ستبقى صديقي!

718 71 164
                                    

« عمتي! لقد عدت» أعلن مروان وهو يغلق باب المنزل ليتفاجأ بعمته التي هرعت إليه تسأله :« هل عاد عمر معك؟»

استغرب مروان من سؤالها ليجيبها بتردد :« لا، ألم يعد بعد؟ »

وضعت عمته يديها على صدرها وقالت في قلق :« لا.. لا.. لم يعد... يا إلهي! أين عساه قد يكون ؟! »

« إهدأي عمتي ، لابد أنه بالجوار، ربما يتسكع مع صديقه بالقرب من المدرسة... لا تقلقي سأذهب لأبحث عنه »قال مروان بابتسامة علت وجهه مطمئنا عمته ليخرج من المنزل متوجها إلى سيارته وما إن ركب سيارته حتى تبدلت ملامحه إلى الغضب قائلا : « أتمزح معي يا عمر؟! ليس لديّ وقت لأفعالك الطائشة تلك، سوف تكون في ورطة كبيرة إن لم يكن لديك عذر على تصرفك هذا! »

أنهى كلامه ليدعس دوّاسة البنزين بقدمه لتنطلق سيارته بسرعة جنونية إلى مدرسة الاستقلال. مرت دقائق وهو يقود سيارته حتى وصل إلى وجهته. لم يتمكن من الرؤية جيدا بسبب قطرات المطر التي استمرت بالهطول على زجاج سيارته. ركن سيارته وترجّل منها وما كاد يغلق الباب حتى تصلّب في مكانه من هول ما رأى.

صاغ لسانُه حروفا قليلة لتخرج تلك الكلمة من فمه بصعوبة :« ع.. عم.. عمر!»

هرع مروان إلى عمر وصفوان وأخذ يهزهما بقوة مناديا عليهما قائلا : « من فعل بكما هذا؟ من_ »

لم يكمل كلماته عندما تحركت أجفان عمر بمشقّة لتقع عينيه على خاصتيّ أخيه لينطق في وهن :
« م...مروان.. لا أستطيع... التنفس »

اتسعت حدقتي مروان في خوف وهو يخاطب أخاه قائلا :« عمر! اسمعني!... تنفس ببطء... خذ نفسا عميقا فقط... لا... لا تغلق عينيك... استمع إليّ.. عمر! عمر! »

**************

حرّك ذلك المستلقي أجفانه ببطء ليفتح عينيه بتعب. رمش عدة مرات محاولا اعتياد ذلك الضوء الساطع. حرك بؤبؤيه ليبصر الضمادات التي علت ذراعه وجبهته. كانت الغرفة خالية سوى من ذلك السرير الأبيض الذي استلقى عليه عمر. فُتح باب الغرفة ليدخل منه مروان، أغلق الباب وراءه ونظر إلى عمر وقال بصوت حاد :

« استيقظت إذا... هل لي بتفسير بما حدث؟ »

« صفوان! ... صفوان.. أين هو؟! » صاح عمر بقلق ما إن تذكر ما حدث

« إنه بخير، جروحه لم تكن عميقة كجروحك» أجاب مروان باقتضاب ليتابع قائلا : « أخبرني ما الذي حدث؟!»

تنهد عمر بضيق ليجيبه مختصرا :« لقد تشاجرنا مع أحدهم »

ارتفع حاجبا مروان باستنكار قائلا :« أتمزح معي؟! »

« لا.. لا أمزح أبدا، إنها الحقيقة إن أردت التحقق فاسأل صفوان » أجاب عمر بهدوء

« هل أنت أحمق؟ لمَ تستمر بافتعال المشاكل؟ انظر ما الذي حدث لك ولصديقك بسبب تهورك و تصرفاتك الصبيانية، ومنذ متى وأنت تدخل في شجارات؟! وتُورّط صفوان معك أيضا ! حقا لقد سئمت ، أولا تغش في الامتحان ثم تتشاجر ! ألا يكفيك ما تسببت به؟! »

ستظلّ في ذاكرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن