انفجارٌ أم حريق؟!

551 66 132
                                    

استيقظ ذاك الشاب من نومه على صوت زقزقة الطيور. نهض من سريره وطالع ساعة منبّهه لينهض بفزع صائحا :« يا إلهي !  إنها الثامنة صباحا ! لقد تأخرت !»

ارتدى ثيابه وصلّى صلاة الصبح ثم خرج من غرفته ليبصر والده الذي همّ بالخروج إلى عمله ليصيح به قائلا :« أبي !.. لمَ لمْ تُوقظني ؟! »

استدار والده له ليقول بتفاجؤ :« صفوان؟! أستذهب إلى مدرستك اليوم؟! لكنك لازلت مُتعبًا ! »

« لا يا أبي، لقد تحسّنت تماما؛ أنا أشعر بالنشاط، لا أشعر بالألم أبدا؛ لذا سأذهب اليوم، لا داعي للتغيب أكثر؛ فأنت تعلمني أبي، أنا لا أُحب أن أتغيب عن المدرسة » أجاب صفوان وهو يتوجه نحو الباب.

« حسنا بني، لكن توخّى الحذر، وابتعد عن المشاكل... وعن ذاك الشاب » قال والد صفوان وهو يُربّتُ على كتف صفوان برفق.

صمت والده قليلا واستطرد :« لقد كبرت يا بنيّ واشتدّ عودك، كانت والدتك لتكون فخورة بك يا ولدي، أنا فخور بك صفوان»

عانق صفوان والده بحبّ وبادله والده العناق ثم انطلق إلى عمله.

وصل صفوان إلى المدرسة ودخلها متوجّها إلى خزانته ليضع فيها حقيبته وكتبه. ثم توجّه إلى فصله ليحضر حصصه ولكن قبل أن يدخل الفصل وقعت عيناه على فهد ورفاقه. لم يفعل فهد شيئا سوى أنه ابتسم بشماتة. خطى صفوان مبتعدا عنه ولم ينتبه للطريق أمامه حتى ارتطم بأحدهم. رفع صفوان رأسه ليرى ذلك الشخص وإذ به عمر. لم يتكلّم أي منهما ودام الصمت بينهما للحظات حتى قطعه صفوان وتحرّك مُبتعدًا عن عمر دون أن ينبس ببنت شفة.

طأطأ عمر رأسه في حزن فهو لم يقصد أن يُحزنه أو يغضبه، لم يقصد، هو فقط لا يريد أن يُعرّضه للخطر، لا يريد أن يفقد صديقًا آخر. حضر عمر وصفوان حصصهم ومرّ اليوم سريعا، كان يومًا هادِئا.

« السلام عليكم» قال عمر وهو يدخُل منزل عمته مُعلنًا بذلك عودته

« وعليكم السلام، بدِّل ثيابك وهلمَّ بسرعة، فقد شارف الغداء على الانتهاء» صدح صوت عمّته الذي كان صادرا من المطبخ

« حاضر، الرائحة زكيّة عمتي، أنا أتضوّر جوعًا » قال عمر وهو يصعد الدّرَج لتعقّب عمته على كلامه بابتسامة خفيفة.

صعد عمر إلى غرفته وبدّل ثيابه ثم توضّأ وصلّى الظُهر.

ثم نهض من على سجادته وتوجّه إلى الأسفل.

جلس عمر يتناول الطعام مع عمته فقد اعتادوا على ذلك؛ فقد كان مروان يعود مُتأخّرا لذا كان يأكل وحده.

« عمر! أنت لا تأكل جيدا، تبدو لي شاحبا، هل أنت
بخير؟ » سألت عمته بقلق

حرّك عمر ملعقته في طبق الأرز وقال : « نعم عمتي، أنا بخير، قد أكون مُرهقا من المدرسة فقط »

ستظلّ في ذاكرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن