بلدة أروكا (بورتو) - البرتغال / عام 2035.
FLASHBACK
ــــــــــــــــــــ
«الرجل عبدٌ للجمال!»
ــــــــــــــــــــ
مشى سيرجيو -الخادم البرتغالي الأول للشيطان- بخيلاء بين عمَّاله الأطفال، نشر ذراعيه في الجو، فانتشر معهما سواد معطفه الطويل أكثر، تراقصت سجارته بين أسنانه حين شخر بصوت مرعب مطلقا ضحكة شريرة، و ما إن طالع أجسادهم الضئيلة و هي تكاد تنسحق تحت ثقل الصخور، حتى أمرهم بغير رحمة:
"تحرَّكوا إلى العمل يا حثالة الشيطان!"
على أن وجهه اكفهر حين لمح آخر ولد في الصف ينحني زاحفًا على أطرافه الأربعة و يخلي سبيل الصخرة التي كانت بين يديه، صرخ سيرجيو بشدة بعد سيل من اللعنات البذيئة:
"هاي أنت أيها الأعرج! لِمَ تزحف كالثعابين؟"تردد صوت الركلة التي سحقت ظهر الطفل في آذان الآخرين فسارعوا بخوف إلى حمل مزيد من الحجارة إلى المقلع، بينما تأوه الأعرج و راح يتلوى من الألم، و لم يكن ذلك كافيا بالنسبة لسيرجيو، إذ رغب برؤيته يتفتت عذابا، رمى ثقله على كرسي هناك و أمر بإحضار الصبي عند قدميه، و رغم توسلاته إلا أن سيرجيو لم يكن يمتلك ذرة شفقة تسعف ذلك المسكين، مضى يدعس وجهه بحذائه القذر قائلا و أنفه للسماء:
"ألم أقل من قبل أن الزعيم يمقتُ الضعفاء و يزدريهم؟".
ربت على عنقه كما لو أنه جرو مطيع، و أشار لرجاله بأن يربطوا إلى ظهره صخرة ثقيلة و يدفعوه نحو جسر "أروكا" المخيف، زحف الصبي مغلوبا على أمره، محاولا مجاراة ثقل الصخرة و عدم النظر إلى قعر الوادي البعيد، لكن جسده الهزيل خانه، و ساقه العرجاء جعلته يفقد توازنه، و يهوي فوق جانب من الجسر إلى الفراغ، حاول الضباب حمله دون جدوى، و عجزت الصخرة عن منع نفسها من سحبه بجنون إلى الأسفل، في النهاية هو مجرد طفل لا ذنب له، و لكن الضباب يبقى ضبابا و الصخرة تبقى صخرة، و العالم يبقى حالكا على الأبرياء!
حبس الأطفال أنفاسهم، و ما لبثوا أن انطلقوا في بكاء مخنوق لدى سماعهم ارتطاما قويا، حطم أرواحهم، تساءلوا للحظة ما الذي ساقهم إلى عالم بذلك الظلام؟ كانوا ذات يوم ملائكة قرية "أروكا" الواقعة جنوب "بورتو"، و الآن باتوا مشردين أيتاما يحملون صخورا تهد أكتاف الرجال، و يُنعتون بـ: "أطفال الشـيـطـان"!
أنت تقرأ
البحث عن شياطين
Misterio / Suspensoإنها الوحيدة التي صوبت مسدسها إلى صدر الوحش و أطلقت عليه بعينيها، هي إيما شيطانة الشرق و سليلة أخطر عصابات جورجيا، و هو سيزار قيصر الغرب و يحرك نصف العالم بأصابعه، تفصلهما حدود لا تنتهي، و أسرار، و حروب دامية، لكن ماذا لو اجتمعا بين سماء رحيمة تمطر...