رواية مأساة حياه
البارت الثلاثون والأخيرقامت دعاء من علي مقعدها في سعادة كبيرة وحماس
" أنا أرحب بهذه الفكرة بشدة ريان، مبارك لك أخي العزيز".
ثم اقتربت منه في حب وسعادة وعانقته، بادلها ريان العناق في ابتسامة قلقه من رد فعل الباقين عليه، ثم نظر لهما في تساؤل
" لم استمع إلي جوابك أمي"؟!
ابتسمت له إلهام في ابتسامة هادئة، فهي لن ترَ زوجة أفضل من حياه إلي ريان من الممكن كان الموضوع أصعب إذا كانت لاتزال كفيفة؛ ولكن الآن الأمر مختلف وأصبحت فتاة كاملة وجميلة ولا يوجد بها اي خطب، وخاصة أنها ربت وترعرعت علي يديها وتعرفها جيداً
" أنا ليس لدي أي مانع حبيبي، مبارك لك".
قاطع حديثها حكمت وهي تزرغط وتهلهل في سعادة عارمة مما جعلت حياه تشعر أن هناك أمراً ما أثناء بكائها في غرفتها بمفردها، تنهد ريان في ارتياح شديد، فقد كان يفكر أن هذا الأمر سوف يأخذ منه الكثير من الايام؛ حتي يستطيع إقناعهم
" سعادتي لا تقدر بثمن الآن، كنت أعلم أنكم لن توافقون علي زيجتي منها إلا بمعاناة".
نظرت له حكمت في استغراب
" هذا ليس صحيح أبني ريان، حياه فتاة جيدة وأيضاً ترعرعت هنا وكبرت علي يد والدتك وتعلم أخلاقها جيداً ولكن أريد أن أعلم ماذا سوف تفعل حتي تجعل علاقتها جيدة بوالدتها، فأنت تقل أنها حزينة للغاية وأغشي عليها من حزنها علي طفلتها التي توفيت رضيعة، أنا أرَ أنك تحاول مع حياه أن تعطيها فرصة أخري، وقبل أن تتحدث أعلم أنها لا تستحق ذلك ولكن الجميع يخطأ ريان وأيضاً أنا أول المخطئين والله يسامح عباده لا يجوز أن يبقي العبد يحمل المذنب ذنبه إلي أن يفارق حياته، هذا ليس عدلاً بالمرة".
كان ريان يستمع إلي حديث خالته وكله إذنا صاغية ويعلم أنها معها كل الحق وهي النموذج الحي أمامه عن التغير والعودة عن الأفعال السيئة؛ ولكن كل هذا صعب علي حياه أن تتحمله، لا أحد يفكر بها وبما تعاني به الآن
" معكِ كل الحق خالتي، أنا سوف اتحدث معها؛ ولكن سوف أخبرها في الأول أننا سوف نتزوج في أخر الاسبوع وسوف يكن حفل زفاف ثنائي العروسين".
اتسعت أعين دعاء في سعادة كبيرة عندما خمنت أنها هي العروس الثانية
" أنا العروس ريان، أخبرني سريعاً، هل تحدثت معك زيدان".
أومأ لها ريان في ابتسامة حنونة
" حسناً حبيبتي، أنتِ العروس الأخري".
صرخت دعاء قي سعادة واقتربت منه وعانقته في سعادة عارمة مرة أخري، لا تستطيع إخفاء سعادتها اليوم، كان خطيبها يخبرها أن فترة خطبتها طالت كثيراً وموعد الزفاف فات عليه كثيراً؛ ولكنها لم تكن تعرف ماذا تجيب عليه واخبرها أنه سوف يتحدث مع ريان ويخبره بهذا الحديث بدلاً منها، باركت لها خالتها حكمت ووالدتها إلهام في سعادة وفرحة أن السعادة سوف تدخل إلي منزلهم.عندما دلف الجميع إلي النوم، ذهب ريان إلي غرفة حياه؛ لكي يطمئن عليها ووجدها نائمة علي الفراش في ثبات عميق واقترب منها في حرص شديد وقبل رأسها وأحكم عليها الغطاء؛ حتي تمسكت بيده وفتحت عيونها في ابتسامة محبة
" لقد رأيتك الآن، لماذا تقبلني أيها المنحرف"؟!
نظر لها ريان في استغراب شديد من حديثها المرح معه وعيونها المنتفخة من أثر بكائها الطويل
" سوف يكن من حقي قريباً، في نهاية الأسبوع".
قامت حياه من علي فراشها في صدمة كبيرة
" ماذا تقل، ما الذي سوف يحدث في نهاية الاسبوع"؟!
اقترب منها ريان في خبث، قائلا
" سوف نتزوج حبيبتي، سوف تصبحين زوجتي وملكي إلي الأبد".
هزت حياه رأسها في رفض قاطع
" هذا ليس صحيح، أنا لا يمكن أن أتزوج بك الآن".
عقد ريان جبينه في استغراب شديد
" ماذا، ماذا تقولين أنتِ لا تريدين الزواج مني، لا تحبيني حياه"؟!
هزت حياه رأسها في رفض وهي تبكي بصمت
" لم أقل ذلك؛ ولكني لا أريد الزواج اطلاقا، لا يمكنني أن أتزوج بك وأنت تعلم كل حقيقتي وتعلم مَن تكون أمي وكيف هربت من أجل شاب وتركتنا في الشارع، كما أن أمي إلهام وخالتي حكمت لن يصمتون علي التحدث معي إذا علموا بذلك".
تمسك ريان بيديها في حنان جارف
" لا تقولين كذلك حبيبتي، الجميع يعلم بالحقيقة، ولم يستطيعون التحدث معك ببنت شفة، وخالتي حكمت تغيرت كثيراً وهذا واضح أمام الجميع أما أمي فهي تحبك كثيراً وحزينة من أجلك ولا تفعل أي شئ يجعلك تحزنين لقد سعدت كثيراً عندما أخبرتها أنني سوف أتزوج بكِ وخالتي حكمت أيضاً اخذت تهلهل في سعادة عارمة من أجلنا".
نظرت له حياه في ابتسامة هادئة، فهي بالفعل استمعت إلي هذا من غرفتها
" ريان أنا أحبك كثيراً ولا اقدر علي فراقك، انا عنيت في حياتي كثيراً وأنت تعلم كل ما مررت به في حياتي وتعلم كل هذا وأريد منك أن تبقي لي السند والعون في الحياة، لن تسمح لي أن أبكي أو أحزن أو يحدث لي اي مكره، هل فهمت"؟!
لم يجيب عليها ريان، بل اقترب منها وعانقها في حنان جارف يخبرها باحضانه أنها سوف تنعم بكل ما تتمناه، سوف تجد الزوج الصالح والأب الجيد والصديق الوفي والأخ السند وكل ما تحتاجه في هذه الحياة سوف تجده بداخل أحضانه، بادلته حياه العناق لأول مرة كانت تريد أن تشعر بالأمان والحنان بداخل أحضانه، تريد أن تبقي جالسه به ولا تخرج قط، فهي لن تجد رجلاً مثل ريان في حياتها يعطف عليها ويحبها ويغمرها بحنانه الجارف وعشقه المتملك وحياته السعيدة.
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Romanceعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..