" إدفا "
( في قصر الحاج " صالح " )
تم عقد الخطوبة بحضور أهل الحاج " صالح " وأهل " فاطمة " من خالاتها وأخوالها وعائلاتهم .. وإلى الآن لم يجلس معها " بوب " أو يخاطبها .. حتى بعدما عقدوا الخطوبة ظن أن من صلاحياته الآن أن يحدثها .. ولكن ذلك لم يحدث ..
إنتهت الخطوبة وغادر الجميع وصعد الحاج " صالح " إلى غرفته وأيضاً الحاجة " أم عصام " ومعها " فاطمة " وبقى " بوب " يجلس مزهولاً في مكانه وبجانبه " عصام " ..
قال " بوب " بصدمة:
_ بجد يعني؟ .. مش هتكلم معاها حتى كلمة واحدة!
انفجر " عصام " من الضحك وقال:
_ قولتلك مفيش الكلام ده عندنا .. عندنا العريس ممكن ميشوفش عروسته غير ليلة الدخلة أصلاً، بعد كتب الكتاب كمان!
قال " بوب ":
_ طب ما دا اللي إنتوا ناويين تعملوه معايا أهو! .. هو أنا كدا حتى شفت شكلها ولا أعرفها!
قال " عصام ":
_ مش إنت قولتلي إنك شوفت وشها قبل كدا وهي قاعدة مع أبويا صالح؟!
قال " بوب " بدهشة:
_ إنت بتتكلم جد يا عصام؟!
قال " عصام " وهو يحاول كتم ضحكاته:
_ معلش معلش .. مش إنت مصمم؟ .. شيل بقى! هههه
صمت " بوب " في زهول .. ثم قال:
_ أنا حقيقي مش مصدق اللي أبوك بيعملوا فيا!! ..
_ بجد مش مستوعب اللي بيحصل! .
***
( في اليوم التالي )
بعد صلاة الفجر .. كان " بوب " عائداً إلى المنزل .. دخل إلى المنزل وكان في طريقه إلى غرفته .. قابلها صدفة وهي متوجهة إلى غرفة الحاج " صالح " .. قرر أن ينتهز الفرصة ويتحدث إليها .. وفي طريقهم هم الإثنان إلى صعود الدرج .. قال لها:
_ صباح الخير ..
إلتفتت له لتجده ينظر إليها وبإنتظار الرد منها .. عادت بنظرها للإمام مرة أخرى وسرّعت من حركتها .. صعدت الدرج سريعاً وفرت من أمامه في لحظات ..
قال " بوب " متذمراً:
_ طب ردي طيب!! .. ( ثم على صوته قائلاً ) مبعضش على فكرة!
وذهب إلى غرفته .
***
( الثالثة عصراً )
جهز " بوب " أغراضه للسفر .. وكغير عادته منذ قدومه إلى هنا .. كان يلبس تيشرت ضيق باللون الرمادي الفاتح وجاكت جلد باللون الإسود وبنطال بنفس اللون .. ونظارة شمس رفعها أعلى جبينه .. أرجعت شعره للوراء .. وأعطته جاذبيه أكثر ..
أنت تقرأ
EDVA
Romansaأحياناً يرمي بنا القدر في أمكان لا تشبهنا، لا تناسبنا .. نشعر أننا لا ننتمي إليها .. ولكن سرعان ما يتغير كل شيء ونجد أن تلك الأماكن هي أفضل مكانٍ لنا .. أو ربما ليس لنا مكانٌ آخر، فمن المقدر لنا وجودنا هنا .. وسيكشف القدر غطاءه وتعلم أن هذه الأماك...