غشٌّ؟!

734 80 252
                                    

في ذلك المبنى الطويل الذي استقرت سيارات الشرطة أمامه في كل مكان، كان يقبع مروان فيه جالسا على كرسي دوّار منهمكا في العمل على حاسوبه وتلك الأوراق التي تبعثرت على مكتبه.

« هوّن عليك مروان، خذ استراحة قليلة، ستُهلك نفسك إن استمريت على هذا المنوال !» قال صديق مروان وهو يقدم كوب القهوة له.

رفع مروان بصره لصديقه الواقف أمامه ليتنهد بتعب مُجيبًا إيّاه :« آهٍ يا صهيب! أنت محق، لكني لن أستريح حتى أنتقم لوالدي من تلك العصابة الدنيئة »

صمت ليرتشف رشفة من كوب القهوة ليزفر الهواء براحة قائلا :« شكرا لك صهيب، حقا إن قهوتك عالمية !».

ضحك صهيب ذو الشعر الحالك، والذي كان عريض البنية مرتديا لباس الشرطة الرسمي وهو عبارة عن قميص أسود طويل الأكمام توسطته كلمة" الشرطة "، و بنطالا أسود اللون.

ليقول بفرح :« يسعدني أنها أعجبتك... ولكن أريد أن أذكرك أننا نعمل معك على تلك القضية أيضا، بالإضافة إلى المحقق المحترف باسل قدير »

أومأ مروان ليتحدث قائلا :« أجل، عمي باسل يعمل بجد معنا أيضا »

« الويل لهم من غضبه..» قال صهيب ضاحكا ليردف :

« صحيح! كيف حال عمر ؟ هل_»

قطع كلامه رنين هاتف مروان، أمسكه رافعا إياه من على مكتبه لتعتلي وجهه ملامح الدهشة بعد أن رأى المتصل ليضغط بتردد على زر الإجابة مريحا الهاتف على أذنه.

-« السلام عليكم، هل معي ولي أمر الطالب عمر أسامة قدير ؟» سأله صوت أجش غاضب لا يبشر بشيء جيد.

-« أ.. أجل، معك أخوه، مروان أسامة، من معي؟» سأل مروان

-« معك موظّف شؤون الطلبة لمدرسة الاستقلال الثانوية ، لقد قام أخوك بالغش في امتحان الكيمياء »

-« م.. ماذا؟! غش ! ، سأكون هناك خلال دقائق » قال مروان وقد اعتلت وجهه ملامح الدهشة والاستغراب

-« أشكرك لتعاونك سيد مروان » قال موظّف شؤون الطلبة ثم أغلق الخط.

نهض مروان من كرسيه بسرعة و تناول معطفه الزيتي الموضوع على مكتبه. ليسأله صهيب بنبرة قلقة :

« ما الذي حدث؟ هل عمر بخير؟ ».

أجاب مروان وهو يرتدي معطفه آخذا هاتفه من على مكتبه وقد بدا الغضب جليَّاً على صفحة وجهه :« أجل هو بخير، لكن لن يدوم ذلك طويلا ! »

« مروان اهدأ ولا تتهور، أخبرني ما الذي أغضبك لهذا الحد؟!» سأل صهيب بقلق

« كلمتان.. لقد غشَّ ! » قالها مروان ثم انطلق صافقا الباب خلفه بعنف.

تعجب صهيب ليتساءل في نفسه« عمر؟ هل غش في امتحان؟ لكن كيف؟ لا أعتقد أن عمر قد يقوم بِمثل تلك التصرفات المُشينة ».

ستظلّ في ذاكرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن