الفصل الثالث(اللقاء الأول)

118 18 1
                                    

هيثم.....

عند وصولنا للمنزل توجهت إلى غرفتى و أغلقت الباب وجلست أتصفح الإنترنت و عزمت على نفسى إننى لن أحزن على ما جرى قد أخذ وقت منى أكثر من حجمه فإن غدا سوف أتوجه مع صالح للعمل فى أحد الشركات خاصة بالصحافة التى تم قبولنا بها.

تحدثت هيام خلف الباب قائلة إن الطعام قد أوشك على التجهيز.

هتفت بصوت عالى" حسنا... سآتى فى الحال".

ذهبت إلى المطبخ لأساعدهم فى تحضير الطعام و كانت أمى يظهر عليها الغضب و بدأت فى لوم نفسها و أنا ظللت صامتا تماما حتى لا يبدو علي إننى أفكر فى الأمر من الأساس حتى أقتربت أمى منى قائلة
_ بنى.... غدا ستذهب للعمل صحيح؟

أومأت ثم قالت: غدا تحدث مع والدها و قل إنك لم تشعر بالراحة و.....
قاطعتها قائلا بهدوء"أمى.... لا تتعبى نفسك،  لا أهتم بما حدث ولا أهتم بمظهرى أمامه المهم هو نفسى،  نعم هى أول مره أذهب للرقية الشرعية و قد فشلت، لكن حدث ما حدث فلنتناسى الأمر".
أومأت برأسها قائلة بثقة"معك حق يا ولدى".

تناولنا الطعام وتوجهت إلى غرفتى و أحضر إياد لى مشروب، الجميع يهتمون بأمرى كثيرا و هذا يشعرنى ببعض الضيق، أريد أن أخبرهم بإننى لست متضايق بتاتا.

حل وقت نومى أغلقت الحاسوب و توجهت إلى الفراش الذى بالكاد يسعنى لكبر قامتى.
نظرت إلى سقف الغرفه و بدأت أفكر فيما حدث اليوم،  الأمر كان مزعج للغايه أتظاهر إننى لم أتضايق لكن قلبى كان محطم للغاية لقد قللت من شأنى،  كنت أعتقد إننى بائس و فقير لكن بعدما تحادثت معها أخبرت نفسى بإنى لست بائس فقط بل أمير البائسين، لقد قللت من ثقتى التى كانت معدومه، يجب أكن حذرا و أنا أحدد خطوات حياتي، هل يوجد أحدا بعمر 29 و لم يتزوج أو خاطب؟؟
بلى يوجد صديقى البائس الذى يونس وحدتى و كآبتى، هذا لا يظهر كثيرا لأننى دائما أتظاهر بلامبالاه،  تقلبت كثيرا على السرير حتى نجحت فى كتمان عقلى ثم خلدت للنوم.

الظاهر إنى نائم لكنى أشعر بكل ما حولى،  بأن إياد ذهب لشراء الفطور و صوت ميادة و هى تكلم خالتى فى الهاتف إجبارا من أمى. 

قفزت من على السرير سريعا بعد رؤيتى للساعة الموضوع أمام السرير.
وضبت نفسى و تناولت الطعام سريعا و كان صالح قد آتى أمام المنزل ذهبنا معا إلى الشركة للإنتهاء ببعض الأوراق،  كان عملى بأن أذهب إلى الأماكن للرعاية سواء للأطفال أو لكبار السن،  كنت أصور المبنى من الخارج بزوايا مختلفة ثم ألتقى بصاحبها و أسئلة بعض الأسئلة و أتحقق بصدقة بسؤال بعض الأطفال إذا كان دار الأيتام و سؤال كبار السن إذا كان دار رعاية للمسنين.

أوقف صالح سيارته امام دار المسنين بعد عناء لعدم وجود مكان خالى يسعها، خرجنا من السيارة و توجهنا إلى مكتب المدير و سألناه الكثير من الاسئلة و تم تدوينها حتى نضعها فى مجلة الخاصة بالشركة و أيضا تم أسئلة المسنين على مدى رضاهم على ما يقدموه هذا الدار و كانت أجوبتهم مبهجه و لكن جاء نحوى مساعد المدير قائلا بصوت منخفض:
_ نعرف إنكم ستساعدونا إذا طلبنا لكم المساعده؟ أومأت ثم قلت"نعم بالطبع".
_ لا نريد الدعم المادى لكننا فى أمس الحاجه للدعم المعنوى، هناك الكثير من المسنين يلفظون أسماء أبنائهم أثناء نومهم،  إذا استطعت أن يأتوا الناس لزيارتهم كأنهم أُناس يعرفونهم سيسرنى هذا كثيرا.
_ لكن هم سيعرفون أنهم ليسوا أقاربهم.
_ إن معظمهم أصابهم الزهايمر.
_ فهمت... حسنا سأوصى بذلك. ثم ربتت على كتفه و أردفت" لا تقلق".

شفق الحب(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن