أولسنا أصدقاء؟!

389 41 178
                                    

" لم يؤلمني السقوط، ولا حتى بُعد المسافة وحدّة الارتطام، آلمني أنني كنت أثق باليد التي دفعتني "

__________________

« مروان، سأضطر للسفر مساء اليوم... لقد توفي صديق قديم لي.. لذا سأذهب لعزائه هناك وربما أبقى لبعض الوقت فلدي بعض الأعمال التي أريد أداءها » تحدّث باسل

استدار مروان بكرسيّه سريعا وقد ارتسمت على وجهه ملامح الدهشة :« لكن عمي... ماذا عن القضية؟! نحن قريبون جدا، ألا يمكنك تأجيل هذا السفر قليلا؟! »

زفر باسل الهواء بضيق وهو يُحدّق في زجاج النافذة مُردفًا : « لا تقلق يا مروان، تستطيع فعل هذا، أنا أثق بك، ثم إن لديك صهيب ولؤي سيساعدونك في هذا لا تخف.. »

« ثم إنّك عنيد جدا عندما يتعلق الأمر بعملك؛ لقد خرجت البارحة فقط من المشفى وها أنت ذا تزاول عملك اليوم وكأنك لست مصابا رغم محاولاتي لردعك عن هذا؛ لذا أنا متأكد أنك ستقفل ملف تلك القضية قريبا وللأبد، وتستطيع فعل هذا وحدك يا مروان، أنا أثق بك » تابع باسل

تنهد مروان قائلا : « كما ترى عمي.. »

« جيد، و لا تقلق لقد اقتربنا جدا، ذاك الرجل المحتجز عندنا ليس بتلك القوة هو يتظاهر فقط بذلك، مجرد تهديد أو اثنين سيفي معه بالغرض، لكن لا تنسى أن تلتزم بقواعد الاستجواب معه » أردف باسل وهو يخرج من المكتب

« حاضر عمي »

استقام مروان واقفا وخطا خارج مكتبه متوجها إلى مكان احتجاز الشخص الذي أمسكوه. سار حتى وصل إلى هناك ليقول- بعد أن رأى صهيب من زجاج الغرفة يستجوبه- : « اوه... لقد سبقني بالفعل »

قبض مروان بيده على مقبض الباب مديرا إياه ثم دخل .

« مروان !... جئت في وقتك » صاح صهيب

ابتسم مروان وهو يقترب من فرد العصابة ذاك مردفا :

« مرحبا صهيب، هل استطعت إخراج شيء منه؟ »

« لا ليس بعد »

ابتسم مروان بمكر وهو يحدّث المتهم قائلا :« اسمعني جيدا، لا أريد اللجوء إلى الأسلوب الذي لا أحبذه ولكن إن تعنّتّ في الإجابة على أسئلتي؛ فثق بأني لن أتردد في فعل ذلك »

لم ينبس المعنيّ ببنت شفة، اكتفى فقط بإرسال نظراته الحاقدة نحوهما.

« كما ترى هنا... من تسميه رئيسك أو زعيمك قد تخلى عنك ولا أعتقد أنه يريدك أصلا... فهو لديه الكثير من أمثالك. لذا دعني أخبرك شيئا ربما غاب عنك... أنت لا تساوي عنده شيء.. ولو احتُجز مكانك لما تردد في الزجّ بك مكانه ليفتدي نفسه.. أنت مجرد أداة يستعملها لتنفيذ خططه وأعماله الدنيئة عن طريقك... ثم بعد ذلك ليس لديه أدنى مشكلة في أن يتخلص منك بعد تحقيق مراده.. ولا أخفيك سرا... ربما لو عدت له الآن دوني... فسيكون هذا آخر يوم في عمرك.. فلا أعتقد أنه سيتركك حيًّا » قال مروان بثقة عارمة كابحا غضبه وهو يسير في الغرفة ذهابا وإيابا.

ستظلّ في ذاكرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن