رواية مأساة حياه
البارت الرابع عشرطرقت حياه علي الباب في هدوء؛ ولكن من ارتفاع الصوت لم يستمع ريان إلي الطرق المتتالي من حياه وقلقها المفرط عليه بقوة، قررت أن تقتحم الغرفة دون الإنتظار، وتحسست الأرضية بالعصا الخاصة بها وتبعت الصوت ووجدته يجلس علي الأرضية وصوت شهقاته تعلي وترتفع، لأول مرة ترَ رجلاً بهذه الحالة، تعلم أن الرجال لا يبكون أبداً ويتظاهرون دائماً بالقوة؛ حتي وإن كانوا في الحقيقة ضعفاء للغاية، ثم أقتربت منه وهو يتطلع إليها في حزن شديد
" ما بك، ريان لمَ البكاء"؟!
ظلت تقف أمامه ولا تعلم ماذا ينبغي عليها أن تفعل، وهي لا تراه أيضاً ماذا تفعل الآن وهو لا يجيب عليها حاولت مرة ثانية أن تتحدث إليه وبلا فائدة منه، لا تسمع سوي شهقات عالية لولا أنها تعلم ريان وهي تقف أمامه ما كانت لتصدق هذا إذا أخبرها اي أحداً عنه، ونزلت إلي مستواه في الأرضية وحاولت أن تتحسس الأرضية؛ حتي تصل إلي قدمه ورتبت عليها في هدوء
" ما بك ريان، لماذا تبكي ولا تجيب عليّ، هل انت حزين وغاضب مني، انا أيضاً يمكنني أن أحزن منك واغضب ولكنني لا استطيع فعل ذلك بك، أرجوك أجيب عليّ وأخبرني ما الأمر، لا أتحمل رؤيتك هذه".
شعرت به يتحرك من علي الأرضية ويتمسك بيديها ويجعلها تقف أمامه ونظر لها في هدوء، فهو لا يريد أن تراه بذاك الضعف، لا يريد أن تتغير نظرتها عنه وتعلم أنه ضعيف للغاية أمامها، ثم حاول أن يجمع صوته، قائلا في هدوء وصوت مبحوح أثر بكائه
" لا يوجد شئ حياه، يمكنك الذهاب إلي غرفتك، نحن في وقت متأخر من الليل وأنتِ في غرفتي لا يصح لكِ أن تبقي هنا أكثر من ذلك".
نزلت دموع حياه علي وجنتيها بسرعة البرك من صوته المبحوح الذي يحاول أن يجعله علي ما يرام أمامه وأيضاً علي طرده لها من غرفته بهذا الشكل
" هل تريد أن تخفي عن وجعك وضعفك ريان، إذا كنت لا أرَ أمامي ولا استطيع أن أرَ وجهك الذي لا محالة عليه الإرهاق والتعب مُنذ اليومين وأنت بهذه الحالة عندما أخبرتك أنك شقيقي ولا تحلم بأكثر من ذلك، لقد فعلت ذلك من أجلك أقسم بذلك، لا تخفي عني شيئاً وأخبرني بما تشعر، ارجوك".
كان نهاية حديثها مليئ بالرجاء والحنان الذي يبث في قلب ريان الراحة والطمأنينة بهذه الفتاة التي حقاً تستطيع أن تسيطر عليه لا محالة في ذلك، واقترب منها بلا شعور وعانقها بقوة وظل يبكي في أحضانها وينتحب بقوة وشهقاته كانت تعلو شيئاً فشئ، بادلته حياه العناق لا إرادياً فكانت تشفق عليه وعلي حالته هذه ورتبت علي ظهره بحنان
" أخبرني ما بك ريان"؟!
دفن ريان وجهه بين تجويف عنقها وهي مازال يبكي بقوة
" أنا اشتقت لكِ كثيراً".
اتسعت أعين حياه في صدمة كبيرة من ذهول ما أخبرها به ريان، إلي هذا الحد يبكي من اشتياقه لها، ما هذا الهراء، واستمعت له ليكمل حديثه
" لا أقدر علي فراقك ولا استطيع التحمل أبداً، كنت امنع نفسي من الدلوف إلي غرفتك في الليل كما كنت أفعل معكِ دوماً خوفاً من رده فعلك عليّ، بعدما أخبرتيني أن أبتعد عنكِ ولا اقترب قط، لقد تحطمت كلياً لا استطيع العيش بدونك في حياتي، ارجوك لا تبتعدين عني ولا تجعليني أبتعد عنكِ أبداً، أرجوكِ".
