Befor the End 🔥

57 13 2
                                    

" إدفا "

( في دوار شيخ البلد )

يجلس الكثيرون من كبار أهل البلد، وشيوخها .. وكبار البلاد المجاورة .. اجتمعوا جميعهم لحل أمرٍ ما .. أمر قد مر عليه وقت ليس بقليل .. ولكن هنا .. على أرض صعيد مصر كل ذي حقٍ يأخذ حقه ولو بعد حين .. هنا أرض العدالة وإن كانت لا تحكم بقانون يكتب على ورق وإنما العدل والحق هنا هما سيف على رقاب الجميع .. هنا يوجد مصطلح جديد يختلف عن باقِ بقاع الأرض .. مصطلح يسمى " التار " لا يمر أحد من تحته إلا وتحرقه ناره .. لا يوجد على هذه الأرض من لا يعرفه .. ومن يستهين به فعقابه الموت ..

جلس على كرسي كبير في منتصف المجلس شيخ في العقد السابع من عمره .. ظهره منحني يكاد يجلس على كرسيه .. ولا أكاد أجزم أنه يرى أمامه .. يتكيء على عصاه في مشهد يدل على حكمته الشديدة .. يبدو من هيئته الشموخ والقوة رغم شيبته ..

الجميع يلتف من حوله .. متراصين على الجانبين .. صامتين .. منتظرين حديثه .. حتى دقت الساعة الرابعة مساءً .. ومعها دق العجوز بعكازه على الأرض معلناً بدأ الـ " القعدة " .. ثم تحدث قائلاً:

_ أني سمعت كل اللي حصل من الأول للآخر .. سمعت من الطرفين .. كل طرف لوحده وسمعت منكم مع بعض جبل سابج .. بس اللي مسمعتلوش حس لحد دلوك هو صاحب التار نفسه .. واللي اتفجنا المرة اللي فاتت إننا معنكمش غير لما ياجي ويجوم بالسلامة .. وإن مجامش ساعتها معيبجاش فيه حكم ولا جعدة تانية وعيكون عدل ربنا، القصاص .. حُصل ولا لع؟

أومأ الجميع برأسه موافقاً وقالوا:

_ إيوه .. صح .. دِه اللي حُصل!

ضرب العجوز بعكازه على الأرض لينتبه الجميع ويسود الصمت من جديد .. فأكمل:

_ ومعنى إنكوا جاعدين دلوك يبجا صاحب التار حي وجاعد وسطينا .. صُح؟

صمت الجميع وذهبوا بنظرهم إلى " بوب " الذي قال بجمود:

_ أيوا .. أنا موجود أهو ..

ارتسمت الإبتسامة على وجه العجوز وبدت تجاعيد وجهه الكثيرة .. وقال:

_ حمدلله بالسلامة ياولدي ..

رد عليه " بوب " قائلاً:

_ الله يسلمك يا حج حَكم ..

قال الرجل:

_ طيب دلوك سيبك من كلامهم كلهم ومن كل اللي اتحكى دِه .. أني عاوز أسمع منك إنت ياولدي ..

صمت " بوب " قليلاً والجميع ينظر له في ترقب والحاج " حَكم " كله أذانٌ صاغية .. حتى قال " بوب ":

_ وأنا مش عاوز أحكي يا حج حكم .. أنا مش هقول أكتر من اللي قالوه ..

نظر الجميع إلى بعضهم البعض وبدأت الهمهمات .. بدت علامات الغضب على وجه الشيخ " حَكم " وقال:

EDVAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن