البارت الثامن ♥️

0 2 0
                                    

رواية مأساة حياه
البارت الثامن

أخذ يبكي علي فراشها بحزن وألم، وهو لا يعلم أين ذهبت وأين يمكن أن يجدها، ثم تحمل علي نفسه وحاول أن يطرق باب المراحض في خفوت، ولم يجد أي رد، خشي أن يجدها به ولا تستمع إلي صوته، وحاول أن يفكر مراراً وتكراراً؛ ولكنه توصل أن يفتح الباب ويقتحم المراحض، فلا يوجد مكان في غرفتها لم يذهب إليه ليراها ولكن دون جدوي، ثم اقتحم المراحض وصُدم من ما راه؟!!

شعرت بغصة مريرة في حلقها وقلبها بدأ يقرع بشدة، لا تعلم ما سبب هذا الشعور المفاجئ لها، لماذا تشعر بذلك؛ حتماً علي ما فعله تامر معها وجفاءه الدائم وعدم تحدثه معها، مر أيام وليالي طوال وهو لن يمل عن الجفاء ولا المحادثة لها بشكل غير جيد للغاية، فقد حزنت بشدة علي هذه المعاملة، حزنت أيضاً علي كل ما تشعر به، كل ما تشعر به من حزن وألم وعذاب يخترق قلبها وضميرها الذي لا يكف عن تأنيبها، فقد فات الكثير من السنوات علي هذه الأشياء، ولم تدرك هذا العذاب والحزن سوي قبل أيام قليلة، لقد تعودت علي الأمر وفكرت به كثيراً وكان هذا أفضل حل لها، لمَ تفعل ذلك الآن، لمَ تلوم قلبها وتحزن، وهي اخذت هذا القرار من صميم قلبها وعقلها معاً، ودلفت إلي المراحض واغتسلت لعلها تطفئ المياة نيران قلبها وألمه الشديد الذي انهال عليها فجأة هكذا، وخرجت من المراحض وجلست تشاهد التلفاز وتحاول أن تشغل عقلها بأي شئ؛ حتي لا تظل تفكر في الأمر طويلاً.

أسرع إليها وحملها بسرعة البرك، فهو لا يستطيع أن يراها هكذا ممددة علي الأرضية ولا تتحرك وكأنها فقدت روحها، صرخ بشدة حتي يأتي إليه مَن هم في المنزل جميعاً يهرولون إليه في قلق وخوف، وشهقت دعاء بشدة واقتربت من ريان وهو يحمل حياه ويرقدها علي فراشها، محاولاً إيفاقتها وجلبت له دعاء قنينة العطر الخاصه بها، ووضع ريان القليل علي أنفها؛ حتي تفيق وبعد عدة محاولات فاشلة في إيفاقتها، فاقت وحاولت فتح عيونها ببطء وأخذت ترمش بعيونها عده مرات متتالية، ثم هتفت في إعياء
" أين أنا"؟!
نظرت لها دعاء في إبتسامة وتنهدت في إرتياح من وجودها بخير أمامها الآن، ثم هتف ريان بسعادة وقلق
" أنتِ بخير، لا تقلقي، انا بجانبك".
حاولت حياه أن تتمسك بيده، وبالفعل اعطي لها يديه، وتمسك بيديه بخاصتها، ثم أجابت بدموع
" أنت دائماً بجانبي، أنت أفضل شقيق ممكن أن يأتي الحياه إلي شقيقته، وأفضل صاحب لصاحبه وأفضل زوج لزوجته".
اتسعت إبتسامة ريان بسخاء، فهي لهذه الدرجة تراه افضل شخص في كل المقاييس، لقد سعد بشدة من كونها تفضله وتتمسك بيديه أيضاً، لا تأخذ حذرها منه، عندما علمت أنه من يأتي إليها كل ليلة، علي العكس كانت متفهمة له ولوجهه نظرة بها، ولم تحزن أو تعلق علي اي شئ أبداً، ثم أجابت دعاء بمرح
" وأنا في حياتي أفضل شقيقين".
نظرت لهم إلهام بحزن، فهي كانت تتابع كل هذه المحادثة دون أن تتحدث بأي شئ، فقد كانت تحزن بداخلها علي معاملتها القاسية لها وعلي ما فعلته بها، فهي حساسة ولم تستطيع تحمل هذه الإهانة من الجميع، كان يجب عليها أن تتعامل معها برفق قليل ولا تتحدث بهذه القسوة العنيفة، لقد أخطئت في ذلك ويجب عليها أن تتعامل معها بطريقة أفضل من هذه ولا تتعامل معها هكذا مرة ثانية، ثم غادرت الغرفة في هدوء دون أن تتحدث ببنت شفة، فقد اطمأنت عليها وغادرت في هدوء.

مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن