قصر القيصر (لشبونة) - البرتغال/ عام 2065.
ــــــــــــــــــــ
«الشياطين أكثر من يعرف الحب... إنه طريقهم الأول إلى الجحيم!»
ــــــــــــــــــــ
انتهت الممرضة من تضميد ظهر إيما، و همَّت بإعطائها حقنة مضادة للالتهاب، لكن الجورجية لا تزال غاضبة مما حدث في الأسفل، منعتها و ضربت بيدها الحقنة بعيدا، لتسقط عند قدمي الــقــيــصــر الذي هجم على الغرفة في نفس اللحظة، حدجته إيما بحدة، كيف سمح لنفسه أن يحملها على كتفه و يصعد بها إلى هنا ثم يلقيها على السرير؟ و كيف لم توجه له ركلة ما تلزمه حدوده؟ هربت الممرضة من أمامه بعد إشارة رأسه الخفيفة، و كذلك فعلت الخادمة التي كانت تقوم بتهوية المكان، و هكذا... بقيت إيما وحدها برفقته!
تقدم بتؤدة إلى وسط الغرفة، و سحب كرسيا ليجلس عليه في مواجهتها، و قال بصوت أجش:-لو كنتُ أتوقع أنكِ قادرة على إحداث كل تلك الفوضى، لأدرتُ مفتاح هذا الباب قبل رحيلي!
-هي التي أتتني بساقيها! كيف تحملني الآن الوزر كله؟ردت إيما بحدة، فعقب سيزار ببرود يغلف غضبا مستترا:
-نالت فاليريا عقابها على مخالفتها تعليماتي منكِ شخصيا، فقد كسرتِ ركبتها و لن تستطيع ممارسة المصارعة أو حتى السير الطبيعي لأشهر!
-لست آسفة! و لا أستطيع الشعور بالأسى عليها.
حمل صوت إيما عجرفة كافية لتجعل سيزار يكز على أسنانه معلنا:
-وفِّري الأسى لنفسك، لأنك ستُعاقبين بدوركِ، هذا سجنك منذُ اليوم!
سخرت بامتعاض:
-تسجنني لأنني كسرت غرور امرأتك! يا لك من عادل!حدق فيها بطريقة قاتلة، لم تفته ملاحظة تعليقها على العلاقة بينه و بين فاليريا، لكنه لم يؤكد ذلك التخمين، و أيضا من جهة أخرى... لم يفنِّده! و صحح لها بلهجة مسيطرة:
-بل أسجنكِ لأنكِ حوَّلت رياضتي المقنَّنة إلى قتال شوارع دموي، و هو ما لم يحدث من قبل في بيتي!
لم تُبالِ إيما بقراره، إنها سجينة السواد منذ اثني عشرة سنة، ما الفرق إن كانت الزنزانة في سجن آيــغــور أو في سجن الـــقــيــصـــر؟! و انبرت تقول ساخرة:
-وافقت فأرتك بملئ إرادها على رفع مستوى النزال من نُبل مصارعة الأجلاَّء إلى عشوائية الشوارع!
-فأرتي؟...
تمتم مستغربا و أضاف:
-أحيانا تتفوَّهين بما تستحقين جرَّاءه أكثر من مجرد السجن! لكنني سأغفر لك هذه الكلمات الوقحة ما دمت لم تتعافي بعد من إصاباتك!مدَّ يده القوية ليلمس شفتها السفلية المتورِّمة بأصابعه الخشنة، فشعرت إيما بأشياء ترتعش داخلها، أغمضت عينيها لا شعوريا مستعذبة حنان لمسته، و سمعته يستطردُ مداعبا:
أنت تقرأ
البحث عن شياطين|𝕷𝖔𝖔𝖐𝖎𝖓𝖌 𝕱𝖔𝖗 𝕯𝖊𝖒𝖔𝖓𝖘
Misterio / Suspensoإنها الوحيدة التي صوبت مسدسها إلى صدر الوحش و أطلقت عليه بعينيها، هي إيما شيطانة الشرق و سليلة أخطر عصابات جورجيا، و هو سيزار قيصر الغرب و يحرك نصف العالم بأصابعه، تفصلهما حدود لا تنتهي، و أسرار، و حروب دامية، لكن ماذا لو اجتمعا بين سماء رحيمة تمطر...