( في غرفة الحاج صالح بالطابق الثاني )
طرق " بوب " الباب عدة مرات ثم فتح الباب ودلف إلى الغرفة .. وجد الحاج " صالح " جالس على سريره وبجانبه نفس الفتاة – المغطاة بالكامل – تلك .. لا يظهر منها أي شيء .. لا يعلم حتى إن كانت فتاة صغيرة أم إمرأة كبيرة بالغة .. ولكن يبدو من حجمها أنها ما زالت شابة في العقد الثاني من عمرها ..
ما أن دلف " بوب " إلى الغرفة حتى ابتسم له الحاج " صالح " وقال له:
_ تعالا يا ولدي .. تعالا أجعد جاري هِنه ( هنا ) .
دخل " بوب " وجلس على كرسي بجانب سرير الحاج " صالح " .. كانت تجلس تلك الفتاة بجانب الحاج " صالح " على السرير وعلى حجرها صنية طعام وتقوم بإطعام الحاج " صالح " بيديها ..
سأل الحاج " صالح " " بوب ":
_ كلت ياولدي؟
أجاب " بوب ":
_ اه الحمدلله .. لو كنت أعرف إنك بتاكل مكنتش جيت دلوقتي.
ابتسم الحاج " صالح " وقال:
_ أنا خلصت أهو خلاص .
ليقول " بوب " سريعاً:
_ لا لا .. خلص أكلك براحتك .. أنا قاعد أهو لحد ما تخلص .
أخرج " بوب " هاتفه ليعبث به قليلاً .. ولكنه لم يكن ينظر في الهاتف .. فقد كانت عيناه تجوب تلك الفتاة من كل أنحائها المتشابهه .. يحاول أن يسترق النظر .. عساه يرى وجهها أو أي جزء منه .. ولكن دون جدوى ..
ظل هكذا قليلاً .. يظهر أنه يعبث بهاتفه وعيناه مع الفتاة التي تطعم الحاج " صالح " ..
حتى خطرت لـ " بوب " فكرة ..
كان " بوب " قد تذكر علاقته مع الحاج " صالح " وكم كانوا قريبين من بعضهم البعض .. ف فتح " بوب " معرض الصور بهاتفه وفتح بعض صوره التي كان قد التقطها في سفريته الأخيرة .. وقرر أن يريها للحاج " صالح " الآن ..
وما أن فتح الصور على الهاتف حتى هم ليقوم من كرسيه وهو يقول:
_ تعالا أوريك حاجة صحيح .. أسليك وإنت بتاكل كدا طالما مش هنعرف نتكلم ..
وجلس بجانب الحاج " صالح " على السرير من ناحيته اليسرى .. ف أصبحت تلك الفتاة قبيل وجهه هو الآخر .. ولكن ما أن رأها حتى توقف عن الحديث فجأة وفتح فمه بإعجاب من جمالها .. فقد كانت ملامحها في منتهى البراءة .. ملامح فتاة مصرية أصيلة .. ذات عيون خضراء و وبشرة قمحية .. وحواجب كثيفة مرسومة .. شفاه كرزية .. وخدان كالتفاح .. وما زادت جمالها ذلك الحاجب الذي يغطي شعرها بالكامل .. حجاب اسود .. ترك العنان لملامح وجهها لتبرز جمالها دون الحاجة للتعري أو إفشاء مفاتنها ..
أنت تقرأ
EDVA
Romanceأحياناً يرمي بنا القدر في أمكان لا تشبهنا، لا تناسبنا .. نشعر أننا لا ننتمي إليها .. ولكن سرعان ما يتغير كل شيء ونجد أن تلك الأماكن هي أفضل مكانٍ لنا .. أو ربما ليس لنا مكانٌ آخر، فمن المقدر لنا وجودنا هنا .. وسيكشف القدر غطاءه وتعلم أن هذه الأماك...