رواية مأساة حياه
البارت التاسع والعشروناقترب سمير من حياه وأعطاه ورقة مطوية جيداً، وأخذتها منه حياه في استغراب وقلق
" ما هذا عمو سمير"؟!
نظر لها سمير في هدوء
" أريدك أن تتطلعي علي هذا".
بدأت حياه في إخراج الورقة وقرأتها في هدوء وشاهدت الصورة التي كانت تجمعها بفتاة صغيرة تشبهها إلي حداً كبير وترقرقت الدموع في مقلتيها
" هذا يعني أنني أبنه أخيك، أليس كذلك"؟!
اقترب منها سمير مرة ثانية وأخذها بين أحضانه وهو يبكي في حزن وألم
" لقد أشتقت لكِ حياتي، أين كنتِ كل هذه المدة"؟!
بادلته حياه العناق لا إرادياً وهي تبكي في حزن وحسرة
" وأنا أيضاً أشتقت إلي عائلتي".
أخذ ريان الورقة من يد حياه وأخذ يقرأها في هدوء وتمعن وعلم أن هذا تحليل لاكتشاف نسب حياة بالنسبة إلي سمير من خلال تحليل الدم وأخذ منها عينة بسيطة عن طريق أرجاء عملية النظر تبعها؛ ولكن ما جعله يبقي منصدماً هذه الفتاة التي كانت بجوارها في الصورة وتشبهها إلي حداً كبير للغاية، ثم اقتربت ولاء وتامر من حياه وسمير الذين مازالوا يبكون في حزن شديد علي فراق دام خمسه عشر عاماً حتي الآن، ثم هتفت ولاء في تساؤل ودموع
" أين دنيا"؟!
ابتعدت حياه عن سمير في استغراب من هذه الأمراة وتدخلها في هذا الحديث وذكر اسم شقيقتها الغالية علي قلبها، ثم أعادت انظارها إلي سمير مرة أخري
" عمو سمير، مَن هذه الأمراة وكيف تعلم أختي دنيا"؟!
نظر سمير إلي حياه تارة وإلي ولاء تارة أخري، وكان هذا يدور امام تامر وريان الذين لا يفهمون اي شئ حتي الآن
" أجلسي أبنتي حياه، سوف أخبرك مَن هذه الأمراة؛ ولكن أخبريني أين شقيقتك الصغري"؟!
بكت حياه في حرقة وهي تتذكر ذلك اليوم عندما تركتها والدتها في محطة القطار وهي صغيرة ذات الخمس أعوام لم تتوقع أن تفعل بها كذلك، لن تقدر علي نسيان هذا اليوم وأحداثه التي رسخت في ذاكرتها وعقلها في ذلك اليوم، عندما ذهبت والدتها دون أن تخبرها بشئ، لقد تركت شقيقتها الصغري علي قدمها دون أن تقل لهما أين سوف تذهب بعيداً عنهما، كانت حياه مازالت فتاة صغيرة ولا تعلم أي شئ عن تلك الحياة وخاصة في التعامل مع شقيقتها الرضيعة التي كانت تبكي في صراخ وألم علي ما يحدث لهما وترك والدتهم لهم في ذلك المكان المليئ بالأصوات المرعبة لهما، وحاولت أن تتحرك بشقيقتها الصغري ولكن كان بلا جدوي لن تتوقف عن الصراخ؛ حتي سكنت بين يديها بعد أيام طوال من الصراخ المتواصل، ظنت حياه أن شقيقتها غفت من كثرة البكاء وخاصة أنها ذهبت بها إلي مكان هادئ لا يوجد به اي شخص ولا اي صوت يذكر، ظلت تحاول إيفاقتها ولكن كان دون جدوي حتي علمت أنها لم تفيق بين يديها وذهبت بها إلي المشفي وهي تسأل الأشخاص من حولها عن مكان مشفي قريبة منهم وكان الجميع يعلم أنها تحتاج إلي مساعدة ولكنها خشيت أن تخبر أحداً بما حدث معها وخاصة أنها كانت تخشي التحدث مع أي أحداً وعلمت من الأطباء أنها توفيت وجاءت الشرطة وأخذتها بتهمه قتل شقيقتها الصغري بشاهدة من الأطباء أنها جاءت إليهم بها مفارقة لحياتها إلي الأبد، وحاولت حياه أن تعترض وتخبرهم أنها لا تفعل لها أي شئ وكانت تحاول أن تهدأ من صراخها طوال هذه الأيام ولم تفعل لها أي شئ فقط كانت تسير بها حتي تهدأ؛ ولكن كل هذا كان بلا جدوي وظلت حياه تبكي وتصرخ حزناً علي فراق شقيقتها واستطاعت الهروب من الشرطة في ذلك اليوم التي دلفت به، أخذها أحد رجال الشرطة عندما أخبرته بكل حكايتها وكان يشعر بأنها صادقة وقرر مساعدتها وتخليصها من الشرطة، وبالفعل خرجت حياة في نفس ذات اليوم في الليل وسارت مبتعدة عن المكان بأكمله وهي تجري وتلهث؛ حتي قابلت والده ريان في أحد الشوارع وعطفت عليها واخذتها إلي منزلها وظلت به حتي الآن، انتهت حياه من الحديث وكانت دموعها منهمرة علي وجنتيها في كثرة مفطرة، كانت تتخيل هذا اليوم كأنه أمس، لم تحكي لوالده ريان علي هذا الأمر وظل هذا سرها الوحيد طوال هذه السنوات الطويلة، اقترب منها ريان وعانقها في قوة كبيرة وحزن عليها
" أهدائي حبيبتي، لا اعلم كل ما مررتي به في كل هذه السنوات بمفردك، الآن علمت ما سبب هذه الكوابيس التي كانت تأتي إليكِ مُنذ أن دخلتي إلي منزلنا".
ظلت حياه تصرخ في شدة وبكاء هستيري وأخذها ريان إلي الاعلي بعد أن سمح له سمير بذلك.
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Lãng mạnعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..