( في اليوم التالي )
" بوب " و " عصام " يجلسان مع بعضهما البعض في إحدى مجالس قصر الحاج " صالح " وحدهما يتحدثان فيما دار بالأمس .. حتى قال " عصام " لـ " بوب " وقد طرأت على خاطره فكرة:
_ بقولك إيه يا بوب؟
أجاب " بوب " بلا مبالاة:
_ خير .. قول؟
قال " عصام " بحماس:
_ ما تخلف من فاطمة .. صدقني لو خلفت منها محدش هيقدر يمشيك!
إعتدل " بوب " في جلسته وقال:
_ نعم؟! .. إنت بتقول إيه؟! .. مستحيل طبعاً! .. إذا كان كنت طول عمري رافض فكرة الجواز والإرتباط وبقول عمري في حياتي كدا ما هتجوز .. وقدّر وعملتها .. كمان عاوزني أخلف!؟ لأ وسعت منك دي حبتين يا عصام! ..
_ تعرف تقعد في ناحية وتفضل ساكت؟
إقترب منه " عصام " وقال:
_ صدقني بكلمك بجد على فكرة .. خصوصاً أبويا كمان لو بقى له حفيد منك على إعتبار إنه بيعاملك زيي كدا إنك ابنه .. أو حفيد من فاطمة وهي زي بنته بردو .. هيقفلهم بقلب جامد!
قال " بوب ":
_ ألا صحيح يا عصام .. إنت مبترتبطش ليه؟ هاا؟
قال " عصام " وهو يتحاشى النظر في عيني " بوب " وبدا عليه التوتر:
_ هاه!؟ .. ما تخلينا فيك إنت الأول ط!
قال " بوب ":
_ لأ بس جاوبني إنت الأول، وملكش دعوة بيا إنت حلولك دي كلها غلط ومش نفعاني أصلاً من ساعة ما قعدت!
قال " عصام " بتفاخر:
_ أناا لسة صغير .. مبفكرش في الموضوع ده دلوقتي.
قال " بوب " بإستهزاء:
_ لا والله؟! .. على أساس أنا اللي كنت بدور على عروسة أوي والوحدة مقطعاني!!
قال " عصام " محاولاً تغيير مسار الموضوع:
_ المهم .. يعني إنت هتعمل إيه دلوقتي؟ .. ما إنت أكيد مش هتاخد فاطمة وتسافر وإنت كنت مفهمها من الأول إنك مش هتسفرها من بلدها .. مش كدا ولا إيه؟!
قال " بوب " بجدية:
_ لأ طبعاً .. أنا عند وعدي ليها وللحج صالح .. أنا فاطمة بالنسبالي زي ما قولتلك قبل كدا يا عصام عاملة زي السمكة اللي مينفعش تخرج من الماية .. أنا حبيتها هنا بشكلها وبطبعها الصعيدي ولبسها وطريقتها .. وكل حاجة فيها مرتبطة بالمكان هنا .. زي أبوك وأمك كدا والناس هنا .. في حاجات كدا زي الذكريات أو حتى ناس معينين بيرتبطوا بأماكن معينة .. وأنا مش هقدر أخد فاطمة من مكانها وبلدها اللي اتولدت وعاشت فيها وعمرها ما خرجت منها .. معتقدش إنها هتقدر تتكيف مع الناس برا ولا هتعرف تتعايش وتتعامل معاهم! ف دا مش حل من ضمن الحلول أصلاً! .. أنا عشان أحل المشكلة دي لازم أحلها بنفسي مع أهل البلد والناس اللي عاوزين يمشوني .. وأنا أساساً مش عارف هما مش حابني ليه؟!!
أنت تقرأ
EDVA
Romanceأحياناً يرمي بنا القدر في أمكان لا تشبهنا، لا تناسبنا .. نشعر أننا لا ننتمي إليها .. ولكن سرعان ما يتغير كل شيء ونجد أن تلك الأماكن هي أفضل مكانٍ لنا .. أو ربما ليس لنا مكانٌ آخر، فمن المقدر لنا وجودنا هنا .. وسيكشف القدر غطاءه وتعلم أن هذه الأماك...