أشعلت شمعة صلاة من أجله... فأشعل المدينة بأكملها من أجلها!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قصر فولكوف (موسكو) - روسيا / عام 2067.
في غرفة واسعة جدرانها البيض مشغولة بنقوش ذهبية، و على سرير ملاءاته من الحرير القشدي الأصيل، فتحت إيما عينيها لتستقبل بهما النور مجفلة، انتابها الصداع فورا إثر ذلك، كأن النور فارقها لزمن طويل!
كان أول شيء قامت به بعد تأمل زوايا الغرفة و أثاثها الفاخر هو إماطة الأغطية و الوقوف على قدميها محاولة التوازن، رجفة غريبة ترجُّ أوصالها، و خواء مزعج ملأ بطنها متصاعدا نحو صدرها المهتز بأنفاس متلاحقة!
أتت أول خطوة على ميمنة السرير مرتبكة، تتساءل بحيرة أين هي الآن؟ لِمَ ليست مع سفيتلانا في الكوخ؟ لِمَ هي ترتدي ثوبًا ذهبيا ناعمًا كأنه فارٌّ من قصص أمها الخيالية؟ لِمَ... و لِمَ ... و لِمَ؟!
دلفت الغرفة آنذاك فتاة شقراء بقميص بيضاء و تنورة قصيرة عسلية، أضافت فوقهما مرولة مكشكشة الأطراف، و ضمت خصلات شعرها الحريرية بمنديل هادئ الألوان، و حملت على يديها صينية ذهبية اصطفت بين حوافها المثلثية المرتفعة أواني الشاي و كعك العسل بالشوفان!
-صباح الخير سيدتي! الفطور.
أراحت يديها من الصينية تضعها على طاولة صغيرة تشغل إحدى زوايا الغرفة، و انتظرت ما يحدث كل صباح منذ أزيد من سنة...
و كما توقعت بدأت السيدة فولكوفا في التطلع حولها باستفهام قبل أن تترجم حيرتها في سؤال يتكرر كل يوم:
-من أنتِ؟ ماذا أفعل هنا؟
تنفست الخادمة ألينيا بصبر، و تمتمت بالجواب الذي حفظته عن لسان كسينيا:
-أنا ألينيا المسؤولة عن خدمتكِ الخاصة سيدتي، و أنتِ هنا سيدة القصر، سيدتنا جميعا، و زوجة السيد!
تجمدت الدماء في عروقها، هي تزوجت؟ ما اللعنة التي حلت بحياتها؟ هناك حتما خطب ما بأذنيها! طرفت بأهدابها متسائلة من جديد و هي تطوي و تمدد أصابعها من فرط التوتر:
-زوجة؟! زوجة من؟ أي سيد هذا الذي تتحدثين عنه؟
و قبل أن تتمكن ألينيا من قول شيء، برز من باب الغرفة رجل غريب، شأنه شأن الخادمة و كل شيء غيرهما هناك، كان طويلاً و قويا نوعا ما، تقفز من عينيه الزرقاوين نظرة مرح، و تفر من خشونة ملامحه بعض الليونة، كأنه لم يتحل بتلك الخشونة إلا مؤخرا... كزبد النبيذ إن بلغ حواف الكأس!
أمال للخادمة رأسه يصرفها من الغرفة، بعدما طلب منها استبدال الورود البيضاء الذابلة بغيرها، فأطاعته تستحيي التطلع بوجهه كما لو كان إمبراطورا مبجلاً، ثم انسحبت آخذة معها كل جواب بحثت عنه إيما بعينيها، و أغلقت الباب لتضمن لهما الخصوصية!ش
أنت تقرأ
البحث عن شياطين|𝕷𝖔𝖔𝖐𝖎𝖓𝖌 𝕱𝖔𝖗 𝕯𝖊𝖒𝖔𝖓𝖘
Misterio / Suspensoإنها الوحيدة التي صوبت مسدسها إلى صدر الوحش و أطلقت عليه بعينيها، هي إيما شيطانة الشرق و سليلة أخطر عصابات جورجيا، و هو سيزار قيصر الغرب و يحرك نصف العالم بأصابعه، تفصلهما حدود لا تنتهي، و أسرار، و حروب دامية، لكن ماذا لو اجتمعا بين سماء رحيمة تمطر...