البارت التاسع عشر ♥️

0 2 0
                                    

رواية مأساة حياه
البارت التاسع عشر

لم يستطع ريان التحكم في أعصابه أو في نفسه من هذه الحالة التي كانت بها حياته وقلبه، فهو لا يحب أن يراها هكذا، لا يقدر علي معاملتها في قسوة من اي شخص في هذه الحياة، واقترب منها في هدوء وحنان
" حياتي، لا تبكين أرجوكِ".
لا تستمع إليها حياه وكانت تشهق بقوة وألم علي حياتها اللعينة التي لا توجد بها غير الالم والحزن والبكاء المرير دائماً، اقترب منها ريان أكثر وأخذ يمسك يديها في محاولة منه أن تلتف إليه وتقف عن بكائها المرير هذا
" حياه، لا داعي لكل هذا، يمكنك أخباري ما حدث بالتفصيل"؟!
نظرت له حياه في بكاء وعيون منتفخة اثر البكاء
" أنا، أنا أريد الموت، لا أريد العيش في هذه الحياة، لقد سئمت من جميع مَن حولي لا أريد أي شئ ولا أريد أي شخص".
عانقها ريان في حزن شديد علي ما توصلت له من الحزن والألم الذي يجعلها تقل أنها لا تريد العيش وتريد أن تمت
" لا تقولين ذلك مرة ثانية، أنا لا اقدر علي العيش بدونك، لماذا تريدين تركِ حياتي"؟!
حزنت حياه أكثر؛ فحتي هو لا تستطيع أن تبقي معه، لن تقبل أن تدعه يتحمل شئ لا يوجد به اي دخل
" أنت ليس لديك أي عيب؛ لكي تتحمل فتاة عاجزة مثلي، لا أريد منك أن تتحمل شئ ليس لك به دخل".
عقد ريان جبينه في استغراب وضيق
" مَن قال لكِ أنكِ عبء عليّ، أنا لا أراكِ هكذا ولا اريد ان أراكِ هكذا، أنا لا افكر في كونك تستطيعين الرؤية أم كفيفة لا افكر في كل هذا، كل ما يشغل عقلي هو أن تبقي سعيدة ولا تحاولين أن تجعلي حديث الآخرين يؤثر بكِ بهذا الشكل؛ لماذا تفعلين ذلك، أخبريني"؟!
لم تتحدث حياه، بل ظلت صامتة وتوقفت عن البكاء فحسب كانت تستمع إلي حديث ريان الذي يعيد لها ثقتها بنفسها المسلوبة من قبل حديث حكمت القاسي عليها، ثم هتف ريان في حنان
" يمكنك أخباري ماذا حدث ولماذا ذهبتي إلي خالتي حكمت"؟!
تجمعت الدموع في عيون حياه مرة أخري وهي تتذكر ما كانت تنوي عليه وما حدث لها في الواقع، وقصت له كل ما حدث عند ذهابها إلي خالتها حكمت وما قالته لها من كلام جارح وقاسي إلي أبعد الحدود، شعر ريان بالحزن الشديد عليها وكانت تخبره وتتذكر ما حدث وتبكي في صمت وقهر، لماذا تفعل خالته هكذا معها، لماذا لا تكف عن محاربتها بكل الطرق، هي تعلم جيداً أنها لا تستطيع أن تفعل اي شئ وهي ضعيفة وعاجزة، لماذا تريد دائماً أن تفكرها بعجزها وأنها لا تستطيع العيش حتي من هذا العجز، الكثير من الناس يعيشون بهذا العجز لا احد يفعل معهم اي شئ؛ بل الجميع ينظر لهما في احترام وتقدير غير متناهي به للغاية
" حياه كفا بكاء ودموع، أنتِ تستحقين أفضل شئ في الحياة، لا أريد أن أراكِ هكذا مرة أخري، أنا بجانبك ولن أتركك ولن اجعلك تشعرين بالعجز أو الحزن مرة ثانية، حسناً".
أومأت له حياه برأسها في حزن، قائله في هدوء
" أنا أريد العثور علي أهلي".
اتسعت أعين ريان في صدمة وذهول
" ماذا، ماذا تقولين، تريدين أن تتركينا"؟!
هزت حياه رأسها في رفض
" سوف أأتي إليكم كل فترة؛ ولكن أريد منك أن تعثر علي أهلي، أنا لا يحق لي المكوث في منزلكم إلي حد الموت، يجب أن أعلم مَن هما أهلي ولماذا تركوني بمفردي".
تنهد ريان في يأس
" حياه، أنتِ تعلمين جيداً أنا والدتي قامت بالتحري عنكِ ومحاولة الوصول إلي أهلك وأنتِ صغيرة ولم تعثر عليهم، اليوم عندما تكبرين وتصبحين فتاة كبيرة تريدين أن تعثري علي أهلك، كيف حياه كيف"؟!
بكت حياه في حزن وبكاء لا تعلم ماذا ينبغي عليها أن تفعل في هذا المأزق، كيف تتم العثور علي أهلها ومحاولة العيش معهم بدل أن تعيش مع أشخاص لا توجد بينها وبينهم اي صلة تربطها بهما قط، ظلت تبكي في حزن وبكاء طويلاً وأخذها ريان في أحضانه بحنان وهي لا تعترض عليه فحسب فقد كانت ترتمي بكل جسدها عليه؛ حتي يستطيع أن يخفف عنها هذا الالم الذي يحتاج صدرها وقلبها وروحها التي أصبحت هشه من حديث الناس المؤلم لها؛ حتي غفت بين أحضانه في هدوء كالأطفال، ظل ريان يتأمل وجهها الملاكي الجميل الذي يغطيه البكاء والحزن الشديد ومسح دموعها من وجنتيها في حنان وهدوء؛ حتي لا تستيقظ مرة أخري وتبكي، ودثرها بالفراش جيداً، ثم غادر غرفتها في هدوء تام دون أن يعلم ماذا ينبغي عليه أن يفعل في هذا الموقف، يذهب إلي خالته ويتحدث إليها ويعنفها علي ما فعلته مع حياته أم أن لا يتحدث ويظل بجانب حياه ويحاول أن بيعدها عن طريق خالته وجميع من يحاولون أذيتها، فهو لا يريد أن تبتعد عنه قط.

مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن