رواية مأساة حياه
البارت التاسعلم تستطع ولاء أن تتحمل كلماته القاتلة لها، فهو علم أن الفتيات الذين كانوا بالصورة هما أطفالها وفتياتها، جلست علي الأريكة الموجودة ولم تستطيع أن تحملها قدمها وخانتها وجلست بضياع، لقد جاءت النهاية حسناً لقد جاءت النهاية، كانت تريد أن لا يعرف أحداً هذا الأمر قط؛ ولكن دائماً تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، أقترب منها تامر في جدية
" هل هذا غير صحيح، والفتيات لست فتياتك التي رميتهم من هنا وحرمتي والدهم منهم؛ حتي فارق الحياة وهو يحلم برؤيتهم".
نزلت دموعها تلقائياً علي كلماته القاسية المحرجة لها بهذا الشكل، فهي ما كانت تعلم ماذا سوف يحدث لها في ذلك الوقت الذي جاء به تامر من الخارج وقرر أن يأخذها من البلدة ويهرب بها بعيداً خشيت وقتها ان تخبره أن لديها طفلتين ليذهب ويتزوج من فتاة غيرها، هذا ما كانت تفكر به حينها ولا تدرك ما حدث الآن وما كانت تتوقع أن يأتي اليوم التي تكتشف به حقيقتها قط، حاولت أن تقف أمامه في هدوء
" أنا أخطأت، خطأ كبير لم أكن أعلم أن هذا الخطأ يمكنه أن يلاحقني مدي الحياة، في ضميري الذي لا يكف عن معاتبتي علي ما فعلته بأطفالي، انا أحبك تامر ضحيت بأطفالي من أجل أن ابقي معك إلي الأبد".
صرخ تامر بوجهها في غضب
" أنا لم أخبرك أن تفعلي هذا من أجلي، لماذا تخليتي عن اطفالك اللعنة عليك ولاء اللعنة حقاً، أنتِ بلا قلب وبلا مشاعر، ولا تستحقين هذه النعمة التي هباها الله لكِ، الأمومة شئ عظيم وكبير لمن يقدر قيمته، أنا الآن علمت لماذا لا نستطيع الإنجاب، الله يعاقبك ويعاقبني معك بلا ذنب، أين فتياتك ولاء أخبريني"؟!
لم تجب عليه ولاء، فهي لا تعلم أين هما حقاً، لا كانت تعلم لم تتركهم فحسب، بل كانت اخدتهم بين أحضانها يتمتعون في حنانها وعطفها عليه كأي أم في مكانها تحب أطفالها وترعاهم؛ حتي يكبرون أمامها وتراهم مع أشخاص يستحقون أن يبقوا معهم، صرخ بها تامر مجدداً
" أين أطفالك ولاء أخبريني"؟!
دموعها كانت حليفة الموقف، جلست علي الأريكة مجدداً في إعياء وتعب وعذاب ضمير من ناحية وكلام حبيبها وزوجها التي ضحت بكل هذا من أجله من ناحية أخري، ثم أجابت في حزن دافين، وهي تتذكر أحداث ذلك اليوم المشؤوم
" لقد تركتهما في محطة القطار، وتركت ورحلت وهما يتمسكان بي بشدة وكانت فتاتي الصغيره عمرها سنه وفتاتي الكبيرة خمس سنوات، تركت دنيا الصغيرة علي فخذ حياه أبنتي الكبيرة".
صُدم تامر من ما تفوهت به ولاء، ما هذا الجحود، ما هذه القسوة والأنانية التي كانت تعميها، لو كانت أخبرته بكل ذلك كان أخذ الاطفال ورباهم معه، كان سوف يعتبرهم أطفاله، لأنه يحبها ولا يستطيع العيش بدونها كان سوف يتقبلها بأطفالها؛ حتي لو كانت معها العشرات من الأطفال كان سوف يستقبل ذلك برحابه صدر منتهيه، الحسرة علي هؤلاء الأطفال، الحسرة علي ما عانوا من حزن وقلق وخوف وبكاء علي فقد والداهما معاً في نفس اليوم
" وماذا فعلتي بعد، لم يؤلمك قلبك علي تركك لطفلة رضيعة بين يدي شقيقتها الصغيرة بعد".
بكت ولاء أكثر عندما تذكرت هذا اليوم وكانت ابنتها الكبيرة حياه، تخبرها أنها لا ترَ ولا تعلم ماذا سوف تفعل بشقيقتها الصغري، ماذا سوف يجب عليها أن تفعله وهي لا تعلم ولا تعرف اي شخص ولا ترَ أيضاً، لم تتحمل هذا ولاء وضربت الفتاة وتركتها وهي لا ترَ سوي حبيبها تامر والزواج منه، وكانت تكره الفتيات كونهم من رجل عجوز وكانت تكرهه بشدة كان يعاملها بقسوة شديدة دائماً، ثم أردفت في بكاء
" ما كنت اسمع إلي أنين قلبي وبكائه علي ما حدث معي وما حدث مع أطفالي، في الاخير سوف يأخذهم من يستحقهم غيري".
صفق تامر بيده بشدة، قد فزعت من تصفيقه هذا
" حسناً ولاء حسناً، ما فكرتي به كان صحيح مئه بالمئه أنتِ لا تستحقي نعمة الأمومة ولا تستحقي أن تعيشي ولا أن يبقي معك شخص يستحقك ويخاف عليكِ ويراعاكِ لا تستحقي ذلك، أقسم أنكِ لا تستحقي ذلك".
بكت ولاء بحزن وألم، بكت بشدة علي عذابها وحزنها والمها والم قلبها الذي يزداد رويداً رويداً، كانت تعلم أنها لا تستطيع أن تخفي الحقيقه طوال الوقت، لا تستطيع أن تخفي دائماً، تتمني الآن أن يعود بها الزمن لهذا اليوم لن تكن ترمي أطفالها الذين كان بحاجتها في ذلك الوقت، أبنتها الكفيفة التي لا تستطيع فعل أي شئ بدون مساعدة، وأبنتها الصغيرة أيضاً التي لاتزال رضيعة وتحتاج إلي حنان والداتها، ماذا حل علي عقلها وقلبها القاسي الذي جعلها ترمي أطفالها دون أن تفكر بعقلها قليلاً، اللعنة علي غبائها؛ ولكن الندم ليس له داعي في هذا الوقت، لن تستطيع العثور علي أطفالها فقد رحلوا بلا عودة وبيديها أيضاً، تركها تامر بعد أن رمقها بنظرات محتقرة علي ما فعلته، فقد خمن أنها من الممكن أن تكون اعطتت أطفالها إلي شخص تعرفه أو إلي الملجأ أو اي شئ غير أنها تركتهم في محطة القطار المه قلبه من الفكرة، كيف عانوا هاتان الفتاتان في هذا الوقت، تألم قلبه وهما لن يربطهم به شئ، كيف فعلت ذلك لم يؤلمها قلبها، لا تستحق العيش، عنفه قلبه علي عدم وضع أعذار لها؛ ولكنه اخرسه سريعاً وأخبره أنها تستحق كل هذا العذاب تستحق أن يحدث بها كل هذا تستحق الف مرة، لقد نزلت من نظره للغاية بعدما علم كل ذلك.
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Romanceعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..