واجهنا وحدك!

710 75 192
                                    

أشرقت شمس يوم جديد لتداعب السماءَ بأشعتها الدافئة التي تخللت سحاب السماء. تقلب عمر في سريره بكسل ونهض ليتجهز للمدرسة. كان سرير أخاه فارغا بالفعل ، كان عمر يريد التغيب ، ولكن مروان لن يسمح له بذلك، غسل وجهه وارتدى قميصا أبيض اللون بأكمام طويلة وتدثر بسترة كحيلة فالجو يبدو باردا اليوم. مشّط شعره بعناية ، تناول دواءه وحمل حقيبته على كتفه متوجها لتناول الفطور، ووجد مروان قد ذهب لعمله بالفعل ليتناول طعامه بسرعة وينطلق هو الآخر إلى مدرسته. كان عمر حزينًا مُتألمًا من أفعال مروان معه، كان مروان يُحبه جدا ولم يكن يُغضبه أبدا كان دائما ما يلجأ إليه عندما يحزن أو يغضب ولكن كلُّ شيء تغيّر منذ أن قُتل والده....

وصل عمر إلى المدرسة وفور دخوله اعتلت وجهه ابتسامة صافية عندما استقرت مقلتيه على صديقه لينطلق مُتجها نحوه.

« صباح الخير » قال عمر مخاطبا صفوان الذي كان مستديرا للجهة الأخرى، ليلتفت بسرعة فور سماعه لصوته ويقول بعد أن صافحه :

« صباح النور، كيف الحال؟ »

« بخير» أجاب عمر

« فهد ذاك يحتاج أن يُلقّن درسا ليتوقف عن مضايقة الآخرين... لكن لا أعلم، أشعر أنّه يُكِنّ لك مشاعر حاقدة » صرّح صفوان بنبرة غاضبة.

ليرد عليه عمر بقوله :« لا تأبه له، ذلك النوع من الأشخاص يكون التجاهل هو التعامل الأمثل معهم».

وما هي إلا ثوان حتى تردد إلى مسامعهم صوت يقول
:« إذا... هل أعجبتك هدية ترحيبي؟ ».

تجاهل عمر وصفوان صاحب الصوت واستدارا مبتعدان عن أكثر شخص يبغضانه في المدرسة " فهد".

-« إعلم يا عمر أنّني لم ولن أنسى ما فعلتموه بنا » قال جملته الأخيرة مطقطقا أصابعه بسعادة.

ثم أشار إلى رفاقه ليلحقوا بهما مطوّقين إياهم. وقف عمر أمام صفوان وقال في هدوء :« ابتعدوا عنا !».

توسّط فهد تلك الحلقة التي شكّلها رفاقُه وتقدّم من عمر ليتحدّث بحدة :« حقا؟! ولمَ سنفعل هذا ؟»

صمت عمر ولم يجب عليه لكن صفوان صاح قائلا :« ما مشكلتك؟! لم نفعل لك شيئا !.. ابتعد أيها الجبان ، إن كنت تريد المواجهة ، فواجهنا وحدك! »

ارتسمت ابتسامة جانبية على وجه فهد ليضع يديه في جيبه وهو يقول :« حسنا إذا... بعد انقضاء اليوم الدراسي في باحة المدرسة »

رمى كلماته تلك وسار مبتعدا ليتبعه رفاقه في هدوء غريب بدا كما لو كان هدوء ما قبل العاصفة. انقضى اليوم بسرعة وخرج صفوان وعمر من المدرسة وتوجّه عمر إلى بيته.

لكنّ صفوان أوقفه قائلا :
« عمر أين تذهب؟! إن لم نذهب له في الباحة الخلفية سوف يُذلّنا دائما، وسوف ينعتنا بالجبناء، علينا فقط أن نضع حدّا له»

ستظلّ في ذاكرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن