Part 7

62 13 6
                                    

بعدما أنهى " بوب " و " عصام " الفطور ظلوا كما هم على مائدة الطعام .. وقص " عصام " على " بوب " حكايته كاملة تقريباً منذ أول يوم تعرفوا به على بعضهم البعض في ألمانيا إلى صداقتهم التي دامت لأكثر من سنة ونصف وأيضاً قدوم " بوب " إلى القرية هنا مرة من ذي قبل وكانت هذه زيارته الثانية لصعيد مصر ..

ومع كل كلمة كانت تخرج من " عصام " كان " بوب " يتذكر أشيئاً كثيرة ومشاهد كثيرة .. ويكأن كلمات " عصام " كانت بمثابة مفاتيح لأبواب مغلقة في ذاكرته ..

حتى أنهى " عصام " حديثه قائلاً:

_ ها بقى كفاية حكاوي لحد كدا وتيجي نطلع نشوف الحج أبويا اللي هيموت عليك ده؟

ليقول " بوب ":

_ يعني أنا أصلاً كنت جايله .. جاي لباباك .. الحج " صالح "؟

ليرد " عصام ":

_ أيوا .. عشان هو تعب جامد الفترة اللي فاتت، ولما التعب زاد عليه حب إنه يشوفك، لإنه زي ما قولتلك، بيحبك جداً وبيعتبرك زيي كدا بالظبط .. ابنه التاني.

سكت " بوب " وهو ينظر للفراغ أمامه ويتذكر بعض الأشياء، حتى قاطعه صوت " عصام ":

_ على فكرة ممكن لما تشوفه بردو وتتكلم معاه تفتكر حاجات أكتر ..

_ ألا قولي صحيح، إنت فاكر لحد فين دلوقتي؟

_ يعني وأنا بحكيلك كدا .. إنت فاكر اللي بقوله ولا حاسس بإيه؟ ولا إيه الدنيا معاك؟

لم يجبه " بوب " وقال:

_ تعالا نطلع نشوف أبوك.

***

" في غرفة الحاج صالح "

كان يرقض رجل عجوز تخطى الستون من عمره .. يرقض على سريره بغرفته الكبيرة جداً، تختلف عن باقي غرف القصر .. وتمتاز بالفخامة الشديدة ..

تخرج من أنحاء كثيرة بجسده الكثير من الخراطيم .. منها من يتصل بمحاليل ومنها من يتصل بأجهزة ..

وبجانب السرير توجد بعض الكراسي .. تجلس على إحداها زوجة الرجل الحاجة " أم عصام " وعلى كرسي آخر طبيب وبجانبه ممرضة ..

أما جانب الحاج " صالح " – أي على السرير – تجلس فتاة لا يظهر من ملامح جسدها أو وجهها أي شيء .. فقد كسا جسدها ردائها الفضفاض وغطى وجهها حجابها الذي يشبه الطرحة ولكنه أكبر .. وتركته ينزل على وجهها .. بلونه الأسود ..

 بلونه الأسود

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
EDVAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن