الفصل 31: الروليت الروسية

6.8K 338 179
                                    

"طباخ السم آكله"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شارع آدجوما (كوتايسي) - جورجيا / عام 2065.

في منطقة واحدة بالعالم ترى الجدران الناطقة، كل جدار يحمل أسماء اللذين خاضوا هنا نزالات نهاياتها باب يطل على الجحيم، سواء بملء جنونهم أو دفعهم إليها الحظ اللعين! هنا فقط تتجول أنت و الموت و تجلسان أيضا جنبا إلى جنب!

آدجوما... شارع القيامة الشهير... أكبر شوارع الظلام في كوتايسي و أخطرها، أو هكذا كان قبل أن تضع آيلا وحوشه خلف القضبان، و لو أن كيفية نجاحها بذلك ظلت سرا بالنسبة للكل، و قد يُستثنى نيغوس عن هذا لأنه بيت أسرارها، إلا أن إيما لم تكن لتشغل بالها في تلك الأثناء سوى بالذكريات السوداء التي يحملها لها المكان... و بالرجلين المتواجهين وسط الحلبة!

و بالحديث عن حلبات شوارع الظلام، لا بد من تناسي شكل الحلبة المألوف، هنا... لا يحد مربع القتال سوى الدم... و أين يمكنك الزحف... يمكنك تلقي المزيد من الضرب، هنا... لا حكم... و لا قوانين... و لا صافرة تحدد نهاية المواجهة... ملك الارواح هو الحكم... و أنفاسك هي زمن النزال الوحيد!

لم تدرِ إيما كم مضى عليها و هي تحبس أنفاسها، تجلس مع المتفرجين، بين جوني و ستيرلينغ، بينما يتوزع البقية حول هؤلاء الثلاثة يحصون أنفاسهم.

مضت تراقب بنبض مضطرب المكر الهادر في عيني بلاك، و البرود الحاد في عيني سيزار، كان هذا الأخير أكثر برودا من أي وقت مضى!

إن كانت إيما تعرف شيئا واضحا عن سيزار فيدالغو فهو براعته العجيبة في السيطرة على إنفعالاته و عدم كشف مشاعره و أفكاره لأحد، الغموض لغته الأم! و الآن عيناه المزجَّجتان بالسواد القاتم تعكسان غموضا مخيفا لم ترَ مثله من قبل، و لو كانت محل بلاك... ما فكرت أبدا أن تتحدى رجلاً مثل سيزار!

كلٌّ من الرجلين كان يناظر الآخر مفكرا في أمتع سيناريو لتحطيم أضلعه، شعر بلاك أن جمود سيزار بمركزه يعني أنه لن يكون السبَّاق بالحركة الأولى، شرف إعلان البداية من نصيبه إذن!

أبرزت شفتاه المنفرجتان نصف إبتسامة شيطانية، و قفز ينفذ إحدى حركاته الخطيرة فوجد نفسه يفترشُ الأرض! تجاوز سيزار الضربة تاركا إياها من نصيب الفراغ، و استدار ببطء متفحصا جسد خصمه بسخرية!

-بعض القطع تعرف مكانها الصحيح في اللعبة!

كشر بلاك بحدة، ثم استند على ساعديه رافعا جسده عن الأرض، و استقام بخفة مقهقها كالمجنون:

-فعلاً! لكل قطعة مربع على رقعة الشطرنج، لكن ليس هنا!

كرر هجمته الآنفة لكن هذه المرة أصاب و ٱصيب، علَّم ركلة على كتف سيزار، و تكبَّد منه ركلة مماثلة استقرت برأسه، ففقد توازنه بعض الشيء، لكنه رفض السقوط، و عاد للقهقهة مجددا و هو يستأنف قوله:

البحث عن شياطين|𝕷𝖔𝖔𝖐𝖎𝖓𝖌 𝕱𝖔𝖗 𝕯𝖊𝖒𝖔𝖓𝖘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن