تلك الغابة المظلمة!

372 40 98
                                    

« عمتي إنّها العاشرة مساءً، لقد تأخّر كثيرا ، سأتصل


به » قال عمر وهو ينهض من على الأريكة آخذا هاتفه من فوق الطاولة.



« لا تخف عمر، ربما طرأ له أمرٌ مهم، اذكر الله علّ قلبك يطمئن » أردفت عمته بهدوء وهي تُحوقل بخفوت.



« لا يرد !... إنه لا يردّ عمتي ! » صاح عمر وقد تملّك الرعب فؤاده.



أرجع عمر خصلات شعره إلى الوراء متنهّدًا وهو يضغط على هاتفه بعشوائية باحثًا عن اسم صهيب في جهات الاتصال، وما إن وجده حتى ضغط عليه بسرعة واضعًا هاتفه على أذنه مُترقّبًا إجابته بفارغ الصبر ومع كل ثانية كانت دقات قلبه تتسارع وتضطرب.



علا صوت رنين هاتفه الذي استقر على المنضدة لينتشله صُهيب بسرعة وكأنّه كان ينتظر تلك المكالمة بفارغ الصبر، ولكن القلق تسرّب إلى قلبه عندما رأى أنّ المتصل لم يكن سوى عمر.



وضع الهاتف على أذنه بعد أن قبل المكالمة ولم يكد ينطق حتى اخترق صوت عمر طبلة أذنه وهو يصيح :


« صهيب !.. هل مروان معك؟ هل أنتما بخير؟ هل هو بخير؟ لمَ تأخّر؟!.. ألم ينتهي وقت العمل بالفعل ؟! »



ابتلع صهيب تلك الغصة التي علقت في حلقه بعد أن سمع أسئلة عمر والتي لا يمتلك لأيٍّ منها إجابة شافية.



« وعليكم السلام يا عمر، مروان ليس معي ولا تقلق سيكون بخير، لديه بعض الأعمال الهامة التي يجب أن ينهيها ويأتي بعدها فورا، لا تخف»



« لا يا صهيب، أشعر أن شيئا سيئًا قد حدث له، إنه لا يرد على اتصالاتي يا صهيب، أرجوك أين هو ؟ »



« حسنا يا عمر أنا ذاهبٌ لأطمئنّ عليه، لا تقلق سأوافيك بالأخبار »



صمت عمر هنيهة ثم أردف بتردد : « حسنًا يا صهيب... اتصل بي ما إن


تراه »



« سأفعل يا عمر، اطمئن »



أغلق صُهيب الخط والندم ينهش صدره على ترك صديقه هكذا، ما كان يجدر به فعل ذلك، ليس بيده غير الدعاء أن تكون المهمة قد تمت على خير وأن يكون مروان بخير.



ارتدى صهيب معطفه الأزرق وأخذ مفاتيح سيارته وخرج من منزله متوجها لذلك الموقع الذي من المفترض أن يداهموا العصابة فيه.



*************



« لكم انتظرت تلك اللحظة ! لكم انتظرتها يا مروان ! » صاح المدعوّ بزعيم العصابة بغضب شديد بينما يركل وجه مروان بكلّ حقد. كان مروان مقيّدًا في كرسيّ حديديّ وقد كُبّلت يداه وقدماه في قوائم الكرسيّ. صدره يعلو ويهبط ببطء نتيجة الضرب الذي تلقّاه، فلم تكن تلك الركلة وحدها هي ما تلقّاها مُذ حُبس في تلك الغرفة الخالية.

ستظلّ في ذاكرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن