رواية مأساة حياه
البارت الرابعتقدم بخطوات هادئه ومترقبه من شرفته، وفتحها بهدوء ونظر مطولاً إلي النائمة علي المقعد بعمق وجسدها يرتعش من شدة الهواء الذي غمرها بسخاء، ثم تقدم منها أكثر وأخذها إلي صدره بحنان جارف وعانقها بقوة؛ حتي يشعرها بالدفء قليلاً، لم تتحدث حياه ولكنها شعرت بيده تحملها وهي بين اليقظه والغفوه، وكانت لا تريد أن تستيقظ علماً بأنه سوف يختفي عندما تفيق من نومها، وظلت هكذا بين يديه وقريبه من صدره الصلب الذي كان يدمها بالدفء والحنان، ثم فتحت عيونها محاولة أن تراه، تتمني أن تري هذا الشخص الذي يحملها ويعاملها بحنان هكذا؛ ولكنها في كل مره تحزن عندما تعلم أنها لا تستطيع رؤيته بالمرة؛ ولكنها من الممكن أن تتحدث إليه وتعرف مَن هو الذي يأتي لها كل ليله هكذا، ثم هتفت بهدوء
" مَن أنت"؟!
ولكن لم تستمع إلي أي رد، وحاولت أن تلمس بيديها علي وجهها؛ ولكنه أبتعد عنها وشعرت بنفسها في فراشها وهو أختفي بسرعة البرك من أمامها، وأحست أنها تحلم في منامها وليس حقيقي ما تشعر به وتتمني أن تراه أمامها، مَن هو الشخص الذي يشعرها بالحنان والعطف هكذا، مَن هو الذي تموت شوقاً لكي تراه أمامها، ثم شعرت بصوت دعاء الحزين والباكي يقترب منها بحزن، قائله
" أنني أسفه حبيبتي، لقد نسيتكِ في الشرفة، إذا تحدثت إليّ زيدان بنسي العالم ونفسي أيضاً".
ابتسمت لها حياه بحنان، وتمنت أن تراها سعيدة دائماً بجواره، فهي تُحبها بشدة، ثم أجابت بتذكر
" مَن أتي بي إلي غرفتي"؟!
عقدت دعاء جبينها في استغراب، قائله
" مَن أتي بكِ، لا أعلم أنا فقط تذكرت وأتيت؛ لكي أراكِ".
شردت حياه قليلاً، فهي من المؤكد لا تهزي ولا تتخيل كل هذا، الشخص الذي يأتي إليها كل ليله ويغمرها بحنان ويقبل وجهها بهدوء ويطمئن عليها ويغادر ويتركها، فهي أحست أنها تحلم أثناء غفوتها؛ ولكنها اليوم شعرت أنه حقيقه، مَن هذا الشخص الذي يفعل ذلك معها، ثم أفاقت من شرودها علي صوت دعاء الغاضب، قائله
" أنا أتحدث معكِ يا فتاة، اللعنة لما أنتِ صامته هكذا"؟!
أغمضت حياه عيونها بألم وحزن، ثم أجابت بهدوء
" لا شئ حبيبتي، أريد النوم فقط".
أومأت لها دعاء في ابتسامة واستغراب إلي حداً ما، ثم أجابت وهي تقوم من علي فراشها بهدوء
" حسناً حبيبتي، كما تشائين".
ثم غادرت الغرفة بهدوء، بينما حياه، قامت من فراشها وأخذت العصا الخاصة بها التي تساعدها علي السير في المنزل، وذهبت إلي المطهي؛ حيث كانت تقف إلهام تصنع بعض الأشياء وترتب المطهي، ووقفت بجانب إلهام، قائله بهدوء
" أمي، يمكنني سؤالك بشئ"؟!
ألتفت إلهام لها بهدوء، فهي لا تعلم أن تتحدث معها، فهي كانت تشعر بالشفقة عليها والحزن أيضاً؛ ولكن الآن فهي تضع شقيقتها أمام هذه الفتاة المسكينة ولا تعلم ماذا يجب عليها فعله، ما الذي يجب أن تختاره، يمكنها أختيار شقيقتها وحبها لها وترك هذه الفتاة بالشارع وهي لا تعرف اي أحداً غيرهم في هذا المكان، ثم أجابت بحزن، فهي لا تستطيع أن تأخذ قرار بشأن هذا الموضوع
" ما الأمر عزيزتي، أخبريني"؟!
اقتربت منها حياه في هدوء، وحاولت أن تتحدث إليها بهمس، قائله
" انا أريد أن أعلم، الشرفة الرئيسية لها أكثر من باب في غرف أخري تطل عليه أم لا"؟!
عقدت إلهام جبينها في استغراب وضيق، ما هذا السؤال الساذج والغير لائق في هذا الجو المشحون بينهما في المنزل، ثم زفرت في ضيق واضح جعل حياه تشعر بهذا الضيق واعتذرت منها وغادرت المطهي في هدوء وحزن دافين متوجهه إلي غرفتها.
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Romanceعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..