس الأقوى في العالم؟
-تقصد الرئيس الأقذر!
تابع سيزار و هو يخطو ببطء مثير للأعصاب نحو الكنبة:
-...الذي يعي أن إيما أخطر خطوطي السوداء؛ و مع ذلك تجرأ على العبث بصحتها!
استقام لوديس منفعلاً، حاجباه يتقاربان فوق عينيه الحادتين، و شفتاه الممتعضتان تتموجان فوق ذقن جعده الغضب، حاول الدفاع عن كرامته المهدورة، و أرسل قبضة لم تبلغ فك سيزار كما اشتهى، بل علقت بين ذراعه و جنبه، و التوت بشكل مؤلم جعله يوشك على إطلاق صرخة تهز الأسوار، لولا سيزار الذي زرعه على الأرض بإذلال أكبر، و حشر سيگارا حديثا كان يدخنه قبل لحظات في فمه آمرا إياه بنبرة مرعبة و عينين لا تبرقان بغير الخطر:
![](https://img.wattpad.com/cover/341841485-288-k735375.jpg)
أنت تقرأ
البحث عن شياطين
Gizem / Gerilimإنها الوحيدة التي صوبت مسدسها إلى صدر الوحش و أطلقت عليه بعينيها، هي إيما شيطانة الشرق و سليلة أخطر عصابات جورجيا، و هو سيزار قيصر الغرب و يحرك نصف العالم بأصابعه، تفصلهما حدود لا تنتهي، و أسرار، و حروب دامية، لكن ماذا لو اجتمعا بين سماء رحيمة تمطر...