Part 10

52 14 6
                                    

أنهى " عصام " صلاته .. وجلس يذكر الله قليلاً ويسبحه .. ويدعوه أن يشفي أباه ويرد إليه صحته وعافيته وأن يبارك له في عمره .. وبعدها تذكر أن " بوب " ينتظره بالخارج .. فقام مسرعاً من مجلسه وهرول إلى الخارج .. ولكن ما أن وصل إلى باب المسجد قبل أن ينزل السلم لم يرى " بوب " أمام مرأى بصره .. بحث عنه بعينيه يميناً ويساراً ولم يجده .. نزل درجات السلم وبحث يميناً ويساراً ولم يجده أيضاً .. ذهب إلى جانبي المسجد وأيضاً دون جدوى .. سأل أحد الأطفال المارين أمام المسجد إن كان رأي شخصاً ينتظر هنا ولكنه لم يرى أحداً .. عاد " عصام " إلى داخل المسجد عسى " بوب " دخل وينتظره بالداخل ولكنه لم يره!

ولكن عندما عاد كان الكثيرين قد غادروا المسجد ولم يتبقى سوى عدد قليل .. ولم يكن " بوب " من بينهم!! .. إذن ترى هل عاد إلى القصر؟ .. هل مل من الإنتظار وغادر!؟ .. ولكنه لا يعرف الطريق إلى القصر!؟ .. لا يعرف شيئاً هنا؟ .. لابد وأنه لم يغادر؟! .. إذن أين هو؟!

وبينما " عصام " يقف حائراً .. إذا بعامل المسجد يقترب منه ويقول:

_ بتدور على حاجة ياولدي؟

نظر له " عصام " بيأس وقال:

_ أيوا ياعم محمد .. كان في واحد صاحبي مستنيني برا المسجد هنا ولما خلصت مش لاقيه؟ معرفش ممكن يكون راح فين .. مشفتوش ياعم محمد صحيح؟

قال له الرجل:

_ تجصد ( تقصد ) الشاب الغريب ده؟

قال " عصام " بلهفة:

_ أيوا هو الغريب ده .. صاحبي، شوفته؟

قال الرجل:

_ إيوه ياولدي .. دخل على الحمام أديله شوية ومن ساعتها مخرجشي!

قال " عصام " بإرتياح:

_ شكراً جداً ياعم محمد .. كان فينك من بدري.

وتركه سعيداً وتوجه إلى الحمام .. كانت كل الأبواب مفتوحه عدا باب واحد مغلق .. فعرف " عصام " أن " بوب " في الداخل .. لم يشأ " عصام " أن يدايقه فلم يوجه له أي حديث وقرر أن ينتظره كما كان " بوب " يفعل منذ قليل ..

غادر " عصام " الحمام وعاد إلى باحة المسجد وجلس بإحدى النواحي يذكر الله وينتظر " بوب " .

***

" بداية جديدة "

إلى متى سأظل هكذا جباناً؟ .. إلى متى سأظل هكذا خائفاً، ضعيفاً؟! .. يقولون أنك أرحم علينا من أنفسنا .. يقولون أنك أحن علينا من أنفسنا .. يقولون أنك غفرت لشخصٍ قتل مائة نفس! .. فهل ياترى سيكون لي حظ من تلك المغفرة! .. هل حقاً تريدني لذلك سُقتني لهذا المكان في ذلك التوقيت؟ .. هل حقاً تريد مسامحتي لذلك تلهمني أن أعود إليك؟! ..

***

لم يترك " بوب " العنان لعقله في التفكير أكثر من ذلك .. وإندفع بقلبه وكل جوارحه إلى داخل المسجد .. توجه إلى حمام المسجد .. ولما رأى عدة حمامات داخلية صغيرة داخل الحمام الكبير وتوجد بكل واحدة منها دش .. دخل إحداها وأغلق الباب خلفه بإحكام وتجرد من كل ملابسه ونزل تحت الماء البارد .. ينوي الطاهرة من كل ذونبه .. ينوي الطاهرة عن كل خطأ قد فعله من قبل .. يتمنى من كل قطرة ماء تنزل من أعلى رأسه إلى أسفل قدمه أن تأخذ معها ذنباً من ذونبه ..

EDVAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن