رواية مأساة حياه
البارت الثاني والعشرونوقفت حكمت والصدمة تشل لسانها عن الحديث، لا تتوقع أن تأتي إليها شقيقتها إلهام بعد هذا الوقت، لن تتوقع قط أن تتنازل إلهام وتأتي إليها بعدما فعلت معها وحديثها القاسي لها، وتركتها وهي تبكي في حزن وقله حيلة علي ما تريد فعله، فقد تحملت حديثها التي ليس له أي قيمه وليس له أي أهمية لقوله لها، قاطعت إلهام شرودها بها
" سوف تتركين شقيقتك علي الباب كثيراً حكمت"؟!
هزت حكمت رأسها في رفض قاطع، فهي سعدت كثيراً من رؤية شقيقتها أمامها الآن، لن تتخيل أن تأتي إليها في يوماً من الأيام
" كلا أختي، تفضلي هذا منزلك".
عقدت إلهام جبينها في استغراب شديد، فهي لن تتحدث معها بطريقة حادة أو غير لائقة بتاتاً كانت مهذبة وهادئة علي غير العادة
" ما الأمر، لماذا تغيرتي هكذا"؟!
جلست حكمت علي المقعد أمامها وهي تنظر لها في حزن وأسي
" أنا لا أريد أن أبني سوراً من الحقد والكره بين جميع البشر، لا أريد أن اخسرك اختي".
حزنت إلهام علي شقيقتها للغاية، فهي كانت تريد أن تعنفها لأن زوجها حدثها عن أفعالها الغير لائقة بالمرة ومما جعل جميع الخدم والعاملين في المنزل يريدون أن يغادرون العمل علي السريع، لن يطيقون العيش معها
" لقد وفرتي عليّ الكثير من الحديث الذي أريد أن أقل لكِ؛ ولكن هذا الحديث جيد للغاية حكمت، يجب عليك أن تتغيرين دائماً ولكن من أجل نفسك ولا من أجل اي شئ أو اي شخصاً أخر فهمتي"؟!
أومأت لها حكمت في ابتسامة وسعادة
" حسناً حبيبتي، فهمت جيداً".
نظرت لها إلهام في سعادة، لا تتوقع أن تبقي هكذا، كانت تأتي وتعلم أنها سوف تبذل مجهوداً جبار في إقناعها التعامل بلطف مع زوجها ومع الخدم والعاملين معها في المنزل؛ حتي لا يغادرون بعيداً عنها
" أنا سعيدة للغاية بمَ وصلتي له".
قامت حكمت من مكانها واقتربت منها في حزن وبكاء وعانقتها بقوة
" أنا أحتاج إلي أحضانك أختي".
بادلتها إلهام العناق بقوة، في حزن وسعادة علي تغيرها المفاجئ هذا، حتماً أنها فكرت طويلاً في هذا الموضوع وكان يجب عليها أن تتغير هذا هو التفكير السليم الذي يجب عليها أن تفعله، حتماً يجب أن تصفي قلبها من الحقد والكره، ابتعدت حكمت عنها في ابتسامة
" أنا أريد أن أجعل علاقتي بكل البشر جيده لا أريد من أحداً أن يكرهني أو يشعر بأي شئ من ناحيتي".
ابتسمت لها إلهام في سعادة وفرح شديد، حقاً السعادة لا توصف عندما استمعت إلي هذا الحديث، فقد كانت دائماً يملئ قلبها الحقد والكره الشديد تجاه كل البشر.بعدما بعث له الخادمة؛ لكي يأتي إليه علي الفور جلس أمامه في ابتسامة هادئة
" ما الأمر سيد سمير"؟!
ابتسم له سمير في جدية
" لا شئ اريد أن أعلم تفاصيل عن حياه أخي بما انك صديقة الوفي ومن الواضح انك قريباً منه، علي حسب أنه قال لك علي مرضه الذي لا يعلمه أحداً وأيضاً علي أطفاله".
حاول تامر أن لا يظهر أنه توتر من حديثه هذا
" بالطبع أعلم عنه الكثير؛ ولكن هذا ليس من الجيد أن نتحدث في هذا الأمر، إذا كنت ليس لديك الكثير من الأعمال وفارغ اليوم، فأنا ليس لدي أي وقت لاضيعه معك الآن، سوف ارحل اليوم إلي بلدي".
قام من مقعده بعدما رمي إليه هذه الكلمات التي لم تكن مُرتبه في عقله قط؛ ولكن كان يجب عليه أن يفعل ذلك من أجل أن يخرج من هذا السؤال، قاطعه سمير بضيق طفيف
" حسناً تامر، يمكنك الجلوس الآن والتحدث علي السريع بمَ تريد فعله".
أومأ له تامر في هدوء تام وإبتسامة تنبع في داخله علي نجاح خطته
" حسناً كذلك، يجب أولاً أن نبعث في جميع البلاد".
عقد سمير جبينه في استغراب وصدمة
" ماذا تقل أنت، لماذا نبعث في جميع البلاد"؟!
نظر لها تامر في ابتسامة هادئة
" سوف أقل لك، أنا علمت أن زوجه أخيك الراحل ذهبت بعيداً بأطفالها الصغار، لذلك يجب علينا أن نبعث في جميع البلاد".
نظر له سمير في تفكير، يعلم أن حديثه هذا منطقي مئه بالمئه لن يفكر في هذا من قبل، من الممكن أن يكن هذا صحيح ولذلك لم يعثر علي أطفال أخيه إلي حد الآن، وقرر أن يفعل هذا من الآن وصاعد حتي يجدهم.
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Romanceعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..