بعد قليل جاء الطبيب إلى منزل الحاج " شعبان " وقد علم من " عصام " شيئاً هاماً يخص " بوب " ومن هنا ستبدأ رحلة علاجه الصحيحه وسيزول ألم رأسه والأرق الذي يبدو عليه .. دلف الطبيب إلى غرفة " بوب " وكان " بوب " مستلقي على السرير، يبدو عليه التعب الشديد وقد أبى أن يأكل شيئاً منذ أن أفاق ..
خرج كل من بالغرفة وظل فقط الطبيب مع " بوب " لبعض الوقت ومن ثم خرج الطبيب أيضاً وغادر المكان ..
وما أن غادر الطبيب حتى جاؤا بالطعام إلى " بوب " ولكنه تلك المرة أكل القليل تحت ضغط الجميع وأنه يجب عليه أن يألك ليأخذ العلاج ..
وبعدما أنهى " بوب " طعامه .. استأذن " عصام " من الحاج " شعبان " أن يجلس مع " بوب " وحدهم قليلاً، فوافق الحاج " شعبان " ومن ثم خرج الجميع وتركوهم ..
جلس " عصام " على كرسي بجانب سرير " بوب " .. و " بوب " يجلس على السرير موجاً وجهه في إتجاه " عصام " .. وظلوا هكذا ملياً إلى أن بادر " عصام " بالحديث:
_ لسه مش فاكرني يا بوب؟
نظر له " بوب " ثواني ثم قال:
_ عصام؟
إرتسمت الإبتسامة سريعاً على وجه " عصام " بعدما ظن أن " بوب " قد تذكره ولكن سرعان ما تلاشت تلك الإبتسامة وسأله على الفور:
_ ياترى إنت فاكرني، ولا سمعت الإسم منهم؟ ولا بتتأكد إنه دا إسمي ولا إيه؟
ليرد " بوب ":
_ مش عارف.
ليسأله " عصام ":
_ يعني إيه مش عارف؟ .. إنت مش فاكرني خالص كدا؟ .. مش فاكر إنك كنت جاي هنا عشاني، عشان إحنا صحاب ونعرف بعض؟!
سكت " بوب " للحظات وكأنه يتذكر شيء ما .. نظر له " عصام " في ترقب وبعدما طال صمت " بوب " وهو ينظر إلى الفراغ أمامه ويبدو أنه يتذكر شيء ما .. سأله " عصام ":
_ هاا إفتكرت حاجة؟
نظر له " بوب " وقال:
_ يعني .. تقريباً ..
ليسأله " عصام " على الفور:
_ إفتكرت إيه قولي؟
ليقول " بوب ":
_ يعني .. بفتكر مشاهد بس كدا! .. مشاهد لينا مع بعض بس في أماكن مختلفة!
ليسأله " عصام ":
_ أيوا في أماكن مختلفة طبعاً، إنت أصلاً مجيتش هنا غير مرة واحدة بس ودي تاني مرة ليك!
ليسأله " بوب ":
_ طيب قولي كدا إحنا اتعرفنا على بعض فين؟
ليرد " عصام ":
_ في ألمانيا .. كنا بنشتغل مع بعض هناك.. واتعرفنا وبقينا صحاب كمان ..
أنت تقرأ
EDVA
Romanceأحياناً يرمي بنا القدر في أمكان لا تشبهنا، لا تناسبنا .. نشعر أننا لا ننتمي إليها .. ولكن سرعان ما يتغير كل شيء ونجد أن تلك الأماكن هي أفضل مكانٍ لنا .. أو ربما ليس لنا مكانٌ آخر، فمن المقدر لنا وجودنا هنا .. وسيكشف القدر غطاءه وتعلم أن هذه الأماك...