مطاردة

484 54 112
                                    

« لا داعي للقلق صفوان.. أنا بخير حقا ! » قال عمر بصوت خافت وهو يُحدّق بصفوان الذي كان مُستريحًا على كرسيّ أمامه.

« كيف لا أقلق؟!  أنت بالكاد تتكلّم ! لا تظنّ أنّك يمكنك خداعي بتلك السهولة.... »تحدّث صفوان بنبرة حزينة ثم استطرد :« عمر ، ما الذي حدث بعد أن افترقنا؟! أعني كيف صدمك مروان؟! »

أشاح عمر بوجهه وهو يجيب :« لقد أوصلتك إلى منزلك ثم أكملت سيري و.... أذكر رؤية سيارة مروان ومن ثم سمعت صوت المكابح..... مهلا !... لقد كنت أهرب منه! »

اعترت الدهشة صفوان ليسأل بتعجّب :« مِمَّن كنت تهرب؟ »

أحاط عمر رأسه بكفيّه مُحاولا الحدّ من ذلك الصداع الذي ألمّ برأسه منذ الصباح ثم أجاب بصوت خافت :

« لقد كدت أموت يا صفوان ! »

« أعلم أنّك كدت تموت... فقد صدمتك السيّارة بقوة... ما الذي تتوقعُّه ؟! » تحدّث صفوان بسخرية

حدّق عمر في صفوان بنظرات مازحة وهو يجيب :« لم أقصد ذلك يا صفوان، لقد تذكّرت الآن، لقد كدت أموت بطلق ناري....لقد كان قنّاصًا. »

شهق صفوان بصدمة فور سماعه لكلام عمر ليصيح :

« م.. ماذا؟! »

« أجل لقد سقط مني هاتفي فجأة وانحنيت لأمسكه وتفاجأت بتلك الرصاصة التي تجاوزتني لتصطدم بالأرض، بعد ذلك بدأت أركض بكل سرعتي حتى أبتعد عنه وقطعت الطريق غير منتبه لسيارة مروان التي اتّجهت نحوي بسرعة شديدة.....»

« يا إلهي ! »صاح صفوان وهو يخلّل أصابعه في خصلات شعره متنهّدًا

« يجب أن أخبر عمّي بهذا ! » قال عمر بنبرة جادّة

أومأ صفوان وهو يقول :« لقد سئمت حقًا يا عمر....متى ينتهي كل هذا؟!.... »

« لا أعلم يا صفوان ! لا أعلم حقًّا ! » أجاب عمر بنبرة خالية من الأمل

« الحمدلله أنّك بخير، يجب أن تنتبه جيّدًا فأنت مستهدف بالقتل الآن، حسنًا إذًا، أظنّ أنّني عليّ الذهاب الآن...»

أومأ عمر بهدوء وقد نال التعب من جسده ، خرج صفوان من الغرفة وما كادت تنقضي دقائق حتّى فُتح الباب ليلج منه باسل وهو يقول :« إذن... كيف تشعر الآن؟ هل أصبحت أفضل؟ »

« نعم.. عمّي أشكرك.... » أجاب عمر وهو ينظر إلى ستائر النافذة التي تلاعبت بها الرّياح لتتحرك يمينا ويسارًا بفعل النسمات الباردة ليستطرد عمر :« عمي، أيمكنك أن تغلق النافذة ؟ الجوّ باردٌ »

اتجّه باسل نحو النافذة وأغلقها ببطء ثم جلس على كرسيّ أمام عمر ، كان وجهه شاحبًا قد ذهب ضياؤه وانطفأ لمعانه ، تنزلق حبيبات العرق على عينيه التي أسبلت أجفانها عليها مُخفية إيّاها.

ستظلّ في ذاكرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن