الفصل 32: ثنائي الشَّفَق

7.6K 375 154
                                    

يظنُّ أنه كتم الحب... ثم... تفضحه دمعة!

...

جزيرتا ديوميد/ عام 2065.

الثامنة ليلاً...

حبَّتان أو ثلاث... من السكر أسقطتها نيس في فنجانها بهدوء، هذا الشاي يرخي أعصابها بأعجوبة. أرسلت نظرها ناحية الرفاق، و زفرت تتحرى الضجر في وجوههم، أهم في طريقهم إلى جنازة؟

تبا! لا أحد مثلها بينهم يعطي الحياة حق قدرها...

استدارت صوب جوني الذي كان بعيدا عنها بأفكاره عكس جسده يدرس فُرُشَ الغيوم البنفسجية المتراصة حول الطائرة، و سألته معدلة قفازاتها المخملية السوداء، قبل أن تعود لمواصلة تحريك الملعقة وسط حواف الفنجان:

-على الأقل أنتَ شاركني حديثا ما، لا تكن شبحا كالبقية!

بدا على جوني أنه كان في غيبوبة يقظة، شعر أنه يزحف في نقطة ما أبطء مما زحفت قطرة الندى المنزلقة على طول زجاج النافذة، تشغل باله بلا هوادة لحظة اللقاء بين إيما و ديابو، في الوضع الراهن و في ظل حالها الخاصة... لا يبدو الأمر جيدا على الإطلاق، هل ستتحمل النظر إليه؟ هل سيجن جنونها برؤيته كما حدث مع بلاك؟ نفض عنه الأفكار التي شغلت الأخ بأعماقه، و تحقق من تعليق نيس بنظرة مكررة إلى كل وجه حوله...

الصراحة... الوجوه الرمادية التي سبحت حوله توا لم تكن تمت للبشر بصلة فعلا!

زفر بدوره عائدا للتحديق خارجا، و قال:

-ماذا تتوقعين من فريق يدخل الجحيم بقدميه؟ إحتمال عثورنا على ديابو هناك لا يعني قربنا من تعليق أوسمة الشرف فحسب، إنه يعني مع كل خطوة إلى الأمام... الفشل و الموت بكل طريقة قد تخطر على البال أو لا!

أصابها التوتر السائد على متن الطائرة بشيء من التبرم، على أنها عادت لتقليب الشاي و ترتيب القفازين كأن تلك فقط مشكلتها بالحياة!

نيس لا ترى الحياة بمنظار وردي، هي فقط تعيشها كما يجب...

و ها هي ذي نظرة شاردة منها إلى وجه إيما تعزز ثقتها بحكمها، عكس الجميع، لا يبدو على إبنة الشيطان أنها قلقة من تداعيات اللقاء، كأن الأمر لن يتخطى حد تحسس طفيف عمره ليلة فقط! من يدري؟

أثلج صدر نيس أن على متن الرحلة من هو أكثر تماسكا من الجميع، و لعله هو من جعل إيما تنجح في تحصين نفسها من كارثتها الوجودية إلى حد أدهش الكل، في جلسته الطليقة آثار الهيبة، و من عينيه السوداوين يطل المكر المعهود فيه، المكر الذي يجعله و عن جدارة باللقب... "الأدهى".

من يشكك بثبات سيزار فيدالغو بكل الأحوال؟ إن كان لكَ إيمان بنور الشمس فسيكون لكَ الإيمان ذاته به!

البحث عن شياطين|𝕷𝖔𝖔𝖐𝖎𝖓𝖌 𝕱𝖔𝖗 𝕯𝖊𝖒𝖔𝖓𝖘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن