ويلسون & مارتن

غضب محرج

كنت أجلس على إحدى الطاولات المنعزلة في مطعم علمت بأنه فاخر فقط من كراسيه الضخمة والمريحة كما أثاثه الراقي ودرجات اللون البني التي تملئه

ظللت أرتشف من عصير أشتريته من ذات المكان بينما أخفض عيني وأعقد حاجباي بأنزعاج وغضب واضح
في حين أنه يجلس أمامي يكتف يديه بعد أن خلع كمامته

– أليس من المفترض أن تكوني سعيدة وممتنة لشرائي هذه الأشياء لكِ ، لا أفهم غضبك الآن ؟

أجبته بسخرية

– أليس من المفترض من مدير الشركة أن يكون على علم بإدارة الأموال ؟ .. أشعر بأن رأسي سينفجر وأنا أفكر كيف سأقوم بتسديد خمس وثلاثون ألف دولار !

أسند مرفقه فوق الطاولة ثم وضع دقنه فوق يده ينظر إلي بأبتسامة لعوبة لأشيح وجهي عنه

– أنتِ جادة في سداده إذن ؟

– ماذا تظنني ؟ بالطبع سأفعل لا أريد أن أكون مدِينة لك

– إذن لنعقد إتفاق ! سأقوم بتقسيمها إلى ثلاث طلبات في كل طلب تنفذيه لي سأقوم بخصم إحدى عشر ألف وست مئة إلى أن ينتهي دينك !

أزدرت ريقي لأدفع الكوب بعيداً وأكتف يدي ، لا أشعر بالراحة مع ذلك !

– ما نوع تلك الطلبات ؟

رفع كتفيه بعدم معرفة

– سأفكر بالأمر لاحقاً عليكِ أن توافقي فقط !

أعتدل ليسحب إحدى الأكياس ويخرج أيباده من هناك
ظل يكتب بعض الكلمات عليه ثم وضعه أمامي

– ضعي توقيعك هنا !

– عندها سأصبح رسمياً مديونة لك ؟

أومأ لي لأزدرت ريقي واقرأ ما كتبه دون أن أفوت حرف
وضعت خاصية القلم لأوقع بأسمي ثم أعيده ، على الأقل الطلبات لن تكون أصعب من دفع المال !

كما أنني لازلت متدربة ومرتبي لا يتجاوز الألفان ! ثم قررت بأن أجمع مالي لشراء منزل أبي مجدداً وليس لأضيعه على هذا !

رأيت أبتسامة أنتصار ترتسم على شفتيه بعد أخذه للأيباد
لينتابني القلق مما يفكر به !

أتى النادل ليقف أمامنا ويساءلنا عن طلبنا

– أطلبي الطعام هيا ..

– كلا لن أخذ شيء أخر منك !

رأيته يقهقه بخفه لاتفاجئ ! هي حقاً المرة الأولى التي أسمع بها ضحكته وكم بدت عميقة جداً أغرقتني في صوتها ..

– لا تقلقي لن أحسب الطعام !

ظللت أحدق بأبتسامته بشرود حتى أختفت ليحتل بدلاً منها الأستنكار على وجهه ، أشحت بصري لأطلب أشياء عشوائية من النادل ليذهب