( الساعة 7 مساءً )
كان " بوب " يجلس بغرفته .. سمع طرقات على الباب .. فأذن بالدخول لمن بالخارج .. دخل عليه " عصام " وهو يرتدي جلباب صعيدي فرفاض وعمة ويضع على كتفه شال .. أعجب " بوب " بهيئته كثيراً .. دوناً عن أنه حقاً يحب الصعيد وأهلها بملابسهم ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم ..
دخل عليه " عصام " وعندما رأي علامات الإعجاب على وجهه قال:
_ إيه رأيك فيا؟
تدارك " بوب " الموقف وسيطر على رد فعله وأبدى غضبه ثم قال:
_ أنا مبكلمش أصلاً ..
جلس " عصام " بجانبه على السرير وربت على كتفه وقال:
_ ياعم خلاص حقك عليا .. أنا آسف .. قولي أراضيك إزاي طيب؟
قال " بوب ":
_ عايز تصالحني فعلاً؟
قال " عصام ":
_ اه طبعاً ..
قال " بوب ":
_ وعايزني أروح معاك الفرح؟
قال " عصام ":
_ ياريت ..
قال " بوب ":
_ خلاص لبسني زيك كدا .. عاوز ألبس شبهك كدا بالمللي ..
ابتسم " عصام " وقال:
_ من عنيا طبعاً .. دا إنت حتى بجسمك دا هتبقى طول بعرض كدا .. وهيبقى شكلك أحلى مني .. بس ماااشي .
ثم تابع بغرور قائلاً:
_ بس ماقولتليش بردو إيه رأيك فيا؟
قال " بوب ":
_ وإنت دا كله لسة معرفتش رأيي فيك؟ .. جامد طبعاً .
ابتسم " عصام " بثقة .. ولم يرد .
***
" في منزل الحاج سعيد "
قبل المنزل بمسافة طويلة .. انتشرت الزينة والأضواء معلنة عن وجود فرحة في المنطقة .. وملأت الموسيقى أجراء المكان .. والمناطق المجاورة أيضاً .. تلك الموسيقى بالمزامير الصعيدية الشهيرة .. التي تألف لها النفس وتنجذب إليها ..
كانت المرة الأولى التي يحضر بها " بوب " فرحاً من الأفراح الصعيدية .. ولم تكن تلك ليلة العرس ولكنها كانت الليلة التي تسبقها .. كما يسمونها " الحنة " .. ولكنها لا تختلف كثيراً عن الفرح .. سوى أن الفرح يجمع العروسين وعائلتهم والأقارب رجالاً ونساءً .. أما الحنة فتكون هناك حنة في منزل العريس .. يجمع بها أصدقائه وأقاربه الرجال .. وهناك حنة أخرى في منزل العروس تجمع بها صديقاتها وأقاربها النساء .. يرقصون ويغنون ويفرحون سوياً ..
أنت تقرأ
EDVA
Romanceأحياناً يرمي بنا القدر في أمكان لا تشبهنا، لا تناسبنا .. نشعر أننا لا ننتمي إليها .. ولكن سرعان ما يتغير كل شيء ونجد أن تلك الأماكن هي أفضل مكانٍ لنا .. أو ربما ليس لنا مكانٌ آخر، فمن المقدر لنا وجودنا هنا .. وسيكشف القدر غطاءه وتعلم أن هذه الأماك...