بحث " بوب " عن الحاجة " أم عصام " وعلم أنها في مجلس النساء بالطابق السفلي .. فنزل إليها وطلب من إحدى الخادمات – كانت تمر من أمامه – أن تنادي الحاجة " أم صالح " من الداخل .. فدخلت وقالت لها أن " بوب " يريدها بالخاج ..
خرجت الحاجة " أم عصام " وعلى وجهها علامات التساؤل وما أن رأت " بوب " أمامها حتى قالت:
_ خير ياولدي؟ في حاجة ولا إيه؟ .. الحاج صالح كويس؟!
قال " بوب ":
_ إهدي يا أم عصام .. الحاج صالح كويس .. أنا بس كنت عاوز أتكلم معاكي شوية .
تنهدت الحاجة " أم عصام " بإرتياح وقالت:
_ طيب ياولدي .. تعالا ورايا .
وذهبا معاً إلى غرفة إستضافة أخرى موجودة بنفس الطابق .. دخلا وجلسا على الأنتريه وقالت الحاجة " أم عصام ":
_ ها ياولدي خير؟ .. كنت عاوزني في إيه؟
سكت " بوب " للحظات .. يحاول تجميع شتات أفكارة وترتيب كلماته .. فقالت الحاجة " أم عصام " مرة أخرى:
_ خير ياولدي .. إتكلم!؟
قال " بوب ":
_ امم بصراحة يا أم عصام .. أنا كنت عاوز أسألك عن فاطمة .
ابتسمت الحاجة " أم عصام " في تعالي وقالت:
_ وإنت إيه دخلك بفاطنة بنتي؟ .. إشمعنى عتسأل عليها؟
فهم " بوب " نظرات الحاجة " أم عصام " وقال لها سريعاً:
_ لا لا أكيد مش اللي في دماغك .. أنا بس بسأل عادي يعني؟
تبدلت ملامح الحاجة " أم عصام " ولوت شفتيها في تذمر وقالت:
_ اممم بتسأل عادي؟ .. طيب إحنا معندناش الكلام ده ياولدي .. ميصحش تسأل على بنية كده من غير سبب وتجول بسأل عادي .. محدش عيجاوبك!
قال " بوب ":
_ يسلام! .. أومال لما أعوز أعرف عنها حاجة أسأل مين؟
قالت الحاجة " أم عصام ":
_ وإنت يعني عاوز تعرف إيه؟
قال " بوب ":
_ يعني .. عندها كام سنة مثلاً .. دنيتها إيه كدا .. وبعدين هو إنتوا مش عندكوا البنات بيتجوزوا وهما لسة قاصر ولا بتهيألي؟ .. إشمعنى دي شكل سنها عدى الـ 15 ولا الـ 17 كمان ولسة متجوزتش لحد دلوقتي؟
سكتت الحاجة " أم عصام " للحظات وقالت:
_ برغم إني مدايجة منك لدوك .. وإنك ملكش صالح أصلاً بالحاجات دي بس حجاوبك .. بص يابني .. إنت معاك حج .. عندينا البنات بيتجوزوا صغيرين فعلاً .. بس فاطنة أمها وصتها جبل ما تموت إنها متتجوزشي غير لما تعدي الـ 18 سنة .. يعني .. أمها كان ليها أخت كدا إتجوزت وهي زغيرة وحصلها ظروف بعد الجواز .. تعبت وماتت .. فأمها خايفة عليها .. فوصتها إنها متتجوزشي غير بعد ما تتم سِن الـ 18
أنت تقرأ
EDVA
Romanceأحياناً يرمي بنا القدر في أمكان لا تشبهنا، لا تناسبنا .. نشعر أننا لا ننتمي إليها .. ولكن سرعان ما يتغير كل شيء ونجد أن تلك الأماكن هي أفضل مكانٍ لنا .. أو ربما ليس لنا مكانٌ آخر، فمن المقدر لنا وجودنا هنا .. وسيكشف القدر غطاءه وتعلم أن هذه الأماك...