حاولت حياه أن تستجمع صوتها وتحاول البعد عن أحضانه وهو كان يتمسك بها في قوة كبيرة ألمتها
" ريان أنت تؤلمني بحق السماء".
شعر بألمها من كلماتها التي اخترقت أذنه، قائلا في أسف حقيقي
" أنا أعتذر، أعتذر كثيراً حياتي".
نظرت في تجاهه وحاولت أن تعلم ما به
" لا يهم ريان فحسب اخبرني، هل تبكي من أجلي"؟!
أومأ لها ريان عدت مرات برأسه
" حسناً بالطبع".
إجابته حياه في جدية وهدوء
" أنت تشعر بذلك لأنك تعتاد عليّ وتشعر بالشفقة ناحيتي لا اكثر من ذلك، انا اعلم جيداً ما تشعر به، هذا ليس حب هو فقط شفقة".
هز ريان رأسه في رفض وعنف
" أنا لا أشفق عليكِ حياه، حقاً انا لا اعلم إذا كان هذا حباً أم ماذا ولكنني لا أشفق عليكِ أبداً، لا تقولين ذلك مرة ثانية، انا أعتذر عن قولي هكذا في المرة السابقة".
ونظر إلي عنقها والقلادة خاصته التي تزينه وتجعله جميل للغاية وهمس لها في حنان
" لماذا ترتدين القلادة خاصتي، طالما أنتِ لا تريدين أن اقترب منكِ"؟!
تمسكت حياه بالقلادة في قوة وفي تلعثم
" أنا ارتديها لأنني احبها فقط لا غير ذلك".
اقترب منها ريان مرة ثانية وهي تعلم أنه يقترب وتحاول أن تبتعد بجسدها إلي الوراء؛ حتي وقعت علي الفراش بقوة ألمتها وصرخت وأسرع إليها ريان وحاول أن يتمسك بيديها
" أنا أعتذر لا اقصد".
تمسكت به حياه بقوة وقامت من علي الفراش وهو يحتويها بجسده، وهو يتخيل أنها زوجته ويمكنه أن يفعل معها ما يجول بخلده الآن؛ ولكنه نفض هذه الأفكار اللعينة والمنحرفة من عقله، فهي أرق من أن توضع في ذلك الموقف المحرج لها للغاية، ثم هتفت في رجاء
" يمكن أن تعود علاقتنا كما كانت من قبل، ارجوك حياه وافقي علي ذلك".
أومأت له حياه في هدوء
" حسناً يمكننا؛ ولكن انت سوف تظل أخي لا شئ أكثر من ذلك، أفهمت"؟!
نظر لها ريان في يأس من تفكيرها أنه يشفق عليها ويعتاد فقط لا اكثر من ذلك ولا توجد مشاعر بداخله؛ ولكنه أحمق للغاية لا يعترف لها بحبه او مشاعره فحسب يقل لها أنه يحتاجها في حياته ولا يعرف ما هي مشاعره، اللعنة عليه اللعنة حقاً
" لا أحد يعلم ما يخفيه له القدر حياتي".
رمقته حياه بنظرات مليئة بالضيق والغضب
" كفا عن مناداتي بحياتي، انا لست حياتك".
اقترب منها ريان في خبث، يريد أن يخيفها منه
" من الممكن أن أخبرك كم أنتِ حياتي".
اتسعت أعين حياه في رعب وغضب، عندما شعرت به يقترب منها في خبث وقبل عنقها ببطء علي القلادة مباشرةً
" ابتعد عني".
لم يبتعد عنها ريان وظل يقبل عنقها علي القلادة قبلات عديدة جعلتها لا تقدر علي حمل قدمها، رفعها ريان إلي صدره واخذ ينظر لها في قلق
" ما بكِ حياه"؟!
أزاحت حياه يديه عنها وهربت منه سريعاً وأخذت العصا الخاصة بها، متحركة إلي غرفتها وهي متوترة وخجلة من ما فعله معها ريان للتو.
أنت تقرأ
مأساة حياه (مكتملة) بقلم آيه خطاب
Romanceعندما يعاني الشخص من تسلط وظلم والدايه له، وهو غير كامل مثل جميع البشر، ويفقد شيئاً مهماً من حواسه..