الفصل 26: اللازورد الأحمر!

7.6K 403 387
                                    


«هنا فقط... الحبُّ فاكهة محرَّمة

_

قصر القيصر (لشبونة) - البرتغال / عام 2065.


أعد الصباح عدته ليرقب بصمت ما يشهده القصر في هذا اليوم الذي سيطبع وجها خالدا له في صفحات التاريخ، لم تصدق أليكس أنها تبدو بهذا الجمال، يا لها من كوميديا سوداء، ألا تلاحظ المرأة أنها جميلة و هي دفينة الحروب و الصراعات، أن تنسى كونها إمرأة بالأساس!

-مهلا! ليس بعد... ضعي من أحمر الشفاه هذا!

-ألا يكفي ما وضعتِه على وجهي يا نيس؟!

-طالما أنكِ عروس... فلا يكفي!

إستسلمت أليكس لرفيقتها مبتسمة، كل ما يتحرك وفق يدي هذه الفاتنة الفرنسية، يلقي سحرا على الأجساد، نظرت حولها ترى فتيات القصر و قد تجمعن بغرفتها ينتظرن النتيجة، و كل واحدة منهن تزينت بقطعة من إنتقاء نيس، بينيت مثلا كانت تشع كالبلور في ثوبها الفضي، و أكسيل... كم ناسبها القماش الليلكي الذي عزَّز حمرة شعرها، و زرقة عينيها، أما نيس نفسها فقد فضلت أن تلف حول جسدها الممشوق خامة من المخمل بلون النبيذ الفرنسي الأصيل، و إختارت للعروس لونا لم يتوقعه أحد، نابذة عنها فكرة أن تُطِلَّ بالأبيض، لتعرض عليها فستانا مذهلا... أقل ما يمكن أن يوصف به هو أنه قطفةٌ من ذهب السماء!

-لماذا ترفضين بحق السماء فاليري؟

أرسلت فاليريا نظرة جهنمية لنيس، و قالت قبل أن تصفق الباب في وجهها:

-أولا... لأنني حرَّة! و ثانيا... لا تنادني فاليري مرة أخرى!

أيقنت نيس أن صديقتها الكولومبية تمتلكُ عنادًا بمساحة أوروبا، لكن لا ضير من المحاولة معها حتى آخر لحظة، تركت الفستان الذي إختارته لها على عتبة غرفتها، و تمتمت من خلف الباب الموصد قبل أن تنصرف:

-فاليري كانت أشهر مصممة أزياء فرنسية قبل أن يقتلها وحوش الشيطان... كانت... و لا تزال مثلي الأعلى... منها فقط تعلمت أن أتأنق حتى و أنا على شفاه الموت!

كانت رسالة ذكية جدا، دفعت بفاليريا إلى الزفير بتنهيدة قوية، و فتح الباب من جديد، هذا ليس بغريب عن نيس المجنونة، كانت على ثقة أنها تركته هنا، إنحنت ملتقطة الكيس، و أغلقت على نفسها ثانية تفكر في كلمات صديقتها، إنها لا تهتم لكل هذا، الحفلات... الرقص... و مشاهدة قسم الزواج و عهوده أمام القس! كل هذا لا يشبه حياتها الماضية، لا في كولومبيا، و لا هنا حتى! لكن... بالمقابل... هناك سعادة الرفاق... إرضاء نيس... و مشاركة أليكس و مارت أهم يوم في حياتهما! أيهما اهم بالنسبة لها... مظهرها أم رؤية البهجة على وجوه الجميع بعد زمن من التعاسة؟ تناولت قطعة القماش التي إكتنزها الكيس، و باشرت بتحسس خامة الحرير الذي سرعان ما أخذ بالإنزلاق بين أناملها من فرط رقته، ثم ما لبثت أن ألقته ثانية جانبا لاعنة الفكرة المجنونة التي خطرت لها للتو، حسنا، إنها تحبهم جميعا، و لذا... فليحبوها كما هي، يستحيل أن ترتدي المحاربة فاليريا شيئا كهذا!

البحث عن شياطين|𝕷𝖔𝖔𝖐𝖎𝖓𝖌 𝕱𝖔𝖗 𝕯𝖊𝖒𝖔𝖓𝖘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن