" في منزل الحاج شعبان "
كان الجميع يجلس في غرفة الضيوف .. الحاج " شعبان " وابنه " حسن " و الشاب الغريب المدعو " بوب " ورجال آخرين من رجال القرية الكبار .. وبدأ أحد الرجال بالحديث قائلاً:
_ أديلك أسبوعين جاعد معانا يولدي ولساك مفتكرتش حاجة عن أهلك؟
ليجيب " بوب ":
_ لسة ..
ليرد رجل آخر:
_ والعمل دلوك؟
ليرد عليهم الحاج " شعبان ":
_ أني معنديش مشكلة والله يا جماعة، حتى لو هيجعد إمعايا العمر كله، " بوب " خلاص معزته بجت من معزة " حسن " إبني ".
ليرد أحد الرجال الكبار قائلاً:
_ وبنتك " مَريم "؟ ميصحش الغريب بفضل جاعد في داركم والدار فيها حريم! ولا إيه؟
ليرد رجلين من الجالسين في نفس الوقت:
_ إيوه صُح، إمعاك حج! ( حق ).
لم يجد الحاج " شعبان " ما يقول .. ف قال " بوب ":
_ خلاص يا جماعة، أنا هريحكوا مني خالص .. أنا بس عاوز حد يوديني على أقرب مدينة من هنا وهروح أنا على السفارة بتاعتي وأشوف الموضوع ده.
ليرد الحاج " شعبان " على الفور بإنفعال:
_ وه ياولدي! وإحنا جصرنا معاك في حاجة! .. عاجبكوا إكده يا أهل البلد، عاوزين الغريب يجول إننا جصرنا في حجه؟!
ليرد أحد الرجال الكبار:
_ لأ طبعاً، وإحنا مجولناش حاجة ياولدي، إنت مش هتسيب البلد ولا حاجة .. إنت وسط أهلك وحتتك .. إحنا بس بنفِكر مع بعضينا يعني عشان نشوفلك حل في الوجعة المربربة اللي إنت فيها ديّ!
ليرد " بوب ":
_ وأنا مش عاوز أتعبكوا معايا أكتر من كدا، إنتوا عملتوا اللي عليكوا وزيادة .. أنا همشي من بكرا وأروح أشوف حالي وأدور بنفسي.
ليقتحم عليهم المكان دخول فتى في السابعة عشر من عمره وهو يلهث من أثر الركض ويقول بصوت يكاد يفهم:
" أني عرفت الغريب كان جاي بلدنا لمين " .
***
( السابعة مساءً )
تجلس بعض الفتيات في إحدى الغرف .. وتقول إحداهن متحدثة بحزن شديد ..
" الغريب عيمشي خلاص! " ..
لتسألها إحدى صديقاتها:
_ ويعني هو كان واعدك إبحاجة!؟
لترد الفتاة:
" لع خالص! .. بس ... "
لتسألها صديقتها الأخرى:
أنت تقرأ
EDVA
Romanceأحياناً يرمي بنا القدر في أمكان لا تشبهنا، لا تناسبنا .. نشعر أننا لا ننتمي إليها .. ولكن سرعان ما يتغير كل شيء ونجد أن تلك الأماكن هي أفضل مكانٍ لنا .. أو ربما ليس لنا مكانٌ آخر، فمن المقدر لنا وجودنا هنا .. وسيكشف القدر غطاءه وتعلم أن هذه الأماك...