Part 15

42 13 3
                                    

" الأرجنتين "

( بويرتو ماديرو )

كان " بوب " يجلس مع أصدقائه .. في منزله .. فقد جاؤا لإستقباله والجلوس معه قليلاً بعدما افتقدوه كل تلك الفترة .. قال أحدهم:

_ ماذا بك يا صاح! ألم تكن تريد العودة؟!!

أجاب " بوب " مازحاً:

_ في الواقع، لا أريد .

قال الآخر:

_ ألهذه الدرجة مِصر جميلة؟

قال " بوب " بشرود:

_ ليست مصر فقط الجميلة ، وإنما الأشخاص هناك .. هناك شعرت معهم بأشياء كنت أفتقدها دوماً .. يوجد هناك دفيء، ومحبة، وطمأنينة .. يوجد هناك تعاون ومساعدة للغير حتى وإن لم يكونوا يعرفونك!

قال أحدهم:

_ نعم نعم .. مثل الحاج شعبان كما أخبرتنا!

قال " بوب ":

_ نعم، وأيضاً الحاج صالح! .. لمَ لم تذكره؟!

قال شخص آخر:

_ أليس الحاج صالح هذا والد صديقك؟

إلتفت له " بوب " وقال:

_ نعم، والد صديقي .. ولكن هل عندنا من أحد هنا يفعل ذلك مع أصدقاء ابنه!! ..

_ الحاج صالح منذ زمن .. منذ عرفت صديقي عصام تقريباً وعرّفني على والده وهو يعتبرني مثل ابنه .. ودائماً يقول لي " إن بداخلك خيراً ولكن لا أحد يراه سواى" !

_ دائماً ما أحكي له عن عثراتي ونذواتي .. مشاكلي التي تواجهني في العمل أو مع الأصدقاء ودائماً ما يقول لي أنني شخص صالح! .. أتعجب لأمر ذلك الرجل! .. ولكن الكلام معه يشعرني بالراحة .. لذلك لا أخجل أن أقص عليه ماضيي أو ذلاتي .. فهو الشخص الوحيد الذي لا يزال يراني شخصاً صالحاً رغم كل شيء .. ويحاول دائماً إخراج ما بي من خير .. يحاول دائماً الأخذ بيدي ..

ثم تنهد وقال:

_ هيا غيروا الموضوع ..

قال أحد أصدقائه مازحاً:

_ بوب، أنت لا تعرف والدك صحيح؟ .. لربما الحاج صالح هذا يكون والدك؟

ثم انفجر بالضحك .. وضحك الجميع ما عدا " بوب " الذي بدت على ملامحه علامات الغضب وقال:

_ الأمر غير مضحك على الإطلاق!!

فقال أحدهم من بين ضحكاته:

_ تخيل لو أن والدك كان صعيدياً!! .. أو لسخافة القدر أرجنتيني وذهب إلى الصعيد أيضاً مثلك تماماً ..

هدأ أحد أصدقائه من الضحك وسأله بجدية:

_ بوب، أليس هذا الحاج صالح الذي أخبرتنا عنه من قبل أن له في شبابه نذوات كثيرة وكان يقول أنك تشبهه في صباه!؟

EDVAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن